متابعة الصباح الجديد :
يؤكد خبراء آثار أن جائحة فيروس كورونا أدت إلى زيادة مبيعات الآثار العراقية المنهوبة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك ومنصات أخرى على الإنترنت، مما يجعل السلطات أمام مهمة شاقة لإيقاف عمليات التهريب تلك.
ونقلت الإذاعة الوطنية العامة الأميركية عن مسؤولين عراقيين قولهم إن عمليات النهب والاتجار غير المشروع بالآثار العراقية في الأسواق الدولية مستمرة حتى يومنا هذا.
وقالت في تقرير لها إن العراق، الذي يعد موطن الحضارات الأولى المعروفة في العالم، يمتلك ما لا يقل عن 30 ألف موقع أثري موثق، وهو رقم يفوق بكثير قدرة الشرطة الأثرية المكلفة بحمايتها، وفقاً لهشام داود، مستشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وأضاف داود «لدينا آلاف المواقع الأثرية و4800 شرطي فقط لحمايتهم، وهذا يعني أننا لا نمتلك القدرة، ناهيك عن المشكلات الاقتصادية والأمنية، وضعف الدولة».
وأشار إلى أن «اللصوص ينقبون في مواقع غير محفورة في جنوبي العراق، بالتنسيق في بعض الأحيان مع هواة جمع التحف أو التجار الذين يعرضون ما يعثرون عليه للبيع أو المزاد».
ويقدر بعض علماء الآثار أن ما يصل إلى 80 في المئة من الآثار المعروضة للبيع على فيسبوك ومتجر {إي بي} الإلكتروني غير موثقة ومن المحتمل أن تكون إما مزيفة أو مسروقة على الأغلب من مواقع أثرية نُهبت قبل أن يتم التنقيب عنها بشكل احترافي.
وأوضحت الإذاعة الوطنية العامة الأميركية أن العراق يجري حاليا مفاوضات مع سلسلة متاجر «هوبي لوبي»، المتخصصة في الأثاث والفنون والحرف اليدوية، لعقد اتفاق بقيمة 15 مليون دولار من أجل استعادة آلاف القطع الأثرية التي اشترتها السلسلة الأميركية في وقت سابق، ويعتقد أنها مسروقة.
وأضافت أن «الاتفاقية ستضمن تدريب عاملين عراقيين وتوفير معدات مقابل إعارة بعض القطع إلى متحف في واشنطن، وفقا لما تقوله وزارة الثقافة العراقية».
ومنذ 2008 أعادت الولايات المتحدة أكثر من 1200 قطعة إلى العراق الذي تعرضت ممتلكاته الثقافية ومتاحفه إلى النهب بعد عام 2003.
وتضرر التراث العراقي بالفعل جراء غياب القانون وعمليات السلب التي أعقبت ذلك، ليزداد الوضع سوءا بعد سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من الأراضي العراقية في عام 2014، بما في ذلك مواقع أثرية.
وقال مسؤولون عراقيون وغربيون في حينه إن قطعا أثرية عراقية تعرض في السوق السوداء وإن مسلحي داعش يستعينون بوسطاء لبيع كنوز لا تقدر بثمن بعد اجتياحهم شمال البلاد.
واكتسب المسلحون قدرا من الخبرة في تجارة الآثار بعد سيطرتهم على مساحات واسعة في سوريا وحين سيطروا على مدينة الموصل في شمال العراق، حيث وضعوا أيديهم على نحو ألفي موقع أثري.
وحضارة بلاد الرافدين من أقدم الحضارات وجعلها موقعها بين نهري دجلة والفرات من أغنى مراكز الزراعة والتجارة ونقطة التقاء للحضارات.
وكانت نينوى وبابل، التي اشتهرت حدائقها المعلقة كواحدة من عجائب الدنيا السبع قديما، موطنا للحضارة السومرية، التي منحت للعالم، الخط المسماري أول أشكال الكتابة الغربية قبل الميلاد بنحو 3100 عام.