المؤرشف صباح كركوكلي: امتلك ارشيفا لكل الصحف في العهد العثماني

وداد إبراهيم
تخرج من كلية الطب، وعمل في اعلام وزارة الصحوة مجلات طبية، وربما كان هذا السبب في انه انجذب اكثر الى توثيق وارشفة الصحف والمجلات العراقية من العهد الثماني الى الان، لأن الصحف والكتب مسؤولية الاديب والصحفي حسبما ذكر، وهذا ما جعله يمتلك ارشيفا صحفيا كبيرا. يعد نادرا.
يقول المؤرشف والطبيب العراقي صباح عبد الله كركوكلي: “عملت طبيبا في وزارة الصحة، وشغلت عدة مناصب في الاعلام والصحافة الطبية وفي رئاسة تحرير مجلة الاخاء ومجلة الثقافة التركمانية، الا ان عالم الصحافة والبحث عن تاريخ الصحافة العراقية العالم الأهم بالنسبة لي، فبدأت مشروعي الكبير المتمثل بجمع كل الصحف التي صدرت في العراق منذ بداية العهد العثماني، وبعد اطلاعي على ما كتب عن الصحافة من قبل المؤرخين مثل (روفائيل بطو) والمؤرخة (زاهدة إبراهيم) التي أصدرت كتاب (كشاف)عن تاريخ الصحف في العراق، والمؤرخ (عبد الرزاق الحسني)الذي اصدر كتاب (تاريخ الصحافة العراقية) وجدت ان هناك تفاوتا كبيرا بين هذه الكتب وبين الحقيقة، لذا بدأت البحث وبشكل دقيق عن كل الصحف العراقية التي صدرت في العراق، وبالتحديد في العهد العثماني فوجدت انه في بغداد صدرت 50 صحيفة ومجلة باللغات العربية والتركية والفرنسية والكردية.
وتابع: “تمكنت من الحصول على المجلات كاملة، مثل مجلة (الحياة التي أصدرها سلمان الدخيل) وحصلت منها على ثلاثة أجزاء، وفي الموصل صدرت اربع صحف، اما في البصرة فقد صدرت 11صحيفة ومجلة، وفي كركوك ثلاث صحف وصحيفتين في النجف وهما (درة النجف ) و(النجف) وكانت باللغتين العربية والفارسية. وحين وجدت ان المكتبات تفتقر الى اعداد من الصحف العراقية، سافرت الى تركيا ومصر والامارات للبحث عن اعداد من الصحف العراقية المفقودة ليكتمل ترتيب الصحف وتاريخ إصدارها، وحتى الان ابحث عن الصحف العراقية القديمة وما زلت على استعداد للسفر الى أي مكان للبحث عنها حتى ولو في الصين.
واضاف: “العراق يفتقر الى أرشيف متكامل للصحف والدوريات العراقية لما تعرضت له بعض المكتبات للتخريب مثلا في عام 1979 صدر امر بإحراق واتلاف مكتبة كركوك العامة وكانت تعد من اهم المكتبات في العراق لما تحتويه من امهات الكتب النادرة إضافة الى اتلاف واحراق مكتبة (محمد رشيد الصفار) ومكتبة (محمد كامل الطبقجلي) التي ضاعت بين الورثة ومكتبة (حمدي الاعظمي) والتي تحولت الى مركز صحي خيري، والكتب وضعت في قاعة حتى تناثرت وضاعت بأكملها، كذلك ما تعرض له العراق من احداث خلال عام 2003 أدت الى سرقة المكتبات وحرق بعضها.
عن اهم ما يتضمنه ارشيفه يقول: من حسن الحظ ان جدي الأكبر كان يعمل في الباب العالي في العهد العثماني، ويمتلك مكتبة كبيرة جدا ورثتها كاملة عنه، فيها من الكتب والمخطوطات النادرة، لدي 524 مخطوطة عثمانية وكتب الباحث والشاعر (ملا صابر كركوكلي) اذ ترجمت بعض كتبه الى اللغة العربية مثل (شقائق كربلاء) و(الائمة الاثنى عشر)، وفي مكتبتي (السلنامات) وتعني (التقرير السنوي) كان يصدر في العهد الثماني تقرير عن كل ولاية في العراق فيه جغرافية الولاية ومرافقها ودوائرها وأسماء الموظفين والمدارس والوزارات، ولدي سلنامات البصرة وحلب وغيرها وهي مشابهة لما صدر في العهد الملكي (دليل المملكة العراقية عام 1964) وتضم مكتبتي 16 الف كتاب وهي مفتوحة امام الباحثين والدارسين والمهتمين بالتراث والتاريخ السياسي والاقتصادي والجغرافي للعراق.
وعن اخر اخباره ونشاطاته: اعمل رئيس تحرير القسم العربي في مجلة الاخاء ومجلة الثقافة التركمانية وهي فصلية، وانتهيت من كتابي (موسوعة اعلام التركمان في العراق) بجزأين وصدر لي عن دار الشؤون الثقافية العامة (موسوعة الصحافة التركمانية) ومشروعي الأهم (الصحافة العراقية في العهد العثماني) خمسة أجزاء”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة