سها الشيخلي
هل من حل لكل الخلافات السياسية التي تلبدت في اجواء الوطن المهدد ؟ هل يعلم السياسيون ان تلك الخلافات قد جًرت على الوطن الويل ، وكانت السبب في ضياع الموصل الحبيبة ، فبعد ان ولدت تلك الخلافات تنافراً وعدم انسجام بين الكتل المتصارعة ، وكانت السبب في اضعاف الروح المعنوية للوحدات المقاتلة ، وكانت السبب الرئيس في عدم تقديم المساعدات الدولية للعراق في حربه ضد داعش ، ومن يستمع الى خطاب الرئيس الاميريكي اوباما الاخير يدرك ان الخلافات السياسية بين الفرقاء العراقيين كانت السبب في عدم تلبية المطلب العراقي في التدخل الاميركي بتوجيه ضربات جوية الى العدو المحتل مع وجود اتفاقية عسكرية بين العراق واميريكا في اثناء انسحاب الاخيرة من العراق عام2011 . وسيظل هذا الخلاف السياسي العقبة الكبيرة في حل كل المشكلات التي تواجه العراق الان وكذلك في المستقبل ، وعلى الفرقاء السياسيين ان يجلسوا الى طاولة التفاهم وحل المشكلات بشكل شفاف ليس من اجلهم فقط بل من اجل الوطن الذي سيضيع ، اما ان تبقى النزاعات قائمة و( العناد السياسي ) سائدا فلنقرأ على الحل المنطقي السلام. الخلافات السياسية لم تمنع اميركا وحدها في الوقوف الى جانب العراق فقط بل كانت الخلافات السياسية قد منعت دول الجوار والدول العربية في الوقوف مع العراق في حربه العادلة مع جماعات متطرفة ومخربة وجدت من الوضع السياسي الهش في العراق ارضاً خصبة لزرع مفاهيمها البالية وتطرفها الاهوج لتعيدنا الى زمن الجاهلية الاولى ،واضعفت موقف العراق و فسحت الفوضى السياسية التي يعيشها البلد لتلك الجماعات في التوغل في ارض العراق الطاهر ة ، وتداعيات ذلك التوغل من فقدان الامن في مناطق عديدة من العراق ، اما في بغداد فما زالت العمليات الارهابية تطال الابرياء وتوقع الخسائر في صفوف الفقراء من ابناء الوطن . ومن احد التداعيات الخلافات السياسية ما يعيشه البلد من عدم وضوح في الرؤية فقد انتهى عمر الحكومة الحالية ولم يتوصل الفرقاء السياسيون بعد الى شكل الحكومة ومن هو رئيسها ؟ وما هو منهجها وكيف ستعالج التدهور الامني وتداعياته ، ومع كل ذلك لماذا لم تشكل بعد حكومة انقاذ وطني تضع نصب عينيها مصلحة البلد اولا وتؤجل مصالحها الخاصة الى حين حسم الحرب مع الجماعات المحتلة سواء كانت داعش او من يقف معها ، فاذا ضاع الوطن لا سمح الله سنضيع كلنا .