علامة تجارية

عبد الرحمن عاشور محمود
أتَمْدَحُ موصوفًا بِه روحُ قِرفةٍ
يُمَازجُهُ مِنْ زنجبيلكَ فَارِشُ !
أُداعبُ خيْطَ النخلِ دانٍ على يدي
وقدْ قالَ مدهوشٌ بأنِّي أناقِشُ
يَطولُ قوام النخلِ يخْضَرُّ وجهه
فربك يسقيه وتنمو العرائِشُ
نَهَبْتُ مِنَ التاريخِ هازجَ مرْجها
فيا مرحبًا : لصٌّ صديقٌ ونابِشُ
ونِمْتُ على هذي البنايات ناعسًا
تُفَسِّرُهُ هذي الخطوطُ الرواقشُ
يقولون حمراءٌ فقلت كأنها
شرائحُ منْ مصرٍ نَمَتْهَا مَراكِشُ
شرائحُ محمولٍ تُشِيعُ لَطَافَةً
كأنَّ على الأرواحِ فيها حَشَائشُ
أتدري بأنِّي بالعيون موله
ولو أنَّ ورشًا كان حيًّا أُناوِشُ
وحسبك بالكوشي إذ هو قارئٌ
تساكُب شيخٍ في غديرٍ يُنَاغِشُ
سَكَبْتمْ مع القرآن محضَ نخيله
فلا كان يقرا بل مضى يَتَعَايَشُ
هي الفضة الملساء ما زلت خادشًا
سواها
ولم يَمْسَسْ بريقك خادِشُ
تَرِيشُ كما راشَتْ ملامحُ قريةٍ
كأنك طاووسٌ مدى الدهر رائشُ
كأن عيون السوقِ عين علامةٍ
تجاريةٍ تعلو عليها الزراكشُ
ولو شَبَّهَ الوَصَّافُ سوقك قاده
جنونٌ من الجنِّ الذي هو نافِشُ
على أي أرض يا ابن تشفين مُدْلِجٌ
وقد نفرت عنها الليالي الغواطِشُ
فيا عجبًا دوجين يبحث عن دجًى
وَهَبْكَ هُناك الموتُ حيٌّ وعائِشُ
ضَرَبْتُ سهامي باحثًا عنْ جمالها
فهل بشباكِ العنكبوت مفارِشُ
أُصيبُ إذا أصبو وفي الحب نزقةٌ
فلا تلمي لو جاء مَنْ هو طائِشُ
وقد يُكْثِرُ الصوفيُّ في وصْفِ أفرعٍ
وأنت أصولٌ ما اعْتَرَتْهَا هوامِشُ !
فما بالها هذي التفاصيل أوغلتْ
وسيفُ محياها طويلٌ وعاطِشُ
لبست على نظارتين مكبرًا
لأنك في كل التفاصيلِ دَاهِشُ

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة