تلفاز الصالة

كامل الغزي

في
منتصف
الهلع
وبحذر شديد مددت رأسي
من تحت أذيال الدقائق التي
تتقيأها ساعة المطبخ، مخاطبًا والدي الذي توفي قبل خمسة وستين قرنا
منصرمة

  • أبي
    هل
    أطفأت التلاوة، وأخرجت الذئبة

من تلفاز الصالة
فإني

أخشى أن تأكلني، ولم يبق لدي
متسع من الوقت، أن أحقق أحلامي
بالهجرة إلى إحدى الدول المجاورة،
كلاجئ
سياسي

  • أبي
    إن
    أخطأت، لا تأخذني على محمل
    الجد، فإني ما زلت يافعًا
    وبصري ضعيف
    ولا أفرّق بين الخيط الأبيض
    والخيط الأسود،
    فالأمر عندي سيّان
    ولذلك فإن جميع الألوان
    التي تتكئ عليها أكتاف الخرافة
    لا تثير في نفسي الشعور

بالتعجب،
وبسبب تلك النزعة من
اللامبالاة خالفت أتيكيت الآلهة، وجلست
عند فوهة البئر ثلاثة أيام متتالية
دون أن أخلع أحذيتي المتسخة برائحة
الدماء
وهكذا
دواليك، تنقضي ساعات النهار
دون أن أحك طحالب الدلو بأصابعي
الداكنة الأظافر، أو أحصل على
دراجة هوائية تثير في نفسي
الرغبة بالتجوال حول المزارع
المليئة بأفراخ الثعالب..

  • أبي
    نسيت
    أن أخبرك بأنني سوف

أتأخر عليك لبعض الوقت، لأنني أنتظر مجيء قافلة أخبروني أصحابها عبر خدمة الواتساب، بأنهم سيحفرون لي بئرًا جديدة أستطيع أن أتمدّد فيها دون أن يلتصق حذائي بذيل الذئبة التي حاولت أن تأكلني

كما
وددت أن

أخبرك، أني خلال الأسابيع المنصرمة كنت قلقّا جدًا، لا لشيء وإنما بسبب خشيتي على قميصي المضرج بدماء الشاة

أن يغافلني إخوتي
ويبيعوه في سوق الملابس المستعملة
مما يسبب لك الإحراج، حينما
لا تجد ما ترميه على وجه
جارنا الأعمى.

  • شاعر عراقي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة