كاظم سلوم المرشدي
قد يكون العمل في مجال ما سهلا بسهولة واقع هذا العمل ، لكن الحال يتغير عندما توكل اليك مهمة انجاز عمل ينهض بالواقع السينمائي ، واقع واجه العديد من العثرات والتلكؤ، فطوال عمر السينما العراقية ، التي مرت بظروف مختلفة ، بدايات مبشرة ، انتاج سينمائي مشترك، انتاج عراقي خالص، أفلام عديدة تعبر عن الواقعية العراقية في السينما، مثل الجابي الحارس، الظامئون، ومن ثم تلكؤ كبير بسبب الحرب ، أعقبها حصار لثلاث عشر عاما ، ومن ثم الاحداث التي تلت التغيير الحاصل في نيسان 2003.
كل ذلك اثر على مسيرة السينما العراقية ، سواء على مستوى الإنتاج او انهيار البنى التحتية ، خصوصا دور العرض السينمائي التي كانت منتشرة في كل مدن العراق.
فقط في فعالية بغداد عاصمة الثقافة، والمنحة المالية الكبيرة التي أعطيت للسينما كان هناك انتاج للعدد كبير من الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة، التي لم يرتقي العديد منها الى المستوى المطلوب، وأحد أسباب ذلك هو الانقطاع الطويل عن الإنتاج السينمائي المحترف، حيث كان أخر فلم متكامل من الناحية الفنية هو فلم الملك غازي الذي انتج في العم 1992.
بعد العام 2003 ، وبجهود ذاتية ، انتج عدد من الأفلام المهمة مثل غير صالح وكرنتينة لعدي رشيد، وابن بابل وتحت رمال بابل لمحمد الدراجي، وكذلك العديد من الأفلام القصيرة المهمة لمخرجين شباب .
الان نحن باتجاه إعادة الحراك السينمائي مرة أخرى، سواء على مستوى الإنتاج او إقامة الفعاليات السينمائية ، او دعم السينمائيين الشباب، او عقد اتفاقيات تعاون مع عدد من المؤسسات السينمائية العربية والعالمية، كل هذا يتطلب الدعم والاسناد من قبل الجميع ، المهمة ليست سهلة والمعوقات كبيرة وكثيرة، اجتيازها يتطلب صبر ومطاولة ، بعض من هذه المعوقات تتمثل بمن يريد للمهمة ان تفشل بسبب صراعات شخصية ، وهو ما نتمنى ان ينتهي، فالحريص على السينما العراقية والطامح لتطورها وإعادة الحراك الطبيعي اليها عليه ان يتجاوز ويتغاضى عن صغائر الأمور ، لأن الهدف الأسمى هو ان نلحق على الأقل بركب بعض الدول التي لم تكن تمتلك دار عرض واحدة ولم تنتج فلما واحدا، في حين كان في العراق العشرات منها، وكان الإنتاج مستمر، وسبب استمرار الإنتاج في تلك الفترة ، هو وجود فنانين أحبوا بلدهم وأحبوا السينما فكان ان كتب لهم النجاح.
أخيرا نقول ما قاله الامام علي ابن ابي طالب ” عظموا قلوبكم بالتغاضي” ولنعمل سوية على إنجاح المهمة والنهوض بواقع السينما العراقية.