في الوقت الذي رحبت فيه طهران بدعوة الرياض للمفاوضات
متابعة ـ الصباح الجديد:
حثت الولايات المتحدة السعودية ودول الخليج الأخرى أمس الأربعاء على توحيد الصف لمواجهة التهديدات المشتركة مثل إيران في الوقت الذي تواجه فيه هذه الدول صعوبات لتجاوز الخلافات بشأن دعم قطر لجماعة الاخوان المسلمين في مصر.
وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل خلال كلمة في افتتاح اجتماع وزراء دفاع مجلس التعاون الخليجي “التحديات الأمنية الأكثر إلحاحا تهدد المنطقة بأكملها وتحتاج لرد جماعي”.
وأضاف “هذا هو النهج الذي يجب أن تستخدمه المنطقة للتعامل مع التهديدات التي تمثلها إيران”.
تأتي هذه الدعوة في الوقت الذي بادرت فيه الرياض لدعوة طهران لبدء مفاوضات,
حيث نقلت وكالة أنباء إيرانية عن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان أمس الاربعاء ان ايران ترحب بمفاوضات مع السعودية لتشجيع حصول تقارب بين البلدين وتسوية المشاكل الاقليمية.
ويأتي تصريح عبداللهيان ردا على ما قاله وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الثلاثاء ان المملكة على استعداد “للتفاوض” مع طهران لتحسين العلاقات التي توترت كثيرا في السنوات الاخيرة بين البلدين.
وأضاف عبد اللهيان “إن طهران لم تتلق دعوة مكتوبة لكي يزور وزير خارجيتها السعودية إلا أن هذه الزيارة على جدول أعمال إيران”.
والسعودية من الداعمين الرئيسيين لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون قوات الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران.
وأبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني نهجا تصالحيا تجاه جيران الجمهورية الإسلامية منذ تولي منصبه العام الماضي لكن ظريف لم يزر السعودية بعد رغم أنه زار دولا خليجية أخرى.
وسيكون للتقارب بين البلدين تداعيات عبر الشرق الأوسط ومن المحتمل أن يهدئ الصراعات السياسة والعسكرية في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن.
وأبلغ عبد اللهيان رويترز في نيسان أنه يامل في إجراء محادثات خلال شهر تقريبا مع السعودية للحديث عن الخلافات بين البلدين بشأن الشرق الأوسط.
وكان وزير الخارجية السعودي قال الثلاثاء في الرياض ان المملكة لزيارتها موضحا “نرغب في استقبال محمد جواد ظريف, فايران جارة لدينا علاقات معها وسنجري مفاوضات معها”.
واضاف “لقد ارسلنا دعوة لوزير الخارجية لزيارة السعودية لكن العزم على القيام بالزيارة لم يتحول الى واقع بعد. لكننا سنستقبله في اي وقت يراه مناسبا” للمجيء.
ويسود التوتر العلاقات بين البلدين منذ قيام الثورة الاسلامية في طهران العام 1979 لكنه تفاقم في الاعوام الماضية بسبب النزاع في سوريا خصوصا.
فاضافة الى ان طهران تدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد، فانها تعتبر الداعم الرئيسي لحزب الله الشيعي اللبناني الذي يقاتل الى جانب قوات النظام السوري ضد المعارضين المسلحين, وتدعم السعودية علنا بعض اطراف المعارضة السورية.
وكانت حدة التوتر بين القوتين الإقليميتين قد زادت في عام 2011 عندما نشرت السعودية قوات ضمن (درع الجزيرة) في البحرين لمساعدة الأسرة الحاكمة السنية في مواجهة الانتفاضة التي حركتها المعارضة ذات الغالبية الشيعية.
وترى البحرين أن إيران هي التي تؤجج الاحتجاجات المصحوبة بأعمال عنف في القرى البحرينية.
كما تشعر السعودية بالقلق ازاء نتائج الاتفاق المرحلي المبرم في تشرين الثاني بين ايران الخصم الشيعي القوي، والدول الكبرى وينص على تجميد البرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران.
وفضلا عن الملفين النووي والسوري، لا تنظر السعودية بعين الرضى الى ما تصفه بانه “تدخلات” ايران في البحرين والعراق واليمن المحاذية كلها للمملكة من الشرق والشمال والجنوب.