سلام مكي
خرجت إلى الشارع
مرتديا قبعتي المثقوبة من كل الجهات
لعل الحروف التي زرعتها في رأسي تنضج
فتكون كلمات عابرة
وعندما تهدأ السماء
لتمسح دموعها بمناديل سماوية
أقف هناك، تحت سحابة مسنّة
لأرمي لها قميصي المبلل
لعل قطرة منه تسقط في جوفها الصدئ
فتنام؛ لتصحو بعدها موجةً تضرب سواحل الوقت
بسوطها الرطب
قالت: وهي تنثر أجزاءها في الفراغ:
لن أمطر فوق ذلك المكان
لن أترك جنيني تائها في تلك الغابة
أفضّل أن يكبر هنا، بين الأزقة المنسيّة
قالت: سأنام مع تلك البركة التي لم يطرق بابها أحد
قالت: سأكبل السماء، بسلسلة من النجوم
********
منذ اليوم
لن يكون هنالك شيء اسمه أنا
سأكون.. أنت!
لا .. لا
سأكون دميةً تنام وحيدة
على كومة القشّ
وفي النافذة
ثمة عصفور يحاول الهرب منها
دون جدوى
وفجأة
وقفت الدميةُ
وأمسكت العصفور من جناحيه
وقالت: أنت حرٌ لوجهي!
********
عدت إلى قبيلتي جائعا
رغم كل تلك الثمار
عدت متسخ الثوب والقلب
رغم الأنهار
التي يتأنق ماؤها، كلما لامس أقدام صبية
توشك أن تخلع قميصها للساحل
وتترك خلفها آهات الرمل
تبدد السكون
في ذلك اليوم
كان الهواء يرقص بلا وعي
هل ثمة عاصفة؟
خرجت بقبعتي المثقوبة من كل الجهات
لكنها بقيت هذه المرة بقيت ممسكة بظلي
