العمل تطرح رؤيتها بشأن المشاريع الصغيرة وأهميتها في دعم السوق

بعد أن اصبحت برامج رائدة تنقل الأسر الفقيرة إلى العيش الآمن
بغداد – الصباح الجديد:

نظمت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية محاضرة عن تجربة المشاريع الصغيرة ودورها في الحد من البطالة ودعم سوق العمل على قاعة المركز العراقي – الكوري للتدريب المهني بحضور الوكيل الاقدم للوزارة المهندس فالح العامري وعدد من منتسبي دوائر الوزارة .
والقى مستشار وزارة العمل الخبير كاظم شمخي محاضرة سلطت الضوء على تجربة القروض الصغيرة المدرة للدخل وتجارب الدول الرائدة في هذا المجال والتحديات التي تواجه العراق للنهوض بالقطاع الخاص ودعم المشاريع الصغيرة.
واوضح الخبير شمخي ان القروض الصغيرة هي استثمار مبالغ بسيطة في مشروع يديره ذاتيا عاطل من العمل ليدر دخلا مقبولا وتحتاج السوق المحلية نتاجه وتتوفر فيها ظروف النجاح ، مؤكداً ان المشاريع الصغيرة بدأت بمبادرة ابداعية وسرعان ما اصبحت برامج رائدة تنقل الاسر الفقيرة من الفقر والجوع الى العيش الامن.
واضاف الخبير شمخي ان التدريب يعد امرا في غاية الاهمية في ادارة المشاريع الصغيرة وتنمية قابلية الشباب على قيادتها وخاصة ان الشباب فئة اجتماعية جديرة بالاهتمام وتحتاج الى الخبرات المتراكمة عمليا ، لافتا الى ان تصميم سياسة تشغيلية داعمة للاقتصاد ومرتبطة به توفر ظرفا آمناً لنهج الدولة الراعية للحقوق وتمنح الشباب طاقة ابداعية متجددة ومحفزة على الابداع والابتكار.
وبين شمخي ان الاطلاع على التجارب الدولية الناجحة يثري السياسة الاقتصادية والتشغيلية للبلاد على حد سواء ويعين الشباب على ركوب المجازفة ويحفز روح المبادرة لاقتحام عالم جديد هو عالم العمل الابداعي المنتج.
واشار الى ان البيئة العراقية تمثل واقعا معقدا اثرت فيه الحرب والارهاب والسياسات سلبا ما انعكس على الاقتصاد القومي واضعف قدرته على النهوض بواقعه ، ومما زاد الوضع الاقتصادي تدهورا هبوط اسعار النفط في السوق العالمي والحرب على الارهاب والانقسامات السياسية مما جعل العراق غارقا في دوامة الازمات وبدوره انعكس ذلك على القطاعات الاقتصادية وخاصة الصناعة التي كادت ان تتوقف كليا مما يستلزم تغيير النهج الصناعي نحو المشاريع الصغيرة باعتماد آلية جديدة تشجع على اقامتها وانتشارها على اساس علمي مدروس.
وتابع الخبير شمخي ان المشاريع الصغيرة لها اهمية كبيرة لدورها في امتصاص البطالة وتسريع النمو الاقتصادي لرفع مستوى الدخل القومي وينعكس ذلك على مستويات الدخل الفردي والاسري لصالح مؤشرات التنمية البشرية ، مشيرا الى ان الحكومة بادرت الى تطبيق تجربة المشاريع الصغيرة تحت عنوان التأهيل المجتمعي ثم القروض الصغيرة والقروض الميسرة لاقامة مشاريع مدرة للدخل ولكل برنامج مزاياه ومصادر تمويله والفئة الاجتماعية التي يستهدفها.
واوضح ان هدف هذه التجربة هو تأمين فرص العمل وبالذات للمناطق الاكثر فقرا واعادة التدريب وفقا للمتطلبات الجديدة وزيادة الانتاجية ودعم الاقتصاد الوطني ، فضلا عن رصد متغيرات سوق العمل، لافتا الى ان هناك مجموعة من العوامل التي تسهم في انجاح هذه التجربة منها تكوين دعم رسمي عال وتأييد شعبي للمشاريع الصغيرة ومعالجة سريعة وفعاله لظاهرة اغراق السوق بالمنتجات المستوردة وتأسيس هيئة متخصصة بتنمية المشاريع الصغيرة وتطويرها.
واكد الخبير شمخي على ضرورة تبسيط اجراءات منح القروض وتوسيع مجالاتها الانتاجية والخدمية في الارياف والمدن مع وضع خطط لاحكام التكامل الانتاجي والمهاري البيني واسهام الدولة برأسمال لدعم الشباب في اقامة المشاريع والاعمال الريادية، فضلا عن بناء حاضنات الاعمال ومدن صناعية لاقامة صناعات ممكنة التكامل مع المشاريع الصغيرة ، فيما اشار الى ضرورة نشر الوعي وثقافة العمل وسط الشباب والتعريف بالاعمال الابداعية والابتكارات ووضع سياسة مالية وتسويقية مؤاتية للمشاريع الصغيرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة