صناعة الاعلان التجاري وتحديات الميديا

بغداد – سلام مكي:
مع الحيز الكبير الذي باتت تشغله مواقع التواصل الاجتماعي، في حياة الناس، والشعبية الكبيرة التي تحظى بها، لدى غالبية شرائح المجتمع، باتت عملية صناعة الاعلان، تخضع الى معايير جديدة، وأساليب مختلفة، حيث يتم استثمار مواقع التواصل الاجتماعي، تحديدا موقع فيس بوك، للترويج الاعلاني، وبصور مختلفة، كالترويج لشخصيات سياسية، اجتماعية، ثقافية، أو الترويج لبضائع معينة، وجلب فنانين ومشهورين، ليعلنوا عن تلك البضائع. وكلما وصل الاعلان الى أكبر عدد من الجمهور، كلما كانت فرص الشراء أكبر، لذلك نجد أن أصحاب تلك الصفحات، يعمدون الى إنفاق الكثير من الأموال لغرض تمويل صفحاتهم، بغية وصولها الى أكبر عدد من الجمهور. وللحديث عن صناعة الاعلان، وأهميته في الترويج، التقينا بصاحب شركة كاركتر للمحتوى الفني وخدمات الاعلان، الاستاذ عباس ثامر للحديث عن صناعة الاعلان، والأساليب الجديدة التي يعتمدها صانعو هذا المحتوى، في سبيل جلب أكبر عدد من الزبائن للمنتج المعروض.
ـــــــ هل تخضع عملية صناعة الاعلان الى معايير معينة؟ وهل هنالك ضوابط تتحكم بعملكم؟
بالطبع، صناعة الإعلان تعتمد على مجموعة من المعايير والضوابط لضمان وصول الرسالة بشكل صحيح. نحرص على مراعاة قيم المجتمع، والمصداقية في تقديم المنتج، والجاذبية البصرية التي تلفت الانتباه دون الابتذال. كما أن هناك لوائح قانونية وأخلاقية تضمن الشفافية واحترام الجمهور المستهدف. الإعلان الناجح هو الذي يوازن بين الإبداع والالتزام بهذه المعايير.
ــــــ هل بات الاعلان التجاري على صفحات التواصل الاجتماعي، جزءا مهما من شروط نجاح المشروع التجاري؟
نعم، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا في استراتيجيات التسويق في العصر الحديث. تواجد المشاريع التجارية على هذه المنصات يمنحها فرصة الوصول إلى جمهور واسع ومتنوع بسرعة وفعالية، الإعلان الرقمي يتيح قياس النتائج بدقة، مما يساعد على تحسين الأداء وتحقيق النجاح للمشروعات بمختلف أحجامها.
ـــــــ ما مدى مصداقية ما يطرح ضمن الاعلان من تأكيدات على جودة المنتج؟ وهل جلب وجوه مشهورة لتعلن عن بضاعة ما يزيد من مصداقية الشركة المنتجة؟
المصداقية تعتمد على مدى التزام الشركة بتقديم منتج يتطابق مع ما يُعرض في الإعلان الجمهور اليوم أكثر وعيًا، ويستطيع التمييز بين الإعلان الحقيقي والمبالغ فيه. أما استخدام الوجوه المشهورة، فهو أداة فعّالة في بناء الثقة إذا كان الشخص المؤثر معروفًا بصدقه وسمعته الطيبة، ولكن هذا لا يُغني عن جودة المنتج نفسه، فهي الأساس .
ـــــــ لجوء بعض صناعي الاعلانات أو أصحاب الشركات والبضائع والمحلات الى جلب فتيات، بملابس مثيرة، هل برأيكم يتناسب مع أعراف المجتمع؟ وهل بات الوجه الاعلاني النسائي، أحد مقومات نجاح أي مشروع تجاري؟
نحن نؤمن أن الإعلانات يجب أن تحترم ثقافة المجتمع وأعرافه. اللجوء إلى إثارة الجدل بالملابس المثيرة لا يعكس احترافية ولا يُكسب ثقة الجمهور وهذا الاسلوب قد يستخدمه البعض لإثارة الجدل وتحقيق وصول عسى ان يتم تسويق الخدمة او المنتج وبالتالي فان هذه الاسلوب يعكس مدى ضعف وقلة وعي واحترافية صانعي هذه الاعلانات. أما الوجه الإعلاني النسائي، فهو أداة تُستخدم لجذب الانتباه، ولكن كما قلت مسبقاً ان نجاح المشروع يعتمد على جودة المنتج والخدمة أكثر من الأسلوب الدعائي المبالغ فيه.
ـــــ هل تحرصون على ابتكار وسائل جديدة لصناعة الاعلان؟ وهل تسعون لاستخدام وسائل غير تقليدية وغير مطروقة لصناعة الاعلان؟
بالتأكيد، الإبداع هو جوهر صناعة الإعلان. نسعى دائمًا إلى تقديم أفكار جديدة، مثل استخدام تقنيات الواقع المعزز (AR)، والتركيز على اساليب التسويق التي تتوافق مع التطور أو الحملات التفاعلية التي تُشرك الجمهور. التركيز على تقديم محتوى فريد ومميز يجعل الإعلان أكثر تأثيرًا وارتباطًا بالعملاء.
ـــــــ ما تقول لمن يستخدم أساليب مبتذلة، لكسب ثقة الزبون؟
الأساليب المبتذلة قد تجذب الانتباه مؤقتًا، لكنها تضر بسمعة المنتج والشركة على المدى الطويل. الزبائن يبحثون عن القيمة والجودة من المنتج او الخدمة واستخدام الإبداع مع المصداقية هو الطريق الأفضل لبناء ثقة مستدامة. وحقيقة الامر لا استبعد وجود غايات أخرى بعيدة عن الاستثمار أو التجارة لبعض صانعي ومنتجي المحتوى باتباعهم الاسلوب المبتذل.
ـــــ كلمة أخيرة لقراء الصباح الجديد.
الإعلان ليس مجرد وسيلة لعرض المنتج، بل هو رسالة تحمل قيمة وثقافة الشركة. أدعو الجميع، سواء كانوا أصحاب مشاريع أو مستهلكين، إلى التركيز على الجودة والمصداقية لانهم الحجر الاساس في نجاح اي مشروع فضلا عن اختيار اساليب متطورة في التسويق ، شكرًا لجريدة الصباح الجديد على هذا اللقاء، وأتمنى للجميع التوفيق في مشاريعهم المستقبلية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة