نحس كلوب «شبح» يحلق في سماء مدريد

الريدز يحلم بعرش منفرد في دوري الأبطال

لندن ـ وكالات:

يحتضن ملعب واندا متروبوليتانو بالعاصمة الإسبانية «مدريد» المواجهة الإنجليزية المرتقبة بين توتنهام هوتسبير وليفربول، السبت المقبل، في نهائي دوري أبطال أوروبا.. وتشهد المباراة الظهور الأول للسبيرز في النهائي، الذي تأهل لأول مرة في تاريخه، بينما يتواجد ليفربول للمرة التاسعة.
وبرغم التاريخ العامر بالإنجازات الأوروبية للريدز، المتوج باللقب 5 مرات، إلا أنه يصطدم بنحس مدربه الألماني يورجن كلوب في المباريات النهائية.
وبرغم اعتباره كأحد أفضل المدربين في العالم على مدار السنوات الأخيرة، إلا أن كلوب لم ينجح طوال مسيرته في الفوز في المباريات النهائية سوى مرة وحيدة.. وجاء هذا الانتصار مع بوروسيا دورتموند في نهائي كأس ألمانيا، حينما اكتسح بايرن ميونخ (5-2) خلال موسم 2011/2012.
وبرغم تتويجه بالدوري الألماني مرتين مع دورتموند في موسمي 2010/2011 و2011/2012، إلا أن النهائيات تقف حائلًا أمام إتمام كلوب مهماته بنجاح حتى النهاية.
وعلى مدار مسيرته، نجح كلوب في التأهل لـ7 نهائيات، لم يحالفه الحظ سوى مرة وحيدة، وهي التي تُوج خلالها بكأس ألمانيا مع دورتموند.. بعد ذلك، لازم سوء الحظ مسيرة كلوب بخسارة 6 نهائيات متتالية، آخرها سقوطه على يد ريال مدريد الإسباني في نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي.. وتقاسم دورتموند وليفربول توابع نحس المدرب الألماني، بخسارة كل فريق في 3 نهائيات.
سلسلة الخسائر بدأت عام 2013، بعدما قاد كلوب فريقه السابق، دورتموند، لنهائي دوري الأبطال، لكنه اصطدم بقوة البايرن، ليخسر (1-2)، في أول نهائي أوروبي يبلغه المدرب الألماني.
وتذوق كلوب من ذات الكأس مع دورتموند في العام التالي، بالخسارة مجددًا أمام بايرن ميونخ في نهائي كأس ألمانيا (0-2).. واختتم كلوب مسيرته مع أسود الفيستيفال بخسارة نهائي جديد في كأس ألمانيا، بالسقوط أمام فولفسبورج (1-3).
ومع بدء رحلة جديدة داخل ملعب أنفيلد، نقل كلوب نحسه إلى ليفربول، بخسارة نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية أمام مانشستر سيتي عام 2016، بركلات الترجيح، بعد نهاية المباراة بالتعادل (1-1).
وفي ذات العام، وصل ليفربول إلى نهائي الدوري الأوروبي، ليضرب موعدًا مع إشبيلية الإسباني، الذي نجح في ترسيخ عقدة كلوب في النهائيات، بعدما فاز بثلاثية مقابل هدف.
وأراد كلوب إنهاء هذه السلسلة السلبية بعد قيادته للريدز لنهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، لكنه اصطدم بقوة الريال العاتية، الذي فاز (3-1)، ليحرم المدرب الألماني من لقب جديد.
ويخشى المدرب الألماني السير على خطى الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني الحالي لمنتخب أوزبكستان، والذي سبق له تدريب إنتر ميلان الإيطالي وفالنسيا الإسباني، بالإضافة للمنتخب المصري.
وسبق للمدرب الأرجنتيني خسارة نهائيين متتاليين في دوري الأبطال مع فالنسيا، حينما قاد الخفافيش للمباراة النهائية عامي 2000 و2001.. واصطدمت كتيبة كوبر في المرتين بالعملاقين، ريال مدريد وبايرن ميونخ، ليفشل المدرب الأرجنتيني في قنص اللقب بالخسارة أول مرة (0-3)، وفي الثانية بركلات الترجيح.. ومنذ تتويجه بلقب كأس كونميبول مع لانوس الأرجنتيني عام 1996، لم ينجح كوبر في الفوز بأي نهائي.
واستمر النحس ملازمًا لكوبر حتى وصوله لمنصب المدير الفني لمنتخب مصر، الذي خسر معه لقب كأس الأمم الإفريقية عام 2017، بعد الخسارة في النهائي أمام الكاميرون.. وتتشابه مسيرة كلوب مع كوبر، حيث خسر الأخير 6 نهائيات متتالية، منذ آخر تتويج له مع لانوس، وهو ما قد يزيد عنه المدرب الألماني حال سقوطه أمام توتنهام الأسبوع المقبل.
