مجموعات مسلحة تمنعهم من العودة الى ديارهم
بغداد ـ الصباح الجديد:
شددت بعثة الامم المتحدة في البلاد ( يونامي ) امس الأربعاء ، على ضرورة تنفيذ اتفاق سنجار بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان بالكامل وانهاء معاناة الايزيديين بالعودة الى مدينتهم، فيما اعرب رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني عن أسفه لعدم تنفيذ الاتفاق، مؤكداً أنها ما تزال تحت سيطرة مجموعات من المسلحین تمنع الناس من العودة لاعادة بناء مدينتهم وقراهم».
وفي التاسع من تشرين أول 2020، وقعت الحكومة الاتحادية برئاسة مصطفى الكاظمي، اتفاقاً مع حكومة اقليم كردستان، يقضي بحفظ الأمن في سنجار من قبل قوات الأمن الاتحادية بالتنسيق مع قوات البيشمركة، لإخراج الجماعات المسلحة غير القانونية إلى خارج القضاء.
وجاء في بيان أصدرته بعثة الأمم المتحدة في البلاد لمناسبة الذكرى الثامنة على واحدة من اعتى عمليات الإرهاب التي نفذتها عناصر داعش في سنجار: «بعد ثماني سنوات من الهجمات الوحشية من قبل ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، لم يتحقق للمجتمع الإيزيدي السلام والازدهار الذي يستحقه «.
وأورد البيان:» آلاف الإيزيديين لم يعودوا بعدُ إلى عائلاتهم وأحبائهم. وما يزال مكان وجودهم مجهولاً. وما يزال الكثيرون منهم يعانون من آلامٍ نفسية بعد سنوات من الأَسر والتعذيب والعنف الجنسي والاسترقاق، فضلاً عن معاملةٍ لاإنسانيةٍ إلى حدٍّ بعيد. وما يزال عددٌ لا يُحصى من الآخرين يكافحون للتأقلم مع حقيقةِ فقدان أحد أحبّتهم من أفراد الأسرة، إن لم يكن أفراد الأُسرة جميعاً. في غضون ذلك، ما يزال العديد من الإيزيديين نازحين من مناطقهم الأصلية. وبسبب التوترات المستمرة، ما يزال موطنُ أجدادهم في سنجار محروماً من الاستقرار الأساسي اللازم لإعادة بناء حياتهم، بعيداً عن الخوف والترهيب.
ينبغي أن يكون واضحاً أن من مسؤولية الجميع العملُ بلا هوادةٍ لضمان انتهاء محنة الإيزيديين المستمرة الآن، وبذل كل جهدٍ ممكنٍ لتوفير فرصٍ لأهالي سنجار من أجل مستقبلٍ أفضل. الدولة هي مظلّةٌ للجميع، وسلطتها هي الضامن لكل مواطن في هذا الوطن، بغضّ النظر عن انتمائه السياسي أو الديني أو الإثنيّ. ولا يجوز أن يكون أي إيزيدي أو أي عراقي آخر بيدقاً في منافسةٍ بين قوى محلية أو إقليمية.
ولهذا يجب تنفيذ اتفاق سنجار بالكامل دون مزيدٍ من التأخير. إن هيكليات الحكم والأمن المستقرة هي أمرٌ حيوي. وهو ما سيتيح للنازحين العودة أخيراً إلى ديارهم وتسريع جهود إعادة الإعمار وتحسين توفير الخدمات العامة.
ستواصل الأمم المتحدة تعزيز المساءلة عن جرائم داعش ضد الإيزيديين لإعادة العدالة لجميع الذين عانوا من هذه الجرائم الشنيعة. وتسير الحرية والعدالة جنباً إلى جنب مع السلام والتنمية.
نُحيّي صمود الإيزيديين في الحفاظ على ثقافتهم وإرثهم على الرغم من محاولات داعش لمحوهما، وعلى الرغم من التحديات التي لا تعدّ ولا تحصى التي ما زال المجتمع يواجهها. لن ننسى من قُتلوا أو جُرحوا أو أُصيبوا بصدمةٍ نفسية، ولا أولئك الذين بقوا في عداد المفقودين: إذ يجب أن يستمر البحث عنهم حتى ينتهي هذا الفصل المؤلم.
وبينما نُحيي ذكرى هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ العراق، نجدّد التزامنا بالسلام والاستقرار للإيزيديين ولأهالي سنجار.
وفي السياق ذاته، وجه مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، رسالة
بمناسبة الذكرى الثامنة لفاجعة الإبادة الجماعية التي تعرضت لها سنجار، شدد فيها على أن الخطوة الأولى لتضميد جراحها وجراح أهلها، هي عودتها الى أصحابها الأصليين، «ومغادرة المسلحين والميليشيات التي استولت عليها»، وتنفيذ اتفاقية سنجار.
وجاء في الرسالة:» تمرُ اليوم ثماني سنوات علی الهجوم الإرهابي الذي نفذته منظمة داعش على شنكال، واقترفت فيه جريمة الإبادة الجماعية التي أصبحت جرحاً غائراً في جسد شعب كوردستان، في هذه الإبادة الجماعية التي تعرض إليها إخواننا وأخواتنا الإيزيديون للهجوم من قبل الإرهابيين بسبب كوردیتهم ودينهم ومعتقداتهم وما فعله المجرمين الدواعش ضد إخواننا وأخواتنا الإيزيديين كان استمراراً لسلسلة الكوارث والجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الكوردستاني عبر التاريخ.
وأنه من المؤسف في هذه الذكرى الأليمة وعلى الرغم من الاتفاق بين حكومة الإقليم والحكومة العراقية على مستقبل وإدارة شنكال، إلا أنه لم يتم تنفيذ ذلك الاتفاق لحد الان، وما تزال شنكال تحت سيطرة مجموعات من المسلحین الذین یمنعون الناس من العودة لإعادة بناء مدينتهم وقراهم .
ان الخطوة الأولى في تضميد جراح شنكال واهلها هي عودتها الى أصحابها الأصليين ومغادرة المسلحين والميليشيات التي استولت عليها وتنفيذ اتفاقیة شنكال.
واتخاذ تدابير لمنع تكرار الكوارث والظلم والجرائم ضد الإيزيديين وبقية المكونات مرة الأخرى.
ومن جانبه، أكد رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني في بيان امس الاربعاء، ضرورة الشروع بتنفيذ اتفاق سنجار وتطبيع الأوضاع في المدينة، بما يضمن إخراج الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون لإنهاء آلام ومعاناة نازحي سنجار تمهيداً لعودتهم إلى بيوتهم.