بغداد – ظفار أسماعيل:
افلام الرسوم المتحركة عالم متكامل ينتقل بالطفل الى عوالم شتى أخرى، لها القدرة على تنمية وبناء شخصيته وتعمل على تعزيز القيم والسلوكيات الخيرة وتشرح للطفل بطريقة مبسطة محببة، مفاهيم الخير والشر، وكيف ان طرق الخير والمعرفة تكون لها الافضلية دائماً وتعزز السلوكيات الانسانية المحببة التي ستمثل لاحقاً بعد مرور السنوات مفاهيم راسخة تتكون في العقل الباطن تمنح للطفل اضافة الى دور العائلة .
تنمية المهارات
تنمي افلام الكرتون مهارات وهوايات شتى للطفل اضافة الى دورها الكبير في تعزيز اللغة اذ تعمل على تغذية المواهب من خلال الرسوم المتحركة فهي وسيلة لعرض احداث تاريخية وقصص عن حضارات الشعوب المختلفة بما تتضمنها من الحكم والامثال التي تحكيها وتسرد للطفل بطريقة مبسطة واسلوب حياة كل مدينة وثقافاتها وملابسها وحكامها وتتعدى ذلك لتساعد الطفل على تكوين صورة تاريخية لمشاهير العالم والصفات الإيجابية او السلبية التي تداولها الناس عنهم. كذلك تسلط أفلام الرسوم المتحركة الضوء على البيئات الجغرافية الأمر الذي يعطي الطفل معرفة اوسع ومعلومات وافية، والبعض الآخر يركز على قضايا علمية كوظائف أجهزة جسم الإنسان المختلفة بأسلوب سهلٍ جذاب، مما يسهم في ان يكسب الطفل معارف متقدمة في مرحلة مبكرة وتجعله يتسلق الجبال ويصعد الفضاء