مرحباً بالنُقّاد ..

-1-

يقع الساخطون على النقد والنقّاد في اشتباهٍ خطير حيث لا يمّيزون بين النقد وبين الاساءة المتعمدة لصاحب النص المنقود .

-2-

ان النقد الموضوعي هو من اهم العوامل في تقويم مسار الباحثين والكتاب والشعراء والناهضين بأعباء المسؤولية العامة .

-3-

انّ الذين يحسبون انفسهم فوق النقد مرضى وليسوا بأصحاء، فالعصمة ليست الاّ للانبياء وأوصيائهم ( عليهم السلام) .

ولا تستغرب من قولنا :

انهم مرضى ، فقد قال الشاعر :

لا يَغُرَّنَّكَ مَظْهَرٌ مُستَعارٌ

فكثيرٌ مِن الأصحّاء مرضى ..!!

-4-

كانوا يقولون :

لكل جوادٍ كبوه ،

ولكل سيف نبوه ،

في إشارة الى تجاوز بعض الكتّاب والشعراء – بما فيهم العمالقة الكبار – لما لا يسوغ تجاوزُه من القواعد والثوابت .

-5-

المرفوض هو التهجم والقذف والاساءة القبيحة المغلفة

باسم النقد وما هي من النقد يقينا .

انها افرازات العداء صبّت بقالبٍ نقديّ زائف .

-6-

للبوصيري ( صاحب البُردة ) – شرف الدين محمد بن حمّاد – بيتان يرد بهما على من عاب شعره ..!!

– وهو زين الدين محمد بن الرّعاد –

قال :

لقد عاب شعري في البرية شاعرٌ

ومَنْ عاب أشعاري فلا بُدَّ أنْ يُهجى !!

فشعري بحرٌ لا يُرى فيه ضفدعٌ

ولا يقطع الرعّادُ يوماً له لُجّا

والبيتان يصوّران بوضوح نزعةَ الاستياء من النقد عند بعض الأدباء، الى الحد الذي يستسيغون معه هجاءهم ..!!

فالبوصيري يرى نفسه بحراً لا مكان فيه للضفادع – وهي هنا المواخذات المثارة على شعره – كما أنّ الناقد لا يستطيع ان يقطع لُجْتَهُ!!

-7-

لقد حاول احدهم – انطلاقاً من حسن ظنه (..) بكاتب السطور – أنْ يجمّع علينا الاعتراضات التي لا علاقة لها بالمقالة ، وان يسمح لنفسه بايراد ما لم يكن صحيحاً من الأرقام ، ويقول متحدياً :

انكم ستحذفون ما أكتب، فما كان منا الاّ الابقاء على ما كتب دون حذف وتغيير .

وانكشاف الأكاذيب لن يعود عليه الاّ بالندم …

اننا نوّجه الدعوة الى النُقّاد الاعزاء أنْ يوافونا بكل ما يعن في اذهانهم من مؤاخذات سلبية ازاء ما نكتب، ولهم الفضل بذلك علينا .

ان الحركة الفكرية والأدبية والثقافية لا تكتمل الا بالتفاعل بين الكُتّاب والنقّاد والقُراّء ، الامر الذي يثريها ويدفع بها الى أشواط من النمو والتقدم.

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة