الأمم المتحدة تتهم تركيا بارتكاب انتهاكات ضد شعبها
انقرة ـ بي بي سي:
تقدم نائب السفير التركي في سويسرا بطلب الحصول على اللجوء السياسي لدى السلطات السويسرية، حسب ما أوردته تقارير إعلامية، بينما تقول الحكومة السويسرية إنها تلقت طلبات باللجوء من عدد من الدبلوماسيين الأتراك.
واستنادا إلى صحيفة «تاغس أنتزايغر» التي تصدر باللغة الألمانية في زيوريخ، فإن فولكان قارة غوز من بين مجموعة من الدبلوماسيين الذين طلبوا الحماية من السلطات في سويسرا.
وبعد فشل محاولة انقلابية شهدتها تركيا في حزيران 2016، أقدمت السلطات التركية على توقيف أو إقالة آلاف ممن تشتبه في علاقتهم برجل الدين التركي فتح الله غولن، المقيم في المنفى الاختياري بالولايات المتحدة.
وقالت إدارة الهجرة السويسرية، إنها لا تستطيع التعليق على قضايا شخصية من هذا النوع، بينما قالت الحكومة السويسرية هذا الأسبوع، إن مواطنين أتراك يحملون جوازات سفر دبلوماسية تركية، تقدموا بطلبات الحصول على اللجوء.
وتصاعدت حدة الجدل بين أنقرة وعدد من العواصم الأوروبية في الأسابيع القليلة الماضية، في أعقاب محاولة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اقناع المهاجرين الأتراك في بلدان أوروبية بدعم اصلاحات دستورية من شأنها دعم سلطات الرئيس، والمطروحة للاستفتاء العام في نيسان المقبل.
وقالت صحيفة تاغس أنتزايغر في تقريرها، إن قارة غوز وأفراد عائلته قرروا طلب اللجوء في سويسرا، بعد أن استدعي من طرف الحكومة التركية، للعودة إلى أنقرة الشهر الماضي.
وقالت الحكومة السويسرية إن 408 مواطنا تركيا من بينهم عدد قليل من الدبلوماسيين، طلبوا اللجوء في البلاد، منذ وقوع الانقلاب الفاشل في تموز من العام الماضي.
ولم تعط الحكومة أي أرقام محددة بعدد الدبلوماسيين الأتراك، الذين تقدموا بهذه الطلبات.
وقالت ألمانيا الشهر الماضي، إنها تلقت 136 طلبا للحصول على اللجوء من دبلوماسيين أتراك، وذلك منذ وقوع المحاولة الانقلابية.
وكان ضباط أتراك يعملون ضمن ممثلية تركيا في منظمة حلف شمال الأطلسي، تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء السياسي في الأشهر الماضية.
واتهم إردوغان ألمانيا بأنها تتخذ اجراءات على طريقة «الممارسات النازية» وذلك في رد فعل على قرار الحكومة الألمانية إلغاء تجمعات للجالية التركية في عدد من المدن الألمانية، كان من المزمع أن يشارك فيها وزراء أتراك.
وعلقت المستشارة الألمانية على تصريحات إردوغان بالقول أمام أعضاء البرلمان: «إن تلك المقارنة كانت محزنة، في غير محلها ويجب أن تتوقف ، وإن المقارنة بالنازية لا تؤدي إلا للتوتر».
ووكان إردوغان صرح للتلفزيون التركي برغنته في نقل الحملة الدعائية الخاصة بالإصلاحات الدستورية، إلى البلدان الأوروبية التي تعيش فيها جاليات تركية، ومن بينها ألمانيا، حيث يقيم فيها قرابة 1.4 مليون تركي ممن يحق لهم التصويت.
لكن رغبة الرئيس التركي لاستمالة أصوات الناخبين الأتراك في أوروبا، قوبلت برفض آخر، وهذه المرة في سويسرا، حيث ألغى فندق سويسري لقاء كان يعتزم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو المشاركة فيه، وبررت إدارة الفندق قرارها بصعوبات تتعلق بضمان أمن المشاركين في اللقاء.
وكان أوغلو اضطر لمخاطبة حشد من الأتراك المناصرين للحكومة الثلاثاء الماضي ، من شرفة القنصلية التركية في مدينة هامبورغ الألمانية، وذلك بعد قرار بإغلاق مبنى كان مقررا أن ينظم فيه اللقاء في المدينة.
وفي غضون ذلك أبلغ وزير الخارجية الهولندي برت كوندرز بوضوح امس الاول الخميس عدم ترحيب سلطات بلاده بزيارة لنظيره التركي من أجل المشاركة في تجمع مؤيد للاستفتاء حول تعزيز صلاحيات الرئيس رجب طيب إردوغان.
وقال الوزير في إعلان إن «هولندا تتحمل وحدها دون سواها مسؤولية النظام العام وأمن المواطنين الهولنديين. وهولندا لا تريد بالتالي أن تتم» هذه الزيارة.
وكان الوزير يستهدف بإعلانه وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بعدما أفيد عن حضوره السبت تجمعا في روتردام لدعم إصلاح يحول النظام في تركيا إلى نظام رئاسي.