ارتفاع مؤشر الأسعار العالمية بعد ازدياد تهديدات داعش للعراق
بغداد ـ كاميران علي:
اعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز، أن القتال في العراق لا يهدد أمن إمدادات النفط التركية.
وقال يلدز، في تصريح لـ»رويترز»، إن «تصاعد القتال في العراق لا يشكل خطرا على أمن إمدادات النفط التركية».
ويشهد العراق تدهورا امنيا ملحوظا دفع برئيس الحكومة نوري المالكي، الى اعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم «داعش» على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها.
وأعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز، شهر ايار الماضي، عن مباشرة تركيا تصدير النفط من كردستان العراق إلى الأسواق الدولية، فيما تقدمت الحكومة العراقية بدعوى ضد تركيا لدى هيئة تحكيم دولية اثر هذا الإعلان.
وغادرت أول شحنة تم ضخها عبر خط الأنابيب سواحل تركيا، في ايار الماضي، على متن الناقلة يونايتد ليدرشيب رغم معارضة بغداد والتي لجأت للتحكيم الدولي بحق تركيا بسبب تسهيلها تصدير الشحنة.
وتؤكد الحكومة العراقية أن شركة تسويق النفط العراقية (سومو) هي الوحيدة المخولة ببيع الخام الذي تنتجه البلاد بما في ذلك في كردستان.
وحذرت سومو في بيان جميع الشركات والأفراد والمؤسسات من شراء شحنة الخام العراقي المحملة على السفينة يونايتد ليدرشيب وذلك نيابة عن وزارة النفط العراقية بالحكومة المركزية.
إلى ذلك، كشفت وكالة رويترز، عن ارتفاع مؤشر أسعار النفط العالمية بمعدلات هي الأعلى منذ تسعة اشهر بسبب «ازدياد تهديدات مسلحي (داعش) للعراق وسيطرة قوات البيشمركة على محافظة كركوك التي تضم واحدا من اكبر حقول النفط فيه»، فيما حذر خبير اقتصادي من تفاقم الأزمة في العراق وتأثيرها على أسعار النفط لكون العراق ثاني اكبر مصدر ضمن منظمة الدول المصدرة للبترول.
وقالت وكالة رويترز في تقرير لها، ان «مؤشر أسعار النفط ازدادت، يوم الخميس، بمعدلات هي الاعلى منذ تسعة اشهر بسبب المخاوف من تعرقل التجهيزات النفطية مع بيع الأسهم بأسعار منخفضة في الوقت الذي يهدد فيه العنف الاستقرار في العراق».
وأضافت الوكالة في تقريرها ان «أسعار النفط الخام ازدادت بعد ان سيطرت قوات البيشمركة على كركوك التي تضم واحد من اكبر حقول النفط في العراق وازدياد تهديدات مسلحي (داعش) باستهداف بغداد»، مبينا ان «ذلك يهدد مستقبل العراق كدولة موحدة».
وقال كرستوفر بيلو وهو خبير اقتصادي دولي في حديث لرويترز «اذا ما ادى هذا الصراع الى انهاء العراق كمصدر فسيكون لذلك الاثر الكبير على الاسعار»، مبينا ان «العراق هو ثاني اكبر مصدر ضمن منظمة الاوبك «.
من جانبه قال مدير مؤسسة سولاريس اسيت الاستثمارية في نيويورك تيموثي كرسكي ، ان «ما يحصل هو بسبب الأزمة في العراق ، فقد هيمنت المخاوف الجيوبوليتيكية على السوق»، مشيرا الى ان «الوضع سيء للغاية وهناك تطورات تجري بسرعة فائقة».
من ناحية أخرى هبط مؤشر وول ستريت للاسهم بسبب الترقبات حول العراق وسجل هبوطا ادنى من المتوقع . في حين كان معدل اسهم الطاقة اعلى بسبب الارتفاع بأسعار سوق النفط العالمية.
وشهد سعر نفط برينت ارتفاعا بقدر 3% ليصل سعره الى 113.27 دولار للبرميل الواحد ، مع ازدياد نفط خام الولايات المتحدة بمعدل 2.2% ليصل الى 106.71 دولار للبرميل وهو الاعلى لكليهما منذ ايلول الماضي.
وارتفع مؤشر تومسون رويترز، جيفري لأسعار البضائع بمعدل 1.1 % وهو الاعلى منذ شهرين.
وتوقع العراق، عدم تأثر صادراته النفطية نتيجة أعمال العنف الحالي في الموصل، لبعد الاحداث عن مناطق الإنتاج «الآمنة» جنوبي البلاد، وفي حين كشف عن تواصل إصلاح الخط الواصل لميناء جيهان التركي برغم الظروف الحالية، أكد إمكانية تصدير النفط المنتج من حقول كركوك عبر البصرة.
وكانت وزارة النفط العراقية، أعلنت استمرار توقف تصدير النفط الخام من حقول كركوك النفطية إلى ميناء جيهان، مؤكدة أن عملية التصدير لن تستأنف من دون توفير الحماية الكاملة للخط بعد سلسلة هجمات طالته خلال 40 يوماً.
يذكر أن انبوب نقل النفط بين العراق وتركيا، تعرض خلال سنة 2013 المنصرمة، لأكثر من 11 عملاً تخريبياً.
وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في الـ(العاشر من حزيران 2014 الحالي)، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من عوائل المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان.
كما مد مسلحو داعش نشاطهم إلى مناطق عدة في محافظات صلاح الدين وكركوك المجاورتين.