سمير خليل
في ظل يومنا الكامل وما يحمله من توتر واضطراب وهموم، مثلما يضم لحظات فرح وانشراح، لابد أن نعود الى ما يشرح النفس وينعش الروح، وليس أفضل من اللجوء والركون الى الطبيعة وما تحمله من ألوان الجمال والمتعة والاسترخاء.
وفي روض الطبيعة عادة ما يكون الورد في الواجهة، فهو الذي يتصدر مكامن الهدوء والسكينة والجمال، وهو الذي يهذب الروح وينعشها برائحته الزكية، يزرع البسمة ويبعث التفاؤل ويسّر العين بالوانه الزاهية.
ولطالما كان “الورد جميلا، وله أوراق عليها دليل من الأشواق، شوف الزهور وتعّلم .. بين الحبايب تقدر تتكلم” كما غنت كوكب الشرق أغنيتها الشهيرة “الورد جميل” عام 1947 وهي من تأليف بيرم التونسي والحان زكريا احمد” وظلت تتردد الى يومنا هذا.
إذا: فالورد يشكل قيمة جمالية مثلما هو قيمة معنوية تتمثل بكونه دليل محبة ووئام، فهو لغة الحب مثلما هو لغة السلام بين البشر، وقد تغير الوردة مواقف وقناعات قد تترتب عليها تغييرات أكبر.
ورغم أن الوردة ساكنة في منظرها العام، إلا أنها نابضة بالحياة الضاجة بكل الانفعالات والمشاعر المتنوعة، وعندما نشاهد وردة أمامنا، فإننا نعيش لحظة تجلٍ تطهر النفس من كل ماعلق بها، الوردة لغة لايتحدثها الا ذو قلب رقيق، لغة يفهمها الجميع ولاتحتاج ترجمة، مثلما هي أغنية محبة.
ولأن الورود تحمل ألوانا متنوعة، فإن لكل لون معنى ومغزى وإشارة، فاللون الأبيض يمثل النقاء والبراءة مثلما يرمز للسلام، والأحمر يمثل الحب والعاطفة والشغف، والوردي يمثل الجمال والرقة والانوثة، والأصفر يمثل الفرح والصداقة والامل.
وكما قال النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم: “الورد الأبيض خلق من عرقي ليلة المعراج، والورد الأحمر خلق من جبرئيل، والورد الأصفر من براق”، كما ذكرأنس بن مالك.
أما الشعر فقد أغنى الورد كلماته ومعانيه فصاغها رقة وجمالا اكدت العلاقة الحميمة بين الورد والشعر، ونزار قباني يتغزل بالوردة فيقول ” لا تَلمس الورد فالأشواك تمْلَؤُهُ وأرفق بكفكَ إن الوردَ مغرورُ، لهُ الْمَعَاذِير في إدماءِ لامسهِ، والورد حتى وإن أدماك معذورُ.
إذا، صدق من قال: إذا كان معك قرشان فاشتري بواحد رغيفاً، وبالآخر وردةً.