يتعرضون لمخاطر الإصابات بالعمليات العسكرية وتفشّي الأمراض
متابعة الصباح الجديد:
اعربت منظمة الصحة العالمية (WHO) وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) عن القلق العميق إزاء الأوضاع الصحية لنحو 180 ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال الذين تفيد التقارير أنهم ما يزالون محتجزين داخل المدينة القديمة غرب الموصل حيث أصبحت إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية محدودة للغاية.
واكدت المنظمة والصندوق الاممي في بيان لهما تسلمت « الصباح الجديد» نسخة منه ان عشرات الآلاف من النساء والأطفال والمسنين في المدينة القديمة يتعرضون لمخاطر الإصابات المتعلقة بالعمليات العسكرية وتفشي الأمراض التي يمكن توقيها باللقاحات، والأمراض المنقولة عن طريق المياه والإسهال الحاد والجفاف الشديد والأشكال المحتملة من سوء التغذية فضلا عن الاحتياجات الحرجة المتعلقة بالصحة الإنجابية بما في ذلك رعاية الأمهات وحديثي الولادة وتدبير حالات الحمل المعقدة.
وتوقع البيان ان تزداد أعداد ضحايا الإصابات الحالية المرتفعة بالأساس والتي تبلغ 6 الاف و906 حالات سجلت من غرب مدينة الموصل خلال المدة من شباط وحتى 28 أيار الماضي وذلك مع تغلغل القتال داخل المدينة القديمة ، ومن المتوقع أن يصل الفارون من مناطق القتال إلى نقاط التجمع والمخيمات بحالة صحية متدهورة تتطلب عناية طبية عاجلة.
ولغرض الاستعداد للاستجابة لهذه الاحتياجات الصحية حول مدينة الموصل قامت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان – دعماً لوزارة الصحة – بتوسيع نطاق الاستجابة لحالات الطوارئ ولتأمين إمكانية وصول المدنيين إلى خدمات معالجة الإصابات وحالات الطوارئ والرعاية الصحية الأولية وخدمات الصحة الإنجابية ، وعلى وجه التحديد، زادت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها الصحيون عدد نقاط علاج الصدمات وأعادت تمركز إمدادات الطوارئ والأدوية المنقذة للحياة وسائر المعدات الطبية في داخل الموصل وحول نقاط تجمع النازحين والمخيمات المخصصة لاستقبالهم.
كما وسعت منظمة الصحة العالمية أيضا قدرة خدمات الإحالة الطبية من خلال توفير 6 سيارات إسعاف إضافية تتطلب الحاجة إليها لدعم مسار الإحالة الطبية بصورة كاملة بدءاً من نقطة الطوارئ حيث تُتخذ الإجراءات الطبية لتحقيق حالة الاستقرارللمصاب وحنى مرحلة إعادة التأهيل. هذا إضافة إلى نشر خمس عيادات طبية متنقلة جديدة في غرب الموصل تهدف إلى تحصين الأطفال غير الملقحين وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية في جميع المواقع الرئيسة لتجمع النازحين واستقبالهم وفي مخيماتهم.
وصرح ألطاف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق قائلا إن الوصول العاجل لخدمات الطواريء وعلاج الصدمات مكتملاً مع الخدمات الصحية المنقذة للحياة وحملات التحصين الطارئة والتيقظ لاحتمالات تفشي الأمراض المعدية هي أكبر أولوياتنا في هذه المرحلة، آخذين بعين الاعتبار الظروف المحفوفة بالمخاطر التي يتعين على السكان الفارين تجاوزها للبقاء على قيد الحياة تحت درجات حرارة محرقة».
ومن بين 180 ألف شخص يحتمل وجودهم في المدينة القديمة يتوقع وجود نحو 50 ألف امرأة في سن الإنجاب من اللاتي لم يحصلن على أية خدمات للصحة الإنجابية مما يجعلهن عرضه لمخاطر عدة بما في ذلك الولادات العسيرة ، ويوفر صندوق الأمم المتحدة للسكان خدمات الصحة الإنجابية الطارئة لهؤلاء النساء من خلال 5 مستشفيات للولادة و 14 غرفة ولادة جوالة وثابتة إضافة إلى 35 عيادة جوالة وثابتة للصحة الإنجابية ، وقد تم تأسيس خدمات الصندوق في مخيمات النازحين والمجتمعات المضيفة في شرق الموصل وغربه، وهي في وضع جيد يمكنها من خدمة النساء والفتيات في مدينة الموصل القديمة.
من جانبه تحدث راماناثان بالاكريشنان ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق قائلاً ان صندوق الأمم المتحدة للسكان في وضع جيد لمواصلة توفير خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة في الخطوط الأمامية وتعزيز مسارات الإحالة ، ونحن ممتنون للجهات المانحة التي تساعد في جعل عملنا ممكناً وهي أستراليا وكندا وصندوق المساعدات الإنسانية التابع للمفوضية الأوروبية ( ECHO)، واليابان، وصندوق دعم الكوارث الخارجية التابع للولايات المتحدة الأميركية (OFDA)، إضافةً إلى الصندوق المركزي لدعم الاستجابة للطواريء التابع للامم المتحدة (CERF) وصندوق الدعم الإنساني المتحدHumanitarian Pooled) (Funding.
وتدعو منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في المجموعة الصحية إلى توفير دعم عاجل لسد فجوة التمويل الحالي والمقدرة بنحو 85% للتصدي للتحديات الصحية الطارئة في إطار عملية الموصل، ولمساعدة ما يزيد على 6 ملايين شخص يحتاجون إلى الخدمات الصحية في شتى أرجاء العراق.