احلام يوسف
الكثير منا يؤمن بان الحياة ضربة حظ، وان من ينجح او يفشل سيكون اساس ما وصلت اليه طبيعة الحظ الذي خلق به ان كان جيدا او سيئا، وهناك الكثير ايضا لا يؤمنون بشيء اسمه الحظ ويجدون ان النجاح او الفشل في الحياة يعتمد على مقدار الجهد الذي نبذله والذكاء الذي يقودنا لفعل الصواب.
يقول الفيلسوف فرانسيس بيكون “عجلة الحظ لا يدفعها إلا العمل” ما يعني ان العمل والمثابرة هي من تحدد نوع الحظ فكيف ينظر الشباب اليوم الى هذه الكلمة وما مدى ايمانهم بها؟
يقول لؤي قاسم: “الحظ كذبة اخترعها الفاشلون، عندما اعمل واتعب واجتهد وابحث قبل ان اخطو اي خطوة مؤكد سيكون النجاح حليفي، لكن ان اتقاعس عن فعل شيء بحجة اني غير محظوظ فمؤكد اني صنعت طبيعة حظي وجعلته سيئا لاني لم اكن الا سيء التصرف”.
وتجد لينا عبد الاله ان الحظ موجود وان من لا يؤمن بهذا ليس الا شخص يخدع نفسه لانه يخاف فكرة ان ما سيصيبه مكتوب عليه ولا دخل لعمله او مساعيه او جهده، هناك من عاشوا حياتهم يكدون ويتعبون ولم يتركوا مهنة الا وامتهنوها عسى ان يحالفهم الحظ باحداها ولم يكن نصيبهم الا الخذلان والخسارات التي كان يحوكها القدر بصور عجيبة وغير متوقعة”.
ووافقت مها عبود ريا، اذ قالت: “الحظ يدخل في كل تفاصيل حياتنا، انا اؤمن ايمانا قطعيا ان الاهل حظ والاولاد حظ والعمل حظ وهناك من هم محظوظون بامر ما كأنه يكون محظوظا بموضوع البيع والشراء وغير محظوظ بامور اخرى، هناك عائلات محظوظة باولادها، اذ تجدينهم غير متعلمين ولا يتعاملون مع ابنائهم بصورة صحيحة لكن النتيجة ان الله بارك بهم وجعلهم اولادا بارين، والكل يتحدث عن حسن اخلاقهم، في حين هناك عائلات الاب والام متعلمين ومثقفين ويتعاملون بحرص مع ابنائهم، حرص مبني على ادراك ووعي لكيفية التعامل السليم مع الابناء، لكن بالنتيجة لم يكونوا الا اولادا مستهترين بكل شيء، هل هناك تفسير لهذه الحالة غير الحظ؟.
عبد الخالق طاهر الباحث بعلم النفس ذكر ان الحظ ما هو الا وهم واستند على العديد من الابحاث والدراسات من ضمنها ما قام به البروفيسور بعلم النفس في جامعة هيرتفورديشاير في انجلترا ريتشارد وايزمان “قام وايزمان بدراسة لمحاولة معرفة الفرق بين من يجدون انفسهم محظوظين وبين من يجدون انهم تعساء الحظ، وطلب اليهم قراءة صحيفة، ودون باحدى الصفحات اعلانا صغيرا يقول فيه (قل للمشرف انك رايت هذا لتربح 250 جنيه).
وتابع: “توصل وايزمان في دراسته هذه ان من ركز وقرأ هذه الجملة هم من الفئة الاولى، المحظوظين، ليس لانهم محظوظين فعلا، بل لانهم مسترخين اكثر، فمن آمنوا بانهم تعساء الحظ لم يتوقعوا ابدا ان هناك امرا جميلا يمكن ان يحدث لهم، وبالتالي كانوا مشوشين ومتوترين ما قلل من نسبة تركيزهم. اذن فطبيعة الحظ نصنعها بالايمان باننا محظوظين، وان القدر كتب لنا الخير، ونحن نقول دائما ان كل ما نفكر به ويدخل عقلنا الباطن، يؤثر بالمحيط ومركز الكون، فمن يتحدث كثيرا ويؤمن بانه قليل الحظ سيجذب كل السلبيات اليه من دون وعي، ويزداد سوء الحظ الذي يعتقد به، والعكس صحيح”.
هل اعطيناكم إجابة قاطعة؟…بالتأكيد لا وانتم وحظكم!