وجاءت خسارة المدرب الأرجنتيني بالسقوط في نهائيات كأس ملك إسبانيا، كأس الكؤوس الأوروبية، دوري أبطال أوروبا مرتين، كأس اليونان وكأس أمم إفريقيا.
وسيكون ملعب واندا متروبوليتانو مسرحًا لمباراة تحمل الكثير من الآمال للفريقين الطامحين في العودة إلى الديار بالكأس ذات الأذنين، ومعانقة مجد سيضيف سطورًا لامعة في سجلات تاريخ كلًا منهما.
يتلهف ليفربول لنيل الكأس التي حرم منها العام الماضي، حين تكسرت أحلامه في كييف على صخرة ريال مدريد، بينما تلمع عيون كل المنتمين إلى توتنهام على أمل كتابة السطور الأولى في تاريخ أمجادهم القارية، في دوري الأبطال.
وهذه هي المرة الأولى التي يكمل سبيرز فيها مشواره حتى النهائي، وبالتالي تطغى طموحات اللقب الأول في نظره على كل شيء، لختام الموسم بإنجاز لم يكن متوقعًا، يضاف إلى إنجاز افتتاح ملعبه الجديد.
وغير بعيد عن المنافسة المنتظرة بين الناديين الإنجليزيين، ستكون الأرقام حاضرة لتسجل تفوقًا غير مسبوق لليفربول في النهائي الـ 9 له بدوري الأبطال في حال تتويجه باللقب.
النادي الأحمر سيكون على موعد مع كسر أرقام جديدة ربما تضاف إلى رصيده القاري الأفضل على مستوى بريطانيا، يأتي في مقدمتها فك الاشتباك مع كل من برشلونة وبايرن ميونخ فيما يتعلق بعدد ألقاب كل منهم.
بدأ ليفربول مسيرة الألقاب الأوروبية قبل نحو 46 عامًا، مع أسطورة التدريب بوب بيزلي الذي نجح في قيادة الريدز إلى التتويج بـ 19بطولة محلية وقارية، في 9 سنوات أدار فيها الفريق فنيًا، قبل اعتزاله التدريب.
لم يعرف ليفربول في عصر بيزلي إلا البطولات، ففي زمنه نال الفريق كأس أوروبا (دوري الأبطال) 3 مرات حققها أعوام 1977، و1978، و1981، وبات بها أول مدرب يتوج بالكأس القارية في 3 مناسبات، قبل أن يساويه لاحقًا، كلًا من الإيطالي كارلو أنشيلوتي (ميلان- ريال مدريد)، وزين الدين زيدان (ريال مدريد).
بعد اعتزال بيزلي، تسلم الراية جو فاجان الذي أضاف الكأس الرابعة لخزينة الريدز عام 1984، قبل أن يغيب أبناء آنفيلد طويلًا عن الظهور في نهائيات دوري أبطال أوروبا، حتى جاء الإسباني رافا بينيتيز ليضيف الكأس الخامسة الخالدة، في النهائي التاريخي أمام ميلان في إسطنبول عام 2005.
بعد عبوره التاريخي من الدور نصف النهائي لدوري الأبطال بالفوز على برشلونة 4-3 في مجموع الذهاب والإياب، بلغ ليفربول المباراة النهائية، للعام الثاني على التوالي.
وسيكون الريدز أمام فرصة ذهبية لتحقيق إنجاز خاص، بالوصول إلى الكأس الـ 6 في تاريخ النادي، بدوري أبطال أوروبا، إذا نجح في تحقيق الفوز على توتنهام العنيد، لفض الاشتباك مع برشلونة وبايرن ميونخ أصحاب الـ 5 بطولات، والانفراد بالمركز الثالث في قائمة الأندية الأكثر تتويجًا بالكأس القارية خلف ريال مدريد (13 بطولة)، وميلان (7 بطولات).
ويسعى ليفربول لكسر عقدة الكأس التي أخفق في الفوز بها، منذ تتويجه في نهائي 2005، حين حقق البطولة الـ 5 في تاريخه.
النادي الأحمر بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا منذ ذلك الحين في مناسبتين، كانت الأولى أمام ميلان في أثينا عام 2007، وفيها نجح الفريق اللومباردي في الثأر وانتزاع الكأس من ليفربول بعد عامين من حسرة إسطنبول الشهيرة، في حين كانت الثانية أمام ريال مدريد في النسخة الماضية في كييف وسقط رفاق محمد صلاح بنتيجة 3-1.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة