أكد مسؤولون أنه يحضر لهجمات نوعية واحتلال أراضٍ بعد تنظيم صفوفه
السليمانية – عباس كاريزي:
اجبرت الهجمات والاعتداءات المتكررة لعناصر داعش الارهابية سكان اكثر من 100 قرية من الكرد والعرب في محافظة ديالى على النزوح وترك مسقط رأسهم.
واكد مسؤولون وقيادات امنية في قضاء خانقين وادارة گرمیان، ازدياد وتيرة ونوعية الهجمات التي تقوم بها مجاميع من داعش عقب انسحاب قوات البيشمركة وتمركز القوات العراقية في تلك المناطق.
واضافوا في تصريحات للصباح الجديد، ان استمرار الهجمات الارهابية على سكان القرى والمناطق السكنية والثكنات العسكرية ونقاط التفتيش في القرى التابعة لقضاء خانقين وناحية جلولاء وكولجو وبلكانة بمحافظة ديالى، التي ادت الى استشهاد العشرات من سكان تلك القرى والقوات الامنية، اسهم بتهجير الاف المواطنين، الذين تركوا اراضيهم الزراعية خوفا من ان تطالهم هجمات المجاميع الارهابية المتكررة.
واشاروا الى انه وبعد احداث 16 اكتوبر عام 2017 وانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها وعودة الجيش العراقي اليها، خلف ذلك فراغا امنياً بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي تمكنت عناصر داعش من استغلاله لإعادة تنظيم صفوفهم والبدء بتنفيذ هجمات ارهابية ضد ابناء القرى والقصبات في مساحات واسعة من محافظة ديالى.
بدوره قال العميد دلير شكر قائد اللواء الثالث في قوات البيشمركة، للصباح الجديد «اننا منذ بداية الهجمات التي يشنها تنظيم داعش شكلنا لجنة مركزية مع القوات العراقية للعمل معا على ضمان الامن والاستقرار في تلك المناطق»، والعمل على تحقيق التعاون والقيام بعمليات عسكرية مشتركة، بضمنها تشكيل خمس لجان مشتركة، الا ان وزارة الدفاع العراقية لم تتجاوب مع جهود التنسيق والتعاون الذي كنا نعمل على تحقيقه.
واضاف، ان استمرار وزيادة حدة وتيرة تلك الهجمات ادى الى اخلاء اكثر من 100 قرية في خانقين وادارة گرميان، توجه اغلب سكانها الى مناطق امنة في اقليم كردستان، واوضح ان اخرها كان اخلاء قريتي جميل بگ وشفيق التابعتين لقضاء خانقين.
واشار شكر الى، ان حركة النزوح لم تقتصر على القرى والقصبات الكردية فقط وانما نزح سكان العشرات من القرى والقصبات العربية ايضاً بعد ان طالت هجمات داعش قراهم.
وبين ، ان عناصر داعش يتحركون الان في حوض قضاء الدوز التابع لمحافظة صلاح الدين وحمرين وخانقين بمحافظة ديالى وقرى بلكة وقوري جاي واومربل وبلكانة وزنانة وشيخ باوة في ادارة گرميان.
وقال، «ان عناصر داعش يتحينون الفرص لاحتلال العديد من المناطق بمحافظة ديالى مستغلين الفراغ الامني الذي خلفه انسحاب قوات البيشمركة من تلك المناطق».
اضاف نحن نسعى للعمل والتنسيق مع الحكومة الاتحادية للحفاظ على الامن والاستقرار في تلك المناطق واعادة النازحين والمهجرين اليها، واردف، «لابد في النهاية من التوصل الى رفع مستوى التنسيق والتعاون مع وزارة الدفاع لعودة قوات البيشمركة الذي سيضمن استباب الامن في تلك المناطق.
ويشن عناصر داعش في تلك المناطق، التي يتخذون منها نقطة انطلاق هجمات على القرى ونصب الكمائن، إضافة إلى تنفيذ عمليات خطف واغتيال لمنتسبين في الاجهزة الامنية من ابناء تلك المناطق وغيرها من الممارسات الإرهابية.
بدوره عزا محمد ملا حسن قائممقام قضاء خانقين سبب زيادة حدة هجمات وتحركات ارهابيي داعش في هذه المنطقة، الى المساحة الجغرافية الواسعة التي يتحرك بها داعش، ووجود الكثير من الوديان والأنهار فيها، التي حولها إرهابيو داعش إلى ملاجئ واوكار للاختباء فيها، إضافة إلى ضعف معلومات القوات الأمنية، وعدم وجود تنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية الذي أدى إلى خلق فراغ أمني كبير.
واوضح حسن، ان تلك الاسباب ادت الى مقتل وجرح العشرات ونزوح الاف المواطنين من ابناء تلك القرى والقصبات، مطالبا الحكومة الاتحادية التنسيق مع حكومة الاقليم لضمان عودة قوات البيشمركة لحفظ الامن والاستقرار بالتنسيق مع الجيش العراقي.
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني قد دعا السبت المجتمع الدولي الى مساعدة العراق وكردستان في جهود ردع الارهاب ومنع بروزه من جديد.
واضاف تعقيباً على هجوم ارهابي شنه عناصر من داعش على ناحية كولجو في ادارة كرميان مساء السبت وادى الى سقوط ثلاثة شهداء وجرح اربعة اخرين من قوات الاسايش، «ببالغ الأسى، تلقينا نبأ استشهاد مدير الآسايش ومنتسبين اثنين وإصابة عدد آخر بجروح في ناحية كولجو التابعة لقضاء كفري بعد الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم داعش على الناحية، وإذ نتوجه بأحر التعازي والمواساة لذوي الشهداء، فإننا نتمنى من الباري عزّ وجل أن يمّن على المصابين بالشفاء العاجل».
واضاف بارزاني «نؤكد أن الهجوم الذي شنه إرهابيو داعش يُظهر من دون أدنى شك بان هذا التنظيم لم يندحر بعد، ولطالما حذرنا من خطره، لذا يتعين على المجتمع الدولي أن يساعد العراق وإقليم كردستان في ردع الإرهاب والقضاء على العوامل المؤدية لانتعاشه مرة أخرى».