أعنف موجة تفجيرات تضرب بغداد بعد الانتخابات ومسؤول آمني يتوقع انشطار «داعش» وسط العراق

بغداد – مؤيد نسيم:

ضربت بغداد موجة من التفجيرات أمس الثلاثاء، استخدمت فيها عجلات مفخخة مستهدفة عدد من الأحياء، خلفت العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح.

أعمال العنف بهذه النوعية تعد الأولى بعد الانتخابات العامة التي جرت نهاية نيسان الماضي، ما استعدى مسؤول إلى التأكيد بأن طابع هذه الهجمات سياسي تقف خلفه كتل تسعى لعرقلة عملية تشكيل الحكومة، كاشفا عن استحداث (داعش) لأوكار جديدة في «حزام بغداد» بعد ان فقد إتصاله التنظيمي بالانبار.

وحسب الاحصائيات الرسمية فأن 42 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح بثمانية تفجيرات بسيارات مفخخة امس.

وقال المتحدث باسم عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان تسلمت، (الصباح الجديد)، نسخة منه، إن «العاصمة بغداد شهدت اعتداءات إرهابية راح ضحيتها خمسة شهداء وسبعة وثلاثين جريحا».

وأضاف معن أن «الاعتداءات ضربت مناطق الشعب وحي أور والبلديات بتفجير مزدوج قرب مديرية المرور».

وتابع «في حين ضربت مدينة الصدر ثلاثة تفجيرات إرهابية كما شهدت منطقة الكرادة اعتداء إجراميا في ساحة عقبة بن نافع».

وعزا الناطق الرسمي باسم الداخلية «سبب هذه التفجيرات الى ركن العجلات داخل الأزقة ومرائب السيارات».

لكن مصادر أمنية أخرى تحدثت عن مقتل وإصابة أكثر من 60 شخصاً في حصيلة أعمال العنف التي ضربت بغداد أمس».

وأكدت المصادر أن «تفجيرين وقعا في وقت لاحق لما أعلنت عنه وزارة الداخلية في منطقتي الدورة وحي العامل ببغداد».

من جانبه، وجه سعد المطلبي عضو اللجنة الأمنية في حكومة بغداد المحلية بأصابع الاتهام الى جهات سياسية بمحاولة عرقلة تشكيل الحكومة ومساعدة الإرهاب في تنفيذ عملياته.

وتابع المطلبي إلى «الصباح الجديد» أن «(داعش) يسعى من خلال هذه الهجمات إيصال رسائل إلى الحكومة بأنه موجود على الساحة».

وكشف عضو اللجنة الأمنية المحلية عن «أنباء تفيد بانشطار هيكل التنظيم الإرهابي بين بغداد الانبار وان الأول ينفذ عملياته بمعزل عن الآخر».

وأشار إلى أن «ما يرد من الأجهزة الأمنية يوضح فتح (داعش) لأوكار جديدة في مناطق حزام بغداد ينطلق بعملياته من خلالها إلى عمق العاصمة».

وانتقد المطلبي «عمل كاميرات المراقبة التي تضعها القوات الأمنية في مناطق العاصمة والتي من المفترض أن واجبها حصر أعمال العنف».

وخلص عضو اللجنة بغداد الأمنية الى أن «الوقائع تظهر بأن فائدة هذه الكاميرات تكون بعد حصول أعمال العنف لا قبلها وذلك غير مجد في ظل الظروف التي تمر بها البلاد».

يذكر أن الأوضاع الأمنية في العاصمة بغداد، تشهد توترا منذ منتصف العام الماضي 2013، إذ أكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يـــونــامي)، في الأول من أيار 2014، أن شهر نيسان الماضي، شهد مقتل وإصابة 2296 عراقيا، في حصيلة هي الأعلى منذ مطلع العام الحالي 2014، فيما أكدت أن السلم الاجتماعي لا يمكن تعزيزه من دون «عمليات أمنية فعالة ومشاركة سياسية وسياسات اجتماعية شاملة».

الى ذلك، افاد مصدر في الشرطة العراقية، امس، بأن أعمال شغب اندلعت في سجن العدالة بالكاظمية، بعد احتجاج السجناء على الضوابط التي يتبعها السجن.

وقال مصدر امني أن «سجناء سجن العدالة في منطقة الكاظمية شمالي بغداد، قاموا بأعمال شغب داخل السجن، احتجاجا على الضوابط المتبعة داخله».

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «أعمال الشغب ما تزال مستمرة لغاية الآن»، مشيرا الى ان «تعزيزات من القوات الأمنية انضمت إلى حراس السجن لكبح تلك الاعمال».

يذكر أن العديد من السجون المنتشرة في مختلف المحافظات شهدت، خلال الأشهر القليلة الماضية، تكرار عمليات هروب السجناء وخاصة المطلوبين بقضايا «الإرهاب»، كان آخرها تعرض سجنا الحوت في قضاء التاجي شمالي بغداد، وسجن بغداد المركزي (أبو غريب سابقاً) في قضاء أبو غريب غربي العاصمة، في (21 تموز 2013)، إلى قصف بقذائف الهاون، أعقبه هجوم نفذه مسلحون مجهولون مع حراس السجنين في محاولة لاقتحامهما، فيما أثار النزلاء في السجنين أعمال شغب وحرق عدد من القاعات، أسفر عن هروب من 500 -1000 نزيل من سجن أبو غريب المركزي معظمهم من أمراء وقادة تنظيم القاعدة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة