عندما غادرت بغداد في الثمانينيّات من القرن ماضي، رحلت وكانت كرة السلة في مستوى مقبول كنّا فيه بطل العرب للنساء وثالث العرب رجالا عام ١٩٨٣ خلال البطولة العربية التي أقيمت في عمان، برغم هذه النتائج لم أكن أيضاً مقتنعة بالكامل لما وصلنا اليه كان بإمكاننا ايضا ان نكون افضل اسيويا.
عقود وعهود من الغربة، هل ابتعدت عن كرة السلة، لا اتابع المباريات، استمع لزملائي. نناقش كرة السلة كانت تفرحنا انتصاراتنا وتحزننا خساراتنا، كنّا أسرة واحدة نلتقي في الغربة او في بغداد، نثق ببعض وكأننا نمتلك عالماً خاصاً بِنَا.
كنّا نمتلك نجوم، غزوة فرنسيس، رجاء جبار، افتخار جمعة.. الخ، في منتخب النساء واما منتخب الرجال كان فريقاً متكاملاً في مركز واحد مثلا صانع الألعاب كان، عامر طالب ونبيل محمد، عندما انظر الى تشكيلة المنتخب شناوة، ثامر مصطفى، قصي، عباس خضير، ناجي، محمد مصطفى، نجوم فوق العادة استغرب دائما واسال نفسي لماذا لم ينتصر هذا الفريق عربياً او اسيويًا؟.. لا اعرف اين الخلل بعد هذا الجيل تراجعنا، لم تظهر نجوم بهذا الحجم او افضل مع استثناءات قصيرة منهم، نصير أحمد وماجد المنصور وصهيب محمود.
كرة السلة حالياً تعاني، فيها من السلبيات وفيها من لإيجابيات لا نتقد أو نقلل من دور اتحاد كرة السلة فمعظمهم أصحابي وتربطني بهم علاقات طيبة منها مودة واحترام، لن انتقد لكن ايضا أمامنا عمل كبير من اجل تطوير كرة السلة وفرضها في المجتمع العراقي ان تكون الرياضة الثانية فعلا في البلد ولما لا تنافس كرة القدم.
نظرت الى كرة السلة في السبعينيات من القرن الماضي. ماذا وجدت: كانت الحلة والموصل والديوانية تنافس فرق بغداد كانت اللعبة منتشرة في المحافظات ومستواها فوق الجيد. كانت فرق تمثل فئات عراقية محبوبة تبدع وتنافس على لقب بطولة بغداد او الجمهورية، راجعوا التاريخ وانظروا لفرق الهومنتمن والاثوري. كانت فرق بسيطة لا تمتلك تاريخ وتعمل بإمكانيات مادية بسيطة تلألأ نادي النهضة الذي ابهرنا بفوزه بدوري بغداد ورأينا نجومه حسين جاسم وصباح محاسن وجبار عيسى، يبهرون الجميع.. كانت نجوم السلة تظهر عندنا في كل مكان عربو الموصل وعدنان ناجي البصرة ومهدي اكبر وميران الديوانية وسماكة الحلة وغيرهم.
أناشد رئيس الاتحاد المركزي حسين العميدي الاستماع بصدر رحب لملاحظتي، نحتاج الى كونجرس محلي لكرة السلة يجتمع فيه اهل الخبرة مع مجموعة خيرة من الإداريين والأكاديميين لوضع استراتيجية نتظر فيها الى مستقبل بارع لكرة السلة، يتم التركيز فيها على: يسبق النقاط الرئيسة للاستراتيجية تقييم واقعنا: اين نحن في التدريب، المنتخبات الوطنية، الاكاديميات، فرق الفئات العمرية، التدريب، مدرسة طوال القامة، الدوري، الخ؟
ومن المحاور الاساسية للاستراتيجية: الا تلاحظون معي ان احتكاكنا مع العالم خُف وقل. متى قابلنا فريق اجنبي غير أسيوي او اجنبي آخر مرة. لا اذكر، في السبعينيات لم نخشَ من مقابلة فرق روسية او يوغسلافيا. لذلك الأستراتيجية المقبلة تتطلب احتكاك افضل وليس من الخطا ان نعيد اللعب مع روسيا او صربيا. ايضا استغرب كان اهم دولة في العالم في كرة السلة الولايات المتحدة الاميركية مهتمة في مساعدتنا لماذا لم نفاتحها في في تطوير كرة السلة فهي فهي قادرة من وضع خطط مشتركة لرفع مستوانا لدرجات عالية انها مرجع مهم خسرناه، لذلك ليس من الخطأ ان نفاتحها في مساعدتنا في بناء كرة السلة وخاصة في جوانب التدريب والمدربين والمعسكرات التدريبية والاحتكاك، والجامعات، كيف نستفاد منها في تطوير المدربين الشباب وجوانب البحوث والاحصاء، والمدارس، كيف نرفع من قدرات الطفل العراقي في مهارات كرة السلة وزياده رغبته في ممارسة كرة السلة، والجمهور، الاعلام، المجتمع، كيف نساعده لفرض كرة السلة كرياضة رئيسة في البلد، وبطولات الدوري، وبطولات الفئات العمرية ، والمهرجانات كيف نطورها ونجعلها جميلة تستقطب العائلات العراقية وتستمع بأداء جميل من قبل الفرق واللاعبين.. مدرسة طوال القامة، متى يتم تأسيسها، منتخباتنا من دون لاعبين عمالقة ١٩٠ سنتيمتر او فوق لن تنافس في المستقبل.
هذا غيض من فيض ونقاط أساسية وأملك الكثير لاتوسع في طرحي مستقبلا لكن اردت ان اذكر هذه النقاط الاساسية للتذكير وليس للانتقاد وغرضي ان نهتم ونعمل معاً لبناء مستقبل افضل لهذه الرياضة.
* لاعبة سابقة
فداء اسماعيل