عامر القيسي*
للمرة الثالثة وسأكتبها للمرة العاشرة من العار أن يكون مدخل بغداد الشمالي على ما هو عليه الآن، وأدعو أمين بغداد السيد عبعوب أن يكلـّف نفسه قليلاً ويتواضع قليلاً، ويذهب بمقامه العالي الى هناك، أي أن يدخل العاصمة بغداد التي هو أمينها من مدخلها الشمالي ليكتشف بام عينيه ويقتنع إن كان يدخل عاصمة بحجم وتاريخ بغداد أم أنه يدخل الى قرية مهملة وقذرة على حافات البلدان والمدن الأكثر تخلفاً في العالم !!
من غير المعقول أن تستقبلك أكوام النفايات من السيطرة الى مرآب النهضة، نفايات وسكراب وشوارع متربة ومحفرة وألوان طينية وترابية ورمادية وأرصفة تحوّلت الى مساحات إضافية للنفايات من علب البيبسي وقناني الماء الفارغة وأكياس النايلون وبقايا من كل شيء يخطر على البال وما لا يخطر عليه أيضاً !
لا يمكن أن يكون مقبولاً هذا لبغداد برغم كل الخراب الذي تعاني منه ومخاطر الغرق التي تنتظرها والإهمال الغريب لكل شيء فيها ..
مداخل العواصم عادة ما تكـّون الإنطباع الأول الذي يأخذه الناظروالزائر عن المدينة إن كانت سلبية تنعكس على بقية المدينة المشاهدة وإن كانت على عكس المشاهدة الأولى، وهي قضية سيكولوجية تنطلق من نظرية أن الحب من النظرة الأولى، أما المدخل الجنوبي فيزيد على النفايات بالروائح «الزكية» التي تستقبلك بها شركة لمعالجة بقايا المياه الثقيلة، فيشترك المدخلان معاً لإعطائك الإنطباع بأنك تدخل عاصمة عبارة عن أكوام للنفايات والروائح «العطرة» التي تفتح النفوس !!
يقول الأمين عبعوب أنه زار 70 عاصمة ورأى أن بغداد الأجمل والأحلى والأنظف وأنا وغيري نشاركه الشعور الوطني الذي ينطلق من قول الشاعر «عين المحب عن كل عيب كليلة»..
لكن الحقيقة غير ذلك والحبيبة التي لا نريد أن نرى «عار» مدخليها الشمالي والجنوبي لا تستحق كل هذا الإهمال .. ولا تستحق ان تكون بهذا المنظر المحزن الذي يقبض القلوب ويقلب المواجع، برغم أن تبديل الحال والمنظر لا يحتاج الى عباقرة ولا كفاءات من نوع خاص ولا شركات أجنبية ولا إستثمارات خارج طاقة إمكانات الأمانة التي لا تتحمل وحدها ماعليه بغداد الآن من أحوال وليس حال ..!
المقرنصات البائسة والحدائق الأكثر بؤساً التي تحوّلت هي ايضا الى مرتع للنفايات تحت جسر مدينة الشعب لا تترك إلا إنطباعاً واحداً أن ما يحصل من «محاولات» للتجميل ليس إلا رفعاً للعتب أو في أحسن الأحوال عشوائيات أخرى لا علاقة لها بعلم تخطيط المدن وتجميلها وتحسين بيئتها ..
بغداد تحتاج الى إنقاذ .. إنقاذ يبدأ من مدخليها الشمالي والجنوبي، ولو تقليداً لواحدة من المدن والعواصم الكثيرة التي زارها السيد الأمين .. بيروت مثلاً أو عمان ونترك له إختيارات أخرى !
أتمنى أن يقع هذا الكلام بين يدي الأمين المحترم وأن يستجيب لتوسلاتي بأن يذهب بنفسه ويرى على أرض الواقع لمرة واحدة ويجيب على السؤال ..
هل تستحق بغداد كل هذا الإهمال ؟
مع تحياتي ..