أبو ليث وداعاً.. وستبقى لحروف “الأديب” دلالاتها ومعانيها

نجم يهوى في عتمة الأيام وقهر الغربة
متابعة – الصباح الجديد:
تنعى الصباح الجديد احد قامات العراق الثقافية، ورائدا من روادها في مجال الطباعة، وهو صاحب مطبعة الأديب في بغداد.
فتح الله اسطيفان عزيزة،رائد المطابع والنشر في العراق، توفي في العاصمة الاردنية عمان، ولم يحقق حلمه وأمله بالعودة الى بغداد الذي طالما راوده وأيقنه، وبفقدانه فقد خسرت حركة الثقافة العراقية احد رموزها الثقافية، واحد داعميها المهمين، والذي يعد من ابرز الذين اسهموا في نشر الاعمال الادبية والفنية لعدد من الكتاب العراقيين.
حرص الراحل على متابعة اعماله بنحو، يضمن معه اتقان كل التفاصيل، بغض النظر عن حجمها، فلم يكن ليسمح بانتاج غير لائق بمكانة وتاريخ المطبعة ان يخرج منها، وهذا ما دفعه الى التواجد الدائم فيها كي يتابع كل تفاصيل العمل الصغيرة قبل الكبيرة، وذلك هو شأن الكبار في كل زاوية من زوايا الحياة سواء الايجابية او الفنية او السياسية وحتى الاجتماعية.
اسطيفان كان احد اصحاب المباديء والثوابت التي لم يحد عنها يوما، وتحت أي ظرف، لذا فكان احد الداعمين للشيوعيين الذين كانوا يتعرضون للاعتقال، بعد خروجهم منه، وهذا ما وضعه في مواقف محرجة وخطرة في بعض الاحيان مع السلطات وقتذاك.
بعد ان انتخب عضوا في مجلس ادارة اتحاد الصناعات العراقية، وجد اسطيفان ان واجبه تجاه عمله ووطنه اصبح اهم واكبر، لذا فقد داوم على متابعة كل التطورات التقنية، والتكنلوجية التي تتعلق في عالم الطباعة، وهذا ما نتمناه اليوم من كل اصحاب الشأن والسلطة، وبجميع المهن والحرف، لكن يبدو ان امثاله قليل.
ولان الراحل لم يكن طباعيا اعتياديا، فقد حول مطبعته “الاديب” الى ملتقى ثقافي يجتمع فيها السياسيون والمثقفون من شتى المشارب والتوجهات في لقاءات حوارية ونقاشية، فيها من المتعة والمعلومة الشيء الكثير، ونأسف انها لم تسجل كي تكون منبرا آخر لاطلاع اجيال اليوم على مباديء الحوار الصحيح والإنصات الصحّي، وعلى حقيقة ان الاختلاف بالود لا يفسد من الود قضية، بل انه يعزز من الود ويبنيه على اسس متينة ورصينة.
اسرة الصباح الجديد تتقدم باحر التعازي والمواساة لأسرة الفقيد ولصديقنا العزيز هيثم فتح الله اسطيفان وبقية الاخوة سائلين المولى عز وجل ان يسكنه فسيح جناته

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة