سكان الأيسر يطالبون بإيجاد حل لـ “مُسيّرات” التنظيم الإرهابي
نينوى ـ خدر خلات:
عدّ تنظيم داعش الارهابي الساحل الايمن لنهر دجلة بمنزلة خط فاصل ما بين اسماه “ارض الكفر وارض الايمان” وارتكب مجازر بحق مواطنين ارادوا الهرب من بطشه وجحيمه، فيما يشكو سكان الجانب الايسر من الطائرات المسيّرة التي يرسلها داعش والتي توقع خسائر بشرية ومادية بصفوفهم مطالبين الجهات الامنية المختصة بايجاد حلول لها.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “تنظيم داعش الارهابي بات يعد نهر دجلة يفصل بين ما يسميه (ارض الخلافة والايمان وبين ارض الكفر والردة) ويقصد بذلك الساحل الايسر المحرر”.
واضاف “ما يسمى بمفارز ديوان الحسبة، وفي اثناء تجولهم في الجانب الايمن يبلغون الاهالي في الشوارع العامة ان نهر دجلة يفصل المسلمين عن الكفرة والمرتدين، وان الساحل الغربي للنهر هو الخط الفاصل بين الطرفين، ويحذرون الاهالي من مغبة الاقتراب من اطراف النهر بالجانب الغربي (الايمن) وان مصير من يقترب منه من دون علم التنظيم سيكون الموت”.
واشار المصدر الى ان “عناصر التنظيم الارهابي قاموا باعدام 17 مواطناً تتراوح اعمارهم بين 12 و 17 سنة بسبب محاولتهم الاقتراب من الساحل الغربي للنهر، حيث كانوا يرومون العبور للضفة الاخرى للخلاص من سيطرة التنظيم، وتم القاء جثثهم بالنهر، فيما النساء والاطفال تم اعادتهم وسط شتائم وتخوينات بالعمالة والكفر من قبل عناصر داعش الذين اعتدوا عليهم بكلمات بذيئة”.
وتابع “كما قام التنظيم بتعليق جثث 16 شاباً من اهالي الموصل، بعدما اعدمهم رمياً بالرصاص، على اطراف الجسر الثالث من جهة الجانب الايمن، لترهيب الاهالي من مغبة المغامرة وعبور النهر، محذراً من ان يقوم ذووهم بسحب جثثهم، فضلا عن مصادرة املاك كل من يفكر بمغادرة (ارض الخلافة) على وفق مزاعمهم”.
ونوه المصدر الى ان “التنظيم نشر العشرات من قناصيه على امتداد الساحل الايمن لنهر دجلة، كما انه امر سكان الاحياء المحاذية للنهر باخلائها ومنحها لعناصره المقاتلين، فضلا عن قيامه بفتح المنازل على بعضها البعض، وتلغيم البعض الاخر، حيث بات الساحل الغربي للنهر بمنزلة خط صد، أي منطقة عسكرية على وفق تصورات قيادات داعش المتطرف”.
وكان تنظيم داعش قد شن حملة في الجانب الايمن بحثاً عن اجهزة اتصالات (موبايلات) مع مصادرة العشرات من اجهزة التقاط البث الفضائي (الدش) والتي كان الاهالي قد خبئوها ويتابعون من خلالها التطورات الامنية بمدينتهم.
في الجانب الاخر من المدينة، باتت الطائرات المسيّرة التي يطلقها التنظيم تشكل مصدر ازعاج للاهالي الى جانب قذائف الهاون التي يطلقها بنحو عشوائي من الجانب الايمن.
وفيما اضطرت عشرات العائلات القاطنة بالاحياء المحاذية لنهر دجلة بالجانب الايسر من النزوح هرباً من قذائف هاون داعش، فان الطائرات المسيّرة تصل لاعماق هذا الجانب وتستهدف التجمعات المدنية والقوات الامنية على حد سواء.
وتمكنت طائرة مسيّرة تابعة لداعش من الوصول الى حي الزهور والقت قنبلة اسفرت عن اصابة 6 مدنيين، فيما وقعت حوادث مشابهة اخرى طوال الايام الماضية، الامر الذي دعا الاهالي وناشطين موصليين، القيادات الامنية والاجهزة المختصة بايجاد حل لمسيّرات داعش التي تزرع الرعب بصفوف الاهالي، حيث انها تلقي قنابلها الصغيرة نسبياً فوق أي تجمع للمدنيين.
ويشن تنظيم داعش ضربات يومية بقذائف الهاون على الجانب الايسر المحرر اوقعت العديد من القتلى والجرحى بصفوف المدنيين، فيما زادت طلعات طائراته المسيّرة فوق المنطقة نفسها ، والتي تلقي قنابل صغيرة فوق تجمعات المدنيين والقوات الامنية، والتي لا يتجاوز وزن الواحدة منها الـنحو 500 غرام.