هل تقرأ برجك بشكل يومي؟ البابليون أول من عرف الابراج

وداد إبراهيم
تُعدُّ قراءة الأبراج ظاهرة شائعة بين العديد من الأفراد، وتعود أسباب اهتمام الناس بها إلى عوامل نفسية واجتماعية متعددة. إذ يجد الكثيرون أن قراءة البرج تمثل لهم فألًا جيدًا، أو في بعض الأحيان، إذا تضمنت الأبراج تحذيرات، فإنهم يعمدون إلى الأخذ بها.
أحد الأسباب الرئيسة هو الخوف والقلق، حيث يلجأ البعض إلى قراءة الأبراج كوسيلة للتخفيف من التوتر المرتبط بالمستقبل. عند قراءة التوقعات، يشعر الشخص بالاستعداد لأي أحداث قد تواجهه، مما يمنحه شعورًا بالطمأنينة.
البحث عن الأمل والتفاؤل هو سبب آخر، إذ تقدم الأبراج غالبًا توقعات إيجابية تعزز الأمل والتفاؤل لدى القارئ، مما يدفعه للعودة إليها باستمرار بحثًا عن الدعم المعنوي.
تقول السيدة إكرام جبر: “يميل الأفراد إلى تصديق التوقعات العامة والغامضة التي تنطبق على الجميع، مما يجعلهم يعتقدون أن ما يقرؤونه في الأبراج يخصهم شخصيًا”.
من جهة أخرى، يسعى البعض إلى فهم الذات والآخرين من خلال الأبراج، حيث يستخدمونها كأداة لفهم شخصياتهم وشخصيات من حولهم، مما يعزز شعورهم بالسيطرة على العلاقات الاجتماعية. وكثيرًا ما نسمع البعض يسأل: “ما هو برجك؟”، بل إن البعض يسأل عن البرج قبل الزواج لمعرفة مدى التوافق بين الشريكين.
تشير السيدة إيمان جمعة إلى الانتشار الواسع لقراءة الأبراج في المجتمعات العربية، حيث يُقبل الكثيرون على متابعة الأبراج اليومية في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية.
يقول سعد جمعة: “لا أتابع الأبراج، لكن حين أفتح المذياع أثناء قيادة السيارة، أجد أن الكثير من الإذاعات تقدم لك الأبراج، لذا أسمعها كلها. بعض الإذاعات تستقدم خبيرًا في الأبراج ليقدم توقعات النجوم والأبراج لذلك اليوم، ولكل برج توقع خاص. بصراحة، أجد الاستماع لها ممتعًا، ولو لم يكن ممتعًا، لما واصلت العديد من الإذاعات، مثل مونت كارلو الدولية، تقديم الأبراج يوميًا لمتابعيها. فهذه الإذاعات تمنح الميكروفون لخبير لبناني يقرأ توقعات الأبراج، وقد تبنت العديد من الإذاعات العراقية هذا النهج، حيث أستمع يوميًا في الصباح إلى توقعات النجوم
أما سالي محمد، فتقول: “بصراحة، هذا كله ينضوي تحت عنوان قراءة الحظ، وأنا من عشاق قراءة الكف ومتابعة الأبراج. في الكثير من الأحيان، أجد أن الصفات التي يحددها خبراء الفلك والتنجيم تنطبق على ذلك البرج. على سبيل المثال، برج الأسد له صفات قد لا تنطبق مع برج الحمل. ومع ذلك، أجد أن الأبراج تتضمن الكثير من المواصفات الدقيقة، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما استمر خبراء قراءة الحظ والأبراج حتى الآن”
المعروف أن البابليين كانوا أول من وضع نظام الأبراج الفلكية، حيث ربطوا حركة الكواكب والنجوم بحياة البشر، وقسّموا السماء إلى 12 قسمًا، كل قسم يتوافق مع مجموعة نجمية، مما يُعتبر الأساس لنظام الأبراج الحديث. كما استخدموا مواقع الشمس والقمر والكواكب للتنبؤ بالمستقبل والتأثير على الملوك والشعوب.
أما المصريون القدماء، فقد استخدموا علم الفلك لتحديد الفصول الزراعية، لكنهم ربطوا الأبراج بشخصية الإنسان بناءً على يوم ميلاده. كانوا يؤمنون بأن لحظة الولادة تحدد سمات الشخص، وكانوا يستخدمون النجوم لمعرفة مصير الأفراد..
الإغريق تبنّوا النظام البابلي وطوّروه، حيث لعب الفيلسوف كلوديوس بطليموس دورًا كبيرًا في تشكيل الأسس الحديثة لعلم التنجيم. في كتابه التترابيبلوس، وضع نظريات حول تأثير الكواكب والأبراج على شخصية الإنسان.
الأبراج بين الاعتقاد والعلم
من الجدير بالذكر أن الاعتماد على الأبراج والتنجيم لا يستند إلى أسس علمية، وقد حذرت العديد من الجهات الدينية من الانسياق وراءها، معتبرةً ذلك نوعًا من التنجيم. ومع ذلك، تبقى قراءة الأبراج ظاهرة منتشرة تُثير الفضول وتستهوي الكثيرين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة