توقعات بزيادة إلتزام أوبك بتخفيضات الإنتاج
متابعة الصباح الجديد:
أظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، أن السعودية استعادت موقعها كأكبر مورد للنفط الخام إلى الصين في كانون الثاني لتنتعش إمداداتها بقوة بعد هبوط كبير في الشهر السابق. وزادت شحنات النفط الخام السعودي إلى الصين 18.9 في المئة في كانون الثاني مقارنة بمستواها قبل عام لتصل إلى 5.03 مليون طن أو ما يعادل 1.18 مليون برميل يومياً. ويمثل هذا ارتفاعاً بنسبة 40 في المئة مقارنة بإمدادات المملكة في كانون الأول البالغة 841 ألفاً و820 برميلاً يومياً.
وجاءت أنغولا في المركز الثاني مع ارتفاع شحناتها 63.5 في المئة على أساس سنوي إلى 4.95 مليون طن أو 1.17 مليون برميل يومياً تليها روسيا في المركز الثالث مع نمو صادراتها 36.5 في المئة إلى 4.6 مليون طن أو 1.08 مليون برميل يومياً بحسب البيانات.
وكانت روسيا تفوقت على السعودية كأكبر مورد للنفط الخام إلى الصين على أساس سنوي للمرة الأولى عام 2016 بشحنات بلغ متوسطها 1.05 مليون برميل يومياً. واحتلت السعودية المرتبة الثانية بعد روسيا بمتوسط إمدادات 1.02 مليون برميل يومياً.
وبدأت المصافي الصينية المستقلة في جلب شحنات نادرة من خام أميركا الشمالية الثقيل في تدفقات من أماكن بعيدة يقول عنها التجار إنها أصبحت ممكنة فقط بسبب تخفيضات إنتاج «أوبك» ووفرة الإمدادات الأميركية والكندية. وتظهر بيانات الجمارك أن الصين اشترت نحو 258 ألف طن من النفط الخام من الولايات المتحدة الشهر الماضي وهو ما يعادل أكثر من نصف إجمالي واردات الصين من الولايات المتحدة عام 2016 بأكمله.
وأظهرت بيانات أيضاً أن واردات الصين من فنزويلا قفزت 80 في المئة الشهر الماضي على أساس سنوي إلى 1.75 مليون طن، في حين انخفضت الواردات من إيران 1.3 في المئة على أساس سنوي إلى 1.71 مليون طن. وزادت الواردات من العراق 43 في المئة على أساس سنوي إلى نحو 3.51 مليون طن.
وفاجأت «أوبك» السوق حتى الآن بمستوى التزام قياسي بتخفيضات الإنتاج وقد تزيد التزامها في الأشهر المقبلة. وتعهدت المنظمة تقليص إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من 1 كانون الثاني وهو أول خفض للإنتاج في ثماني سنوات لتعزيز الأسعار والتخلص من تخمة المعروض. وعادة ما كان الالتزام بقيود الإنتاج يمثل إشكالية في تاريخ «أوبك» لكن هذه المرة نفذت المنظمة ما يصل إلى 90 في المئة من التخفيضات المستهدفة في الشهر الأول فقط من الاتفاق.
وقال مسؤول في شركة «سوناطراك» الجزائرية إن حقل حاسي مسعود أكبر الحقول النفطية في البلاد يكبح الإنتاج حالياً عند 430 ألف برميل يومياً بما يتماشى مع اتفاق «أوبك» على خفض الإنتاج. وفي العام الماضي بدأت الجزائر أحد كبار موردي الغاز إلى أوروبا الاستثمار في تحسين إيرادات الحقول الناضجة مثل حاسي مسعود وبدء الإنتاج من حقول غاز تأجل تشغيلها في الجنوب بهدف إنعاش إنتاج الطاقة الراكد.
وانخفضت أسعار النفط بعدما زادت مخزونات الخام الأميركية للأسبوع السابع وهو ما يشير إلى أن السوق ما زالت تواجه صعوبة في تقليص تخمة المعروض برغم الجهود التي يبذلها كثير من المنتجين لكبح الإنتاج.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 564 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 17 شباط، لكن الزيادة جاءت دون تقديرات المحللين الذين توقعوا نموها بواقع 3.5 مليون برميل.
وجاء استمرار نمو المخزونات الأميركية في الوقت الذي خفض أعضاء «أوبك» ومنتجون آخرون خارج المنظمة إنتاج الخام. وتواصل الولايات المتحدة التي لا تشارك في الاتفاق زيادة إنتاجها. وقال محللون في «آي أن جي»، إنهم يتوقعون استمرار نمو الإنتاج الأميركي مع بقاء الأسعار عند مستوى قوي بما يكفي للتشجيع على زيادة أنشطة الحفر. وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 48 سنتاً إلى 56.10 دولار للبرميل بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 39 سنتاً إلى 54.06 دولار للبرميل.
في الشان ذاته، انخفضت أسعار النفط نحو واحد في المئة بفعل المخاوف بشأن زيادة الإمدادات الأميركية والتي طغى أثرها على تعهدات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بزيادة مستوى الالتزام بتخفيض الإنتاج.
وزادت شركات الطاقة الأميركية عدد منصات الحفر النفطية للأسبوع السادس على التوالي لتواصل التعافي المستمر منذ تسعة أشهر حسبما ذكرت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة.
وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 59 سنتا أو 1.04 بالمئة في التسوية إلى 55.99 دولار للبرميل في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 46 سنتا إلى 53.99 دولار للبرميل.
غير أن الخامين حققا مكسبا أسبوعيا بلغ نحو 1.1 بالمئة.