السينما في بغداد بين حضيري أبو عزيز وسيما بلوكي سينما الواوية
طارق حرب
إذا رجعنا الى الدليل الرسمي لمملكة العراق لسنة 1936وفي باب السينما والسينمات الموجودة في بغداد فبل تاريخه أي قبل 1936 تجد انه أثبت ان حافظ القاضي الوحيد الذي نشر اعلاناً باعتباره جهة استيراد لوازم السينما وحدد محله الكائن في شارع الرشيد وفي باب السينمات ذكر الدليل السينمات الموجودة وقتها وهي في شارع الرشيد حيث سينمات الحمراء والرافدين والرشيد ورويال والزوراء والعراقي والوطني وذكر الدليل ان هنالك سينما واحده في شارع غازي أي شارع الكفاح هي سينما غازي فقط. واذا كان الانتاج السينمائي ببغداد أبتدأ في ثلاثينات القرن العشرين غير ان ذلك لم يتحقق الا في سنة 1946 عندما أنتجت شركه عراقية مصريه هي شركة افلام الرشيد أول فيلم عراقي مصري واول فيلم يطهر به ممثلون عراقيون وهو فيلم ابن الشرق الذي أخرجه المخرج المصري نيازي مصطفى ومثل فيه عدد من الممثلين المصريين والعراقيين وكان اولهم المطرب الريفي حضيري أبو عزيز وعادل عبد الوهاب وقد تم عرض هذا الفيلم ببغداد نهاية سنة 1946 وفي السنه نفسها سنة 1946 تم انتاج الفيلم العراقي الثاني القاهرة بغداد بإنتاج عراقي من شركة أصحاب سينما الحمراء البغدادية بالاشتراك مع شركة اتحاد الفنانين المصرية وكتب قصته حقي الشبلي ويوسف جوهر، من اخراج المصري أحمد بدر خان ومثل فيه من العراق حقي الشبلي وعفيفة اسكندر وابراهيم جلال وسلمان الجوهر وفخري الزبيدي وعدد من طلبة معهد الفنون الجميلة وجرى عرض الفلم ببغداد سنة 1947م وحتى سنة 1955 حيث تأسست في بغداد أول شركة سينمائية عراقية أنتجت ما يمكن تسميته بأنه اول فلم بغدادي عراقي خالص بفنانيه وممثليه هو فيلم فتنه وحسن الذي كان معالجه سقيمه هي الاعراف العشائرية السقيمة والريف وبعد ذلك بسنه تم تأسيس شركه ببغداد هي شركة سومر التي انتجت في هذه السنه فلم من المسؤول ثم شركه بغدادية اخرى شركة اتحاد الفنانين التي أنتجت فلم سعيد أفندي من تمثيل يوسف العاني والذي شهد شيء من النجاح لأسباب سياسيه وثم شركة شهرزاد البغدادية التي أنتجت فلماً تاريخياً ملون هو نبوخذ نصر الذي أخرجه كامل العزاوي ثم توالت الافلام منها فلم ورده سنة 1957 وفي السنه التي تليها انتحت عدة افلام منها تسواهن لحسين السامرائي وفلم الدكتور حسن لمحمد منير آل ياسين وفلم ارحموني لحيدر العمر لكن والحق يقال ان هذه الافلام كانت ترديداً للأفلام المصرية ولأفكار ساذجة ولكن تلك الافلام تشكل بداية انتاج الافلام ببغداد . واذا كان البغداديون قد عرفوا السينما لأول مره سنة 1909 عندما شهدت دار الشفاء بالكرخ حيث عرض فلم اسمه السينما غراف وكان مجموعة العاب خياليه التي أنبهر البغداديون لها وهذه شجعت التجار البغداديون بعد ان لاحظوا الاقبال الكبير على ذلك لاستيراد الافلام لذلك أختار السيد بلوكي الذي يعتبر الرائد الاول للسينما في بغداد بستان يسمى بستان( الواوية) لكثرة ابن آوى فيه وقطع الاشجار وصف الصفوف للجلوس في هذا البستان الكائن نهاية بغداد الجنوبية في ذلك الوقت وهي محلة العبخانة والسنك قبل الوصول الى الباب الشرقي حيث كانت المنطقة المحصورة بين السنك وباب الشيخ منطقة بساتين وحول السيد بلوكي البغدادي اليهودي البستان الى دار عرض للأفلام اطلق عليها اسم سينما بلوكي سنة 1911 وفي حقيقتها سينما الواوية للبستان التي عرض الفلم بها والتي يكثر فيها ابن وهذا التفضيل والاقبال على المشاهد للعروض السينمائية دفع التجار ببغداد على بناء دور العرض السينمائية ففي سنة 1920 تم انشاء دور عرض سينمائية حيث سينمات العراق كأول دار عرض سينمائي ببغداد ثم سينما عيسائي وهي التي تعود لهذه العائلة البغدادية المسيحية المشهورة التي حصل أحد ابنائها على لقب باشا في العهد العثماني
ثم سينمات العراقي والسنترال واولومبيا والوطني وكان التجار اليهود البغداديون هم أول من شيد دور العرض السينمائي بعد الانتباه الى دور السينما حيث حصلوا على وكالات الشركات السينمائية العالمية منها شركة فوكس وشركة مترو جولدين ماير وتولوا توزيع الافلام الأمريكية والأوروبية وكانت النهضة السينمائية ببغداد في الخمسينات حيث ظهر الممثلون منهم محمد شكري جميل وماجد كامل وفكتور حداد عن طريق وحدة الانتاج السينمائي في شركات النفط التي تحتاج للدعاية خاصة انتاجها افلاماً عن التنقيب عن النفط واستخراجه وتصديره ثم تناولت قضايا التعليم والصحة حيث كانت شركة النفط ناشطه في هذا المجال وفي خمسينات القرن العشرين كانت لدور السينما مكانه متميزة لدى العوائل البغدادية التي دأبت على حضور العروض السينمائية خاصة للأفلام التي كانت من القصي العالمية منها الشيخ والبحر وقصة مدينتين والحرب والسلام وذهب مع الربح حيث الروايات العالمية لديكنز وتولستوي وهمنغواي وغيرهم خاصة وقد تم تقسيم الجلوس في دور العرض الى درجات ثلاث بشكل عام يختلف سعرها باختلاف الدرجة ومن اهم دور عرض السينما في الخمسينات سينما الخيام التي تم افتتاحها بالفلم التاريخي الشهير هيلين بطلة طروادة وهكذا استمر العمل السينمائي حتى نهاية العهد الملكي سنة 1958