الخزف ينشد اغاني الابداع والجمال في “حكايا الطين”

سمير خليل
بحضور نوعي تقدمته سفيرة استراليا في البلاد، السيدة باولا غانلي، وعديد من الفنانين والمتابعين، أقيم معرض ( حكايا الطين) بنسخته الثانية، الذي شارك فيه اكثر من اربعين خزافا، قدموا ما يقرب من تسعين عملا، توزعت القاعة الرئيسة في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ببغداد.
وتميزت الاعمال الخزفية باشكال والوان وموضوعات متعددة في اروقة القاعة لتشغل الانظار وتثير الاعجاب.
وكان الفنان قاسم سبتي رئيس الجمعية كتب في مستهل دليل المعرض: “يبدو ان العالم بعد سنة 2020 لن يكون كما كان قبله، كثير من امور حياتنا قد تغيرت وربما تبقى كذلك للابد، هذا ما فعلته كارثة اصابة العالم باسره، انه (كوفيد 19) او وباء كورونا، لقد اثرت الجائحة وتداعياتها على منهاجنا الثقافي خلال اكثر من 18 شهرا حيث الغينا عددا من الانشطة خلال هذا العام والعام الذي سبقه، واخرها كان معرض التشكيليات العراقيات لعام 2021 ومعرض جائزة عشتار للشباب، وكذلك معرض الفن الكردي الذي كان من المقرر اقامته خلال شهر ايار الماضي”.
ويضيف: “اليوم وباجراءات صحية مشددة نقص حكاية جديدة من حكايا الطين السومري ونقيم معرض الخزف (حكايا الطين) بنسخته الثانية وبمشاركة مهمة من خزافين عراقيين من عدة اجيال، واهم ما يلفت نظر المتابع للمعروضات ما انتجه جيل من الشباب من اعمال ابداعية متميزة تبشر بولادة جيل جديد من الخزافين العراقيين لتستمر فصول الحكايا ولن تتوقف مهما طال الزمن، بعد هذا المعرض يمكننا القول: لا خوف على فن الخزف العراقي ابدا بعد اليوم”.
كان من بين الذين حضروا المعرض، السيدة ميسون الدملوجي مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الفنية والثقافية والنائب السابق مفيد الجزائري وعماد جاسم وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار.
ميسون الدملوجي وجدت ان المعرض متميز جدا، فقالت في هذا الصدد: “فرحت بوجود اسماء شابة، كما فرحت ايضا بوجود نساء خزافات ونحن نعرف ان هناك خزافات معروفات رحلن مثل سهام السعودي ونهى الراضي وغيرهن، اليوم هناك جيل جديد من الخزافات، اعمال المعرض متميزة بموضوعاتها، وبتقنيات اللعب على الثيمات، اللون والتكوين الخ، بعض الاعمال حقيقة تستحق ان تكون في المتاحف الدولية”.
اما السيد عماد جاسم فقال: “شعرت اليوم ان الخزف العراقي يقفز قفزات نوعية، بعد ان كان هذا الفن لسنوات الاقل عرضا والاقل ظهورا على الساحة الثقافية والفنية والمشهد التشكيلي بشكل عام، اليوم علينا ان نفخر بوجود هذه الكوكبة من الاسماء ووجود هذا المعرض النوعي، زرت الكثير من المعارض في اوروبا، واكاد اجزم ان هذا المعرض لايقل اهمية عما رأيته واطلعت عليه”.
وتابع: “في هذا المعرض تكوينات جمالية جديدة في المشهد التشكيلي، تحاكي البيئة، وتحاكي الظرف السياسي، هناك اضاءات لونية، ومزج لوني رائع جدا، حقيقة هنيئا لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وهنيئا للثقافة العراقية بانبلاج فجر الخزف العراقي هذه التكوينات الجمالية”.
واضاف: “ادعو كل المثقفين العراقيين ان يتضامنوا من اجل اعادة المشهد الابداعي والجمالي العراقي، حقيقة ما يحز في نفوسنا وانا اقولها باستمرار ان المؤسسات الحكومية العراقية والمؤسسات التشريعية، لا تقتني مثل هذا نوع من الاعمال، ولابد ان تحتفل بيوتنا ومؤسساتنا بهذا الانجاز لينتقل من القاعات الفنية والرؤية النخبوية، وان يكون متاحا امام انظار الناس”.
من بين الحضور كان الفنان النحات منذرعلي الذي ذكر: “المعرض يمثل وجها جديدا للابداع العراقي عبر مناطق مغلقة، ميناء فيه الابداع العراقي وروح العراقي المبدع وروح العراقي المسكين، انطلق الابداع العراقي من القمقم لرؤية الكون من خلال فن سيراميك مبدئي وراقي، اذا استغل بهذه الجمالية فسيعطي ابداعا كان مخبأ تحت طبقات النسيان”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة