- 1 –
من المفارقات الملحوظة أنّ هناك {قصائد } رنّانة لا تحظى عند الناس بموقع متميّز ، وبالتالي فهم لا يحفظونها ولا يكتبون عنها ، بينما يحظى { بيتٌ } مفرد من الشعر باهتمام ثلة من الشعراء والأدباء ويقبلون عليه إنشاداًوتشطيراً وتخميسا
- 2 –
التشطير باختصار : هو جعل البيت الشعري الواحد ببيتيْن وذلك بأنْ يعمد الشاعر الذي يريد تشطيره الى كتابة ( عجز ) للبيت الأول ، ثم يبقى عجز البيت الأول عجزاً للبيت الثاني ويأتي له (بصدر) مناسب .
وأما التخميس : فهو إعداد ثلاثة أشطر تسبق البيت المخمس فيكون مجموع الشطور خمسة . - 3 –
وكنتُ قد نظمت بيتاً مفرداً يقول :
لا يَغُرَّنْكَ مظهرٌ مستعارٌ
فكثيرٌ مِنَ الأصحّاءِ مَرْضى
فما كان من صديقي المرحوم الدكتور السيد جودت القزويني الاّ أن بادر لتشطيره .
فقال :
(لا يغرّنك منظر مستعارٌ )
ايها المستريبُ فالداءُ أمضى
لا تظنَّن ما رأيت صحيحاً
(فكثيرٌ من الاصحّاء مرضى )
ويلاحظ هنا ان ابدل ( المظهر) بـ ( المنظر ) ثم طلب مني أنْ أشطره وأخمّسه فشطرته أربعة تشطيرات فقلت :
التشطير الاول
(لا يغرنك مظهرٌ مستعارٌ )
رُبَّ فجٍّ يبدو لعينيك غَضَّا
لا تَخلْ كُلَّ مَنْ تراهُ صحيحاً
( فكثيرٌ من الأصحَّاءِ مرضى )
التشطير الثاني
(لا يغرنَّك مظهرٌ مستعارُ )
فلقد يُحسنُ المراؤونَ عَرْضَا
وتحرَّ الوجهَ الأصيلَ بعمقٍ
( فكثيرٌ مِنَ الاصحّاءِ مرضى )
التشطير الثالث
( لا يغُرَّنْكَ مظهرٌ مُستعارٌ )
وانفض الكفَّ مِنْ بني الختل نَفْضا
وتأملْ فيمن تراهُ مُليّاً
( فكثيرٌ من الاصحَّاء مرضى )
التشطير الرابع
لا يغرَّنكَ مظهرٌ مستعارٌ
واطرّحْ زُخرفَ المظاهر أرضا
واسبرِ الغورَ في أموركَ طُرَّاً
( فكثيرٌ من الاصحاءِ مرضى )
ثم خمسته فقلتُ :
( مسرحياتُ ) دهرنا ( أدوارُ)
لم تُزَحْ عَنْ خَفيِّها الأستارُ
وبتعليلِ ما أراهُ أحارُ
( لا يغرّنَكَ مظهرٌ مستعارُ
فكثيرٌ من الأصحاء مرضى ) - 4 –
وهناك تشطيرات كثيرة للعديد من الشعراء ضمن تجدها فيالروض الخميل للدكتور المرحوم السيد جودت القزويني . - 5 –
ان التعويل على (المظهر) بعيداً عن الاحاطة بما تنطوي عليه النفس من خبابا يُوقع الكثيرين ممن غرّتْهم المظاهر بافدح الصدمات والخسائر .
حسين الصدر