عناصر التنظيم ينسحبون إلى الأحياء الغربية بضمنهم أجانب
نينوى ـ خدر خلات:
تشهد الاحياء الغربية من الجانب الايمن من مدينة الموصل اكتظاظا ضخما من الدواعش وعائلاتهم وبضمنهم اجانب، وفيما يقتاد التنظيم الارهابي مئات العائلات قسرا من الاحياء التي يهرب منها وسط معاناة صعبة جدا لاولئك الاهالي، يتم حرق منازل المخالفين امام اعين اصحابها واختطاف بعض افرادها.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” انه “عقب الانتصارات التي تسطرها القوات الامنية في الاحياء الشرقية والجنوبية من الجانب الايمن في مدينة الموصل، وبالتالي دفع الدواعش الارهابيين باتجاه احياء اخرى، باتت الاحياء الغربية من الجانب الايمن تكتظ بالدواعش وبعائلاتهم وبضمنهم ارهابيون اجانب من شتى الجنسيات”.
واضاف “على وفق مصادرنا، فان بعض المنازل بتلك الاحياء يقطن بها عائلتان او ثلاث عائلات من الدواعش، فيما يضطر المدنيون الابرياء الذين يكتشفون ان جيرانهم عائلات داعشية الى الهروب الى اقرباء لهم في احياء اخرى، بسبب ان بعض العائلات التي قطنها الدواعش يتم استهدافها بضربات جوية، مما اوقع خسائر بصفوف المدنيين”.
واشار المصدر الى ان “احياء الرفاعي، النجار، 17 تموز و الاقتصاديين واحياء اخرى مجاورة باتت تشهد اكتظاظ غير طبيعي من الدواعش وعائلاتهم، وسط مخاوف كبيرة من الاهالي، خشية استهداف احيائهم بضربات جوية، فضلا عن ان عناصر داعش لا يتوانون عن ارتكاب اية جريمة بسبب حالة الهلع التي تعتريهم، علما ان الدواعش ينقلون معهم مواد غذائية بكميات كبيرة جدا”.
وتابع “في الوقت نفسه، فان عناصر التنظيم المتطرف يقومون باقتياد المئات من العائلات من احياء العامل والرسالة واحياء اخرى مرشحة لتكون مناطق عمليات ساخنة، ويقتادونهم قسرا باتجاه الاحياء البعيدة نسبيا عن خطوط الاشتباكات، ويندسون في صفوفهم لتجنب ضربات محتملة”.
ولفت المصدر الى ان “التنظيم الارهابي غير مهتم بتاتا بالاوضاع الانسانية لتلك العائلات من حيث توفير الاغذية والاطعمة وحليب الاطفال فضلا عن وجود العشرات من المرضى بينهم، حيث ان داعش هدفه الاول والاخير هو التمترس بين هؤلاء الابرياء، في حين معاناة الاهالي تزداد بين ساعة واخرى بسبب حالة الرعب التي تسود بينهم فضلا عن الجوع وانعدام الادوية وحليب الاطفال”.
داعيا “القوات الامنية الى توخي الحذر الشديد عند الوصول الى الاحياء الغربية من الجانب الايمن، والعمل على الحفاظ على الاهالي الذين هم بمنزلة اسرى لدى هذا التنظيم الذي بات يلفظ انفاسه الاخيرة، لان بعض المنازل يكتظ بها عدة عوائل من الابرياء الذين لا ذنب لهم سوى انهم وقعوا بين فكي كماشة”.
وعلى الصعيد نفسه، افاد المصدر ذاته ان “تنظيم داعش الارهابي، وخلال انسحابه من بعض الاحياء تحت ضغط قواتنا الامنية، يقوم باحراق منازل العوائل التي ترفض اخلاء بيوتها والانسحاب معه، ويتوعدهم بالعقاب الشديد في وقت لاحق”.
ومضى بالقول ان “كما ان عناصر التنظيم يعمدون الى اقتياد فرد واحد او فردين من العائلات التي ترفض مغادرة منازلها، ويهددون اصحابها باعدام ابنائهم في حال ثبوت تعاملهم مع القوات الامنية، او ترحيبهم بهم حين دخولهم لتلك المناطق”.
داعش يبلغ عائلات
قتلاه على عجالة
وبسبب التراجع المستمر لعناصر داعش من الاحياء الشرقية والجنوبية من الجانب الايمن، فان مفارز تابعة له تقوم بابلاغ عائلات قتلاه على عجالة، بان ابنهم قد قتل وتعذر سحب جثته، ويعدهم التنظيم بتقديم مواد غذائية في وقت لاحق، علما ان مفارز التنظيم تتجول بسيارات اجرة (تكسي) وتبلغ عائلات القتلى ثم تنسحب خشية كشفها واستهدافها بضربة جوية.