العبادي يدعو إلى توحيد القوّات المسلحة في قوة وطنية وأن يكون الجيش لكل العراقيين

أكد من السليمانية على أهمية بناء المصالحة المجتمعية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
أكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ان المعركة ضد الارهاب مصيرية ووجودية يريد الارهاب ان يغير الحضارة ويفرض حكماً يلغي التعددية والديمقراطية وان يسلب الحرية من المواطنين، مضيفاً ان العراقيين سيردون للارهاب الصاع صاعين ويبنون المصالحة المجتمعية ويعيدون السلم والأمن لكل المكونات، ليكسبوا بذلك السلم قبل الحرب وان يحرروا الانسان قبل الارض.
جاء ذلك خلال كلمة القاها في ملتقى السليمانية الخامس الذي انطلق امس الأربعاء (8 آذار 2017)، تحت شعار “مرحلة ما بعد داعش، إنهاء دوامة العنف نحو حلول مستدامة”، وافتتح من قبل النائب الثاني للامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الدكتور برهم صالح بالترحيب بالضيوف، معرباً عن سعادته بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية وقوات البيشمركة ضد تنظيم داعش وطرح تساؤلا عن كيفية الحفاظ على السلام وزخم الانتصارات في العراق وضمان عدم تكرار ماحدث في العراق مرة أخرى.
صالح اتاح الكلمة لرئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي قال في كلمته “لقد جئتكم من الموصل المحررة احمل بشائر النصر الى جميع العراقيين”، الذين لهم حصة من هذا النصر، الذي جاء بسواعد الابطال الذين يقاتلون الارهاب الذي لايريد الحياة والعيش الكريم للعراقيين”.
العبادي اضاف ان داعش ادعت كذباً وزورًا انها تدافع عن اهل السنة، ولكنها في واقع الامر قتلت من اهل السنة اكثر من أية فئة أخرى في البلاد، ودمرت مناطقهم والبنى التحتية بكلفة وصلت الى 35 مليار دولار ما عدا الاضرار الانسانية والمادية والمعنوية.
وأكد العبادي ان الذين يضحون بأنفسهم في الموصل لايملكون أية مصلحة فيها ولا اهل ولا اقرباء لهم هناك وليست لديهم أراض، انما دفاعهم هو عن العراق ، واضاف “انا أرى كل هؤلاء الشباب ينافسون على التضحية والفداء يخرجون صباحاً ويعلمون بأن بعضهم لن يعود مساء”.
واردف “المعركة اليوم ضد الارهاب مصيرية ووجودية يريد الارهاب ان يغير الحضارة والتوجه وفرض حكم جديد لا يؤمن بالتعددية يريد سلب الحرية منا، الا اننا سنرد له الصاع صاعين ونبني المصالحة المجتمعية ونعيد السلم والأمن لكل المكونات، لنكسب بذلك السلم وليس الحرب فقط، وان نحرر الانسان قبل الارض.
العبادي قال ” نسعى لتحويل المناطق المتنازع عليها الى مناطق متفق عليها، لكي نعمل على اعمارها وخدمتها نحن لانريد ان نحكم الموصل أو أيَة منطقة أخرى بل نريد ان يحكمها اهلها وهم الذين يقررون مصيرها، داعياً القوى السياسية الى المزيد من التوحد ونبذ الخلافات والتكاتف معاً لخدمة المواطنين.
ودعا العبادي الى توحيد القوات الامنية في قوة وطنية عراقية واحدة وان يكون الجيش لكل العراقيين وليس لفئة لايجوز ان يكون لنا قوة أمينة تابعة لهذا الحزب او ذاك الحزب او هذا المذهب او ذاك المذهب وان يشعر كل المواطنين بأن هناك قوة أمنية تحميهم.
وشدد العبادي “لن اتردد في ضرب مواقع الإرهابيين الذين يهددون أمن العراق والعراقيين حتى لو كانت في دول مجاورة، نحن نريد حماية المواطن العراقي والتعاون مع جميع دول الجوار، وكشف عن وجود مئة دولة يتم فيها تجنيد ارهابيين لصالح داعش.
الفساد والترهل ينخران جسد البلاد الفساد لا يقل ضررًا عن الارهاب وهو الذي يؤدي الى بروز الارهاب ، مشدداً على ان محاربة الارهاب مهمة عالمية واقليمية وليس فقط مهمة العراق، معلناً عن وجود مساحات واسعة للاتفاق والتوافق كبيرة جداً مع دول الجوار.
وعلى صعيد منفصل اشاد رئيس الوزراء بدور واهمية الجامعات في بناء العقول والطاقات كركن اساسي ليس فقط لبناء المستقبل وانما لبناء الحاضر ايضاً، وان يكون لها دور يعايش الواقع، لكي يكون الطالب مؤهلا ليلعب دوره في بناء المجتمع ودعا الجامعات ان تقدم دراسات معمقة لمعالجة مشكلات المجتمع.
وكان رئيس الوزراء قد وصل أمس الاول الثلاثاء الى اربيل قادماً من الموصل والتقى فور وصوله برئيس الاقليم مسعود بارزاني الذي كان في استقباله بمطار اربيل الدولي،، رئيس ديوان رئاسة الاقليم الدكتور فؤاد حسين اكد ان رئيس الوزراء بحث مع رئيس الاقليم عدداً من القضايا والمسائل المهمة اهمها مسألة التعاون العسكري ومستقبل الاوضاع في الموصل والتنسيق العسكري والتعاون لضمان استتباب الأمن في نينوى.
واضاف ان الاجتماع ناقش العلاقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية والعمليات العسكرية الجارية لتحرير كامل مدينة الموصل وسياسية واستراتيجية الولايات المتحدة تجاه العراق واقليم كردستان.
العبادي توجه بعد ذلك الى السليمانية التي وصلها في وقت متأخر من مساء الثلاثاء قادماً من اربيل وخلال اجتماع عقده مع المكتب السياسي للاتحاد الوطني، حضر الرئيس مام جلال جانباً منه، تباحث الجانبان في الاوضاع الراهنة مؤكدين اهمية اللقاء في تحقيق المزيد من التقارب والتعاون لمعالجة المسائل والمشكلات العالقة والتنسيق لمرحلة ما بعد داعش.
عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الا طالباني اعلنت في تصريح للصباح الجديد، ان اجتماع المكتب السياسي مع رئيس الوزراء كان ناجحاً بكل المعايير، وايجابياً قدم خلاله النائب الاول للامين العام كوسرت رسول علي مطالب هذه المنطقة بصراحة الى رئيس الوزراء، والتي تضمنت تأمين ميزانية قوات البيشمركة ومستحقات الفلاحين وتوفير حصة الاقليم من الادوية والمستلزمات الطبية.
وتابعت طالباني ان العبادي تحدث عن غياب الشفافية في ملف النفط الذي يصدر، من محافظات الاقليم وكركوك لصالح الاقليم، واضافت ان رئيس الوزراء متيقن من ان النفط الذي يصدره الاقليم اكثر من حصة ال 17 بالمئة المخصصة له وفقاً للموازنة العامة، لذا فهو ملزم بتأمين احتياجات المواطنين، اضاف انه لايعلم كميات النفط التي تصدرها حكومة الاقليم من كركوك، وطالب بأن يكون تعامل حكومة الاقليم مع ملف تصدير نفط الاقليم اكثر شفافية ووضوحًا.
طالباني اشارت كذلك الى انهم تحدثوا عن ضرورة الاسراع في تحرير قضاء الحويجة والتنسيق والتعاون في الموصل وسنجار بين قوات البيشمركة والجيش العراقي.
مصدر مطلع قال في تصريح للصباح الجديد ان رئيس الوزراء حيدر العبادي اجتمع بعيداً عن وسائل الإعلام مع نائب رئيس حكومة الاقليم قوباد طالباني، على هامش مشاركته في ملتقى السليمانية داخل الجامعة الاميركية.
وبحسب المصدر فأن العبادي بحث مع طالباني، العلاقات الثنائية بين الإقليم والعراق فضلاً عن مسائل أخرى مهمة.
ويشارك في الملتقى الذي ينظم بإشراف المعهد الإقليمي والبحثي الدولي في الجامعة الأميركية، العديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والإعلامية، إلى جانب كتّاب ومثقفين من العراق وإقليم كردستان والعالم، لمناقشة القضايا الراهنة في العراق ومستقبل الاوضاع بعد تحرير الموصل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة