متابعة الصباح الجديد:
صدرت حديثًا عن دار المتوسط بميلانو مجموعة قصصية جديدة للكاتب والمترجم أحمد عبد اللطيف، بعنوان «مملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية».
يقع الكتاب في 112 صفحة، ويضم خمس قصص موزعة على ثلاثة أقسام: الطريق إلى المتاهة، العودة إلى المتاهة، الأصل.
يضم القسم الأول قصتين، الأولى «حين صار مارك زوكربيرج إلهًا للعالم»، وفيها يطرح المؤلف، في أجواء سوريالية، افتراضية، أن مؤسس الفيسبوك أمر المستخدمين بوضع لايك على صفحة طائر خرافي، وهددهم بحذف حساباتهم في حالة عدم الاستجابة لطلبه. تدور أحداث القصة عقب ثورة يناير المصرية، في فترة فرض فيها المجلس العسكري حظر التجوال، ما أدى لإغلاق الواقع. بين عالم افتراضي على وشك الإغلاق وواقع مغلق بالفعل بالدبابات والعساكر، تدور بإيقاع لغوي سريع أحداث القصة. أما الثانية «صورنا على التيندر ليست صورنا في الواقع» فيتناول المؤلف هذه العلاقات الناشئة عن طريق التيندر كوسيلة للتعرف بين الوحيدين، لكنه يأخذها هنا لطرح مسألة الهجرة في بلد أوروبي.
القسم الثاني يضم قصتين «لحية وشارب وإصبعان مبتوران في اليد اليسرى» و»هو وهو، قصة عن البناء والهدم»، ويغلب عليهما المزج بين الواقعي والغرائبي، واللغة السريعة، والتخلي عن علامات الترقيم. في القصتين يتناول الحب والفراق كتيمة رئيسية، ويتوسل ذلك بتكنيك الهدم الزمني والانتقالات المكانية السريعة الشبيهة بالأحلام.
أما القسم الثالث فيضم قصة واحدة بعنوان «الخلود في زنزانة العصيان: المنحة الإلهية»، وهي إعادة بناء لقصة إبليس التوراتية، لكنها هنا من وجهة نظر الشيطان.
ووفقًا للناشر، تتميز المجموعة في مجملها بقصصها الطويلة، خاصة في قسمها الأول، وكذلك بالتجريب اللغوي والإيقاع السريع، ما يخلق في كل نص موسيقاه الخاصة. ورغم أن المؤلف يبتعد قليلًا عن الغرائبية المسيطرة في أعماله السابقة مثل «حصن التراب» و»سيقان تعرف وحدها مواعيد الخروج»، إلا أن السوريالية تطبع كل القصص، حتى مع وجود إشارات مكانية للقاهرة أو مدريد كمكان، أو إشارات زمنية للزمن الحاضر.