عشق الكاميرا وأبدع بإقتناص الصورة “التصوير الفوتوغرافي”.. أفضل موثق: حسين المليجي إنموذجاً

بغداد ـ وداد إبراهيم :

عينه تقتنص اللقطة ولا يستغرق وقتًا طويلًا حتى يدرك أنها لحظة الإبداع. فهو يضغط على زر الكاميرا بعد أن تتطابق لديه كل مكامن اللون والضوء والظل، لتظهر صورة تعرف بأنها من إبداع المصور والفنان رائد التصوير الفوتوغرافي، حسين المليجي.

بدايته كانت مثل أي شاب يعشق الكاميرا، لكنه اختار صديقه المصور “جبار الساعدي” في الباب الشرقي، حيث كانت تلك المنطقة تضج بأكبر محلات التصوير وعمالقة الفن الفوتوغرافي. هناك، أعلن عن موهبة فطرية في التصوير. وعندما دخل عليهم عملاق التصوير العراقي فؤاد شاكر، وجد المليجي خير معلم له. ولا يزال يستذكر نصيحة شاكر حتى الآن، حين أشار عليه بأن تكون له كاميرا صغيرة خاصة به. وعندما أمسك بكامرته الصغيرة لأول مرة، قال له شاكر: “هذه كاميرا صغيرة، لكن فيها إبداع. أعطها حقها لتمنحك لقطات جميلة، وقد تكون خالدة.” هذا هو الدرس الأول الذي انطلق منه المبدع حسين المليجي.

المليجي تحدث لصحيفة “الصباح الجديد” عن رحلته مع اللقطة واقتناص الصورة قائلاً: “بدأت مع صديقي المصور، وكانت بداية مهمة لأنه مصور محترف. كنت أتلقى الدروس المتواصلة من المصور الكبير فؤاد شاكر، الذي كان يتردد عليه. وهذا ما شجعني على الإمساك بالكاميرا، وعلمني الزوايا وكيف أتعامل مع الضوء والظل لتكون اللقطة متضمنة لعناصر قوية وشاملة. وهذا ما دفعني للتوجه إلى الأماكن الحيوية في بغداد، مثل مزار خضر إلياس والحدائق المحيطة، والتقطت صورًا للناس فأعجبوا بها”.

وتابع المليجي: “في عام 1996 شعرت أن لدي القدرة على الإمساك بأسرار الصورة المتكاملة، فأخذت حقيبة التصوير وذهبت إلى مهرجان بابل، وصورت كبار المطربين عن قرب مثل كاظم الساهر وهيثم يوسف ورياض أحمد. وعندما ذهبت إلى المختبر، وجدت أن الصور تصلح للنشر في الصحف والمجلات العراقية. وفعلاً، نشرت تلك الصور في الصحافة العراقية. عندها قال لي فؤاد شاكر: ‘استمر، أنت مصور جيد.’ هذا شجعني للذهاب إلى الجامعات، مثل المعهد التقني في الزعفرانية، حيث كنت أصور حفلات المعهد والطلبة، وكانت تحظى بإعجاب كبير. بعدها قررت الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لاختصاص تصوير الأعمال الفنية وكبار الفنانين، وبدأت تصوير الأعمال الفنية للرواد، وذهبت إلى مشاغلهم لأصور أعمالهم، مثل نوري الراوي، وإسماعيل الشيخلي، وسالم الدباغ، وسعد شاكر، وسعد الكعبي. عملت مع الجميع، وصورت معارضهم، وأحيانًا كنت أكبر الصور لتشبه اللوحة الفنية. هكذا، أصبح لدي تاريخ كبير وذاكرة صورية مفعمة بأعظم الأعمال الفنية. فيما بعد، كنت أصور لوحات الرواد الموجودة في الكلية لتكون نماذج مقلدة من قبل الهواة والمهتمين بالفن التشكيلي. كنت أحرص على دقة الصورة والتفاصيل، خصوصًا ما يتعلق باللوحات الفنية، فأصبحت مرجعًا للفنانين والباحثين عن صور الأعمال الفنية من خلال أرشيف فني صوري ضخم. شعرت أن هناك المزيد من الإبداع في الملاعب الرياضية، فبدأت أتجول في ملاعب العاصمة، أحضر مباريات فرق كرة القدم وأزود الصحف والمجلات بصوري. صورت أكبر مهرجان وسمبوزيوم في الموصل، ووثقت الكوارث وتخريب الكنائس. كما عملت فيلمًا توثيقيًا عن مناطق بغداد وصورتها عام 1990، مثل خضر إلياس والجعيفر والتكارته. أنجزت فيلم فوتوغراف توثيقي عن ضفاف نهر دجلة”.

وأضاف المليجي: “أعشق التصوير والعدسة والكاميرا، وأحترم الأعمال التي صورتها في مجالات الإنسانية والطفولة والفن والجمال. صورت في تونس مسابقة جمال إفريقيا لثلاث دورات، وحاليًا لدي دعوة لتصوير مهرجان الشعر في المغرب”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة