شركة صينية تسحب موظفين من حقل غرب القرنة-1 وسط التوترات
بغداد ـ الصباح الجديد :
أكد أمين عام أوبك، أمس الأربعاء، أن إنتاج العراق من النفط مستمر والمنشآت آمنة، مضيفا أنه على ثقة بأن زعماء الشرق الأوسط يبذلون كل ما يستطيعون لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها.
وأعرب أمين عام أوبك عن تفائله بأن العراق سيصل إلى معدل امتثال قدره 100 % بتخفيضات أوبك في الوقت المناسب بالرغم من التوترات الحالية، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يبلغ الطلب العالمي على النفط نحو مليون برميل يومياً.
ووصف توقعات الطلب بأنها «ليست قوية لكنها لا تمثل مبعث قلق».
ولفت أمين عام أوبك، بأنه قال في رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن أوبك وحدها لا تستطيع تحمل مسؤولية الإبقاء على سوق النفط متوازنة.
في السياق، سحبت مؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي.ان.بي.سي)، وهي مستثمر كبير في قطاع النفط العراقي، نحو 20 موظفا من حقل غرب القرنة-1 النفطي العراقي الذي تديره شركة إكسون موبيل الأميركية مع تصاعد التوترات في المنطقة، حسبما أفاد مصدر مطلع من الشركة في بكين امس الأربعاء.
وجاءت هذه الخطوة يوم الأحد عقب مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية بطائرة مسيرة في العراق الأسبوع الماضي. وأمس الأربعاء، شنت إيران هجمات صاروخية علي قوات تقودها الولايات المتحدة في العراق انتقاما لمقتل سليماني ما أثار مخاوف من نشوب نزاع أوسع نطاقا.
وقال المصدر ”سحبت سي.ان.بي.سي موظفيها من غرب القرنة في الخامس من كانون الثاني، بعد قرار من إكسون باعتبارها المشغل“.
وأضاف أن الشركة الصينية المملوكة للدولة أبقت على موظفيها في حقلين نفطيين عراقيين آخرين.
وأحجمت سي.ان.بي.سي عن التعليق على الأمر. ولم ترد إكسون موبيل على طلب بالبريد الإلكتروني للتعقيب على الفور.
والعراق ثاني أكبر منتج للنفط في الشرق الأوسط بعد السعودية ويضخ نحو 4.6 مليون برميل يوميا. ويمثل تدهور الوضع الأمني خطرا كبيرا للشركات الأجنبية العاملة في قطاع النفط والغاز في البلد.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام، إن سي.ان.بي.سي أبقت علي موظفيها البالغ عددهم نحو 60 فردا في الرميلة، وهو حقل نفطي عراقي آخر تعمل فيه مع بي.بي التي تتولى تشغيله. وكذلك نحو 100 موظف في حقل الحلفاية، والذي تقوم سي.ان.بي.سي بتشغيله.
وأضاف المصدر ”الأطقم في الرميلة والحلفاية تُطلع المقر الرئيس بتطورات الوضع الأمني يوميا. لا توجد خطط إجلاء حتى الآن.“
وقال مسؤول في المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري (سي.ان.أو.أو.سي) الصينية المملوكة للدولة إن شركته التي تنتج من حقل ميسان النفطي في جنوب شرق العراق لا تملك خططا فورية لإجلاء موظفيها إذ انها طبقت بالفعل إجراءات أمنية على مستوى ”مرتفع جدا“ بسبب المخاوف الأمنية على المدى الطويل.
وقال متحدث باسم شركة كوريا جاس التي تديرها الدولة والتي تشارك في تطوير مشروعات نفط وغاز في العراق مثل حقل الزبير النفطي وحقل المنصورية للغاز إن الشركة تراقب الوضع وإنها أبقت على موظفيها الذين يقل عددهم عن عشرة.
وعلى إثر هذه الاحداث قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أشهر، ما يثير المخاوف من صراع يعطل إمدادات النفط.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.83 دولار ما يعادل 2.7 % إلى 70.10 دولار للبرميل، بعدما زادت في وقت سابق إلى 71.75 دولار، أعلى مستوياتها منذ منتصف كانون الأول 2019.
وارتفعت عقود غرب تكساس الوسيط نحو دولارين ما يقرب من ثلاثة بالمئة مسجلة 64.30 دولار للبرميل. ولامس الخام في وقت سابق 65.85 دولار، في أقوى سعر له منذ أواخر نيسان من العام الماضي.
ونقلت «رويترز» عن محللي «آي.ان.جي» للأبحاث في مذكرة قولهم إن «مبعث القلق الواضح للأسواق، هو أين ينتهي كل هذا؟».
وأضافوا «نخشى من نخشاه أن نرى المزيد من إيران، ما سيستدعي ردا أميركيا – وهو تصور لا يمكن استبعاده في ضوء تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
من ناحيته، أبقى جولدمان ساكس على توقعاته لأسعار النفط في ثلاثة أشهر عند 63 دولارا للبرميل مشيرا إلى غياب اضطراب فعلي للإمدادات.
وأوصى البنك في مذكرة بتاريخ السابع من كانون الثاني بإغلاق مراكز دائنة في مؤشرات لسلع أولية وتداولات لزيت الوقود بسبب ارتفاع أسعار النفط والسلع الزراعية الأولية في الآونة الأخيرة.
وتخلت أسعار النفط عن بعض المكاسب التي حققتها أمس الأربعاء بعد أن قفزت لأعلى مستوى في عدة أشهر، في الوقت الذي يعيد فيه المستثمرون تقييم احتمال حدوث اضطرابات فورية للإمدادات.