د.محمد فلحي
)) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)) (72 الأحزاب) صدق الله العلي العظيم
الأمانة وفق التفسيرات اللغوية والدينية تعني أداء الفرائض والطاعة ورد الودائع،كما تشمل أمانة السلطة،ولعلها من أثقل الأمانات لأنها تتعلق بشؤون المجتمع ومصالح الناس وخدمتهم!
يقول الشَّافعي:(آلات الرِّياسة خمس: صِدق اللَّهجة، وكتمان السِّرِّ، والوفاء بالعهد، وابتداء النَّصيحة، وأداء الأمَانَة!(
نقول في كثير من المواقف:” أمانة الله ورسوله”..هذه عبارة يعرف معناها العراقيون عندما يريدون تأكيد حق الأمانة عند شخص يتحمل مسؤولية ما، وما أثقل الأمانة، في مجالات الحكم والمنصب، فهي أمانة الله ورسوله والشعب!
قبل أيام تحدث السيد رئيس الوزراء عن فشل مشروع تطوير قناة الجيش ووصف المشروع ب( مكب القمامة) وذلك لسرقة الاموال من قبل المقاولين وبقاء الإهمال والفشل شاخصين وسط بغداد المنكوبة بأمنائها، الذين أوصلتهم المحاصصة الحزبية والمحسوبية إلى الكرسي، بلا كفاءة ولا أمانة!
لماذا تعجز دائرة عملاقة في إمكانياتها وميزانيتها عن تنفيذ مشروع خدمي أو سياحي أو ترفيهي،لا يتطلب سوى بضعة مهندسين وعشرات الموظفين ومعدات بسيطة لإصلاح التربة وزراعتها، وتنظيف الشوارع وصيانتها،حيث نرى الخراب في قلب بغداد وضواحيها ومداخلها، كما هي الحال في شارع القناة وجزيرة بغداد السياحية وبوابات بغداد وغيرها!؟ بغداد تعاني، منذ عقود، من الفوضى وغياب التخطيط والعمران والخدمات،واندثار الطرق وتهتك الجسور المشيدة في فترات سابقة،وعدم معالجة التجمعات السكنية العشوائية وتفاقم التجاوزات على الأراضي والكهرباء والماء!
هناك فقاعات وردية تطلق عادة من قبل الجهات الحكومية لزراعة الأمل وتهدأة النفوس ومداراة مشاعر الناس، لكن ما نشر في مواقع التواصل، قبل أيام، كان فقاعة سوداء سوف تجعل أهل بغداد يشعرون بأعراض كورونا دون الاصابة بالفايروس لأن فايروس الفساد أشد فتكا!
ترشيح أية شخصية لأمانة بغداد بدون مؤهلات علمية أو تجربة إدارية والترويج لها في هذه الظروف الحساسة،سوف يجعل المواطن البغدادي، يشعر بالإهانة والظلم، وهو ينتظر من الحكومة الجديدة تلبية المطالب الشعبية وتحسين صورة المنصب وعدم تكرار الأخطاء السابقة!
أكبر اختبار لمصداقية الحكومة هو حسن الاختيار للمناصب، وبالأخص المناصب الخدمية ذات العلاقة المباشرة بحياة الناس!