أربيل – وكالات :
زار رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني امس الاول برلمان كردستان واستقبل من قبل الرئيس ونائبه والسكرتير، حيث اجتمع بارزاني مع هيئة الرئاسة التي أطلعته على التقارير المعدة من قبل البرلمان حول أوضاع قوات البيشمركة والتطورات الجديدة في العراق.
بعد ذلك عقد بارزاني اجتماعا مع رؤساء الكتل البرلمانية، وتحدث اليهم عن أوضاع قوات البيشمركة والتطورات السياسية والأمنية في العراق، والأحداث الأخيرة في الموصل والموقف السياسي لإقليم كردستان حول الأوضاع الجديدة، وإجراء الاستفتاء الشعبي العام لتقرير مصير شعب كردستان، مؤكدا على وحدة صف الشعب الكردستاني والأطراف السياسية، ثم أجاب بارزاني على ملاحظات واستفسارات وأسئلة رؤساء الكتل البرلمانية.
هذا وقد ألقى بارزاني عقب اجتماعه مع الكتل البرلمانية كلمة أمام أعضاء البرلمان، معربا في بدايتها عن التهاني لجميع الأعضاء والكتل والهيئة الرئاسية للبرلمان بمناسبة الدورة الجديدة للبرلمان الكردستاني، وأعلن إن الشعب ينتظر الكثير من الدورة الحالية وأن تكون دورة فعالة وفاعلة في تشريع القوانين والرقابة والمراقبة.
وتحدث بارزاني خلال كلمته عن الأوضاع السياسية في العراق مشيرا إلى إن كردستان حاولت على مدى عشر سنوات إنجاح العملية السياسية والديمقراطية والتعايش في العراق، لكن خروقات الدستور والتوجه الفردي والاستبدادي والاقصائي، حالت دون ذلك، ووصل العراق إلى ما وصل إليه الآن.
وأعلن بارزاني إن كردستان لا تتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بأي شكل من الأشكال، وان المتسببين هم من يجب أن يتحملوا المسؤولية، وانه اليوم أتيحت فرصة سانحة للشعب الكردستاني ليقرر مصيره بنفسه، وهذا حق دستوري ويكفله الدستور العراقي حيث جاء فيه إن الالتزام بهذا الدستور يضمن وحدة العراق.
وقد طالب بارزاني خلال كلمته الإسراع في المصادقة على مشروع قانون المفوضية العامة المستقلة للانتخابات في كردستان وتشكيل الهيئة وأن يستعد البرلمان الكردستاني لمستلزمات إجراء الاستفتاء حول تقرير المصير.
وفي ختام كلمته، أشاد بارزاني بوحدة الصف الكردستاني، واصفا إياها، بالسند القوي للمطالب المشروعة لشعب كردستان، وشكر قوات البيشمركة وتضحياتها في مواجهة الإرهابيين والأعداء، متمنيا للشعب الكردستاني مستقبلا مشرقا.
وفي السياق ذاته قال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان فلاح مصطفى ، إن العراق اليوم يعيش في ظل خارطة سياسية وأمنية جديدة، وإنهم بصدد إعادة النظر في علاقة أربيل ببغداد بسبب فشل الحكومة العراقية في الاستجابة لمطالب الشعب الكردي.
وأضاف في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية»نحن في ظل الظروف الراهنة في العراق، لم نر أي أمل في حل مشاكلنا، وكذلك فشل النظام الفيدرالي التعددي الديمقراطي الذي كنا نتمنى أن يستجيب لمطالب الشعب الكردي في تلبيتها، لذا فنحن نبحث عن إعادة نظر في العلاقة بين اربيل وبغداد وحل مشاكلنا».
مصطفى كان يتحدث في واشنطن عقب انتهاء وفد إقليم كردستان من لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأربعاء الماضي ، قال إن سبب زيارتهم للعاصمة الأمريكية هو «بحث التطورات الأخيرة في العراق والعملية السياسية وموقف الكرد». وأشار إلى صعوبة عودة الأوضاع لما قبل اجتياح تنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» قائلا «نحن لسنا مستعدين للعودة إلى ما قبل 9 حزيران يجب أن تكون هنالك المزيد من السلطات السياسية والاقتصادية والسيادية لدى حكومة إقليم كردستان مكررا قوله إن «العراق اليوم يعيش خارطة سياسية وأمنية جديدة».
وهو أمر لم ير فلاح فيه مساحة كافية من التفاوض فقال «نحن كشعب كردي لدينا حق تقرير المصير وعلينا أن نمارس هذا الحق ونحن نقرر متى وأين نفعل ذلك»، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة احترام الوجود الكردي في العراق «يجب احترام الهوية الكردية التي يجب أن تنعكس على جميع الترتيبات المستقبلية وإلا فإن هذا سيكون وصفة للكرد وغيرهم لينفصلوا».
وفيما يخص كركوك، أوضح مصطفى حرص الاقليم على تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي، التي توجب إجراء استفتاء على مسألة ضم كركوك لكردستان أو تبعيتها للحكومة الاتحادية، وهو أمر اعتبر أن بغداد «ماطلت في فكرة تنفيذه منذ تم وضع الدستور، ولفت إلى أن «الكلمة الأخيرة ستكون لمواطني كركوك فيما لو أرادوا أن يصبحوا جزءا من إقليم كوردستان أم لا، المسألة كانت في تنفيذ المادة 140، أبدينا كل المرونة والتساهل ولكن مع الأسف بغداد لم تكن راغبة في حل وحاولت عرقلة هذه المسيرة». واعتبر أن الظروف باتت مهيأة لاجراء هذا الاستفتاء «الوضع الأمني في كركوك أحسن الآن من السابق، وفي الوقت المناسب، سيكون هنالك عميلة استفتاء يقرر مواطنو كركوك من خلالها مستقبلهم».
وإعتبر مصطفى تهديد داعش «جديا وخطيرا» وقال إن الإقليم بحاجة إلى الدعم ليتمكن من مواجهة داعش «نحن بحاجة للمساعدات للدفاع عن إقليم كردستان، صحيح أن قوات الپيشمركة مستعدة للدفاع عن إقليم كردستان وحماية مواطني كردستان، ولكن هذا التهديد تهديد مباشر ليس على إقليم كردستان فحسب بل على العراق والمنطقة، يجب أن يكون هنالك تنسيق وتعاون من أجل الوقوف بوجه هذه المنظمة الإرهابية».