اهلاً رمضان

سها الشيخلي

بعد يومين سيحل علينا شهر رمضان شهر الطاعة والغفران ، وعلى المسلمين من الباعة والتجار ان يتقوا الله في اخوانهم الصائمين وحتى غير الصائمين ، في عدم احتكار السلع التي تحتاجها مائدة رمضان ، وان يكونوا فعلا مسلمين ليس بالا سم فقط بل بالافعال ، وان يرحموا الفقير المسلم في قوته الرمضاني ، وان يتخلوا عن الجشع في كسب المال الحرام ، وكنا نرى في بداية كل شهر رمضان ان اسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل مبالغ به الا ان هذا العام يختلف فيه رمضان عن بقية السنوات السابقة فقد حل علينا رمضان واهلا به ، 

لكن مع ترحيبنا بالشهر الفضيل الا ان ظروف بلدنا حرجة للغاية ، فقد تمزق الوطن واحتلت بعض من ارضه الطاهرة وصيامنا في هذه الفترة سيكون قلقا للغاية ، فمع الاخبار المتضاربة والتي تثير قلقنا جميعا كوننا شعباً واحداً بكل قومياته ودياناته ،

نتمنى ان يحل علينا رمضان وقد توحد شعبنا واستطاع جيشنا الباسل ان يرد الينا الاراضي المغتصبة وكان اغتصابها قد زرع الغصة المرة في نفوسنا جميعا ، فكيف نجلس الى مائدة الافطار واخوان لنا مهجرون ونازحون يعيشون حياة قاسية لا تصلهم المساعدات الانسانية فلا ماء ولا كهرباء ولا وقود ولا اسعافات اولية للمرضى منهم ، ونشعر بألم المعاناة التي تتوزع على ابناء شعبنا ، والاهم من ذلك كيف نفرح برمضان وثاني اكبر مدننا قد تم السيطرة عليها ، هل تكفي صلواتنا ودعاؤنا في ان تعود لنا الموصل السليبة باهلها الطيبين وتراثها الثر . 

واعود الى رمضان مرحبة به كأية سيدة عراقية ترى في طقوس رمضان وجه الوطن وتجد فيه مغفرة ورحمة ، عل الله ان يرحمنا ويرحم اطفالنا الذين يبيتون في خيم ساخنة جائعين مرعوبين من آثار القصف والحرب والدمار والتهجير ، كيف يطيب لنا العيش وتناول ما لذ وطاب من مائدة رمضان واخوة لنا يعانون الجوع والعطش ، فهم صائمون على مدار اليوم واذا سنحت لهم الفر صة ووصلت اليهم بعض من مواد الاغاثة فهم يفطرون على قنينة ماء حارة وعلى رغيف خال من أي ايدام ، في حين تتفنن نساؤنا في شهر رمضان بانواع الطبخات وتبالغ بعضهن في كمية ما تحضره ولا يتم استهلاك الا ربعه والباقي يذهب الى الحاوية ، فهل حاولت كل سيدة ان تفكر في الاقتصاد وتتخلى عن التبذير ومع كل ذلك اهلا برمضان

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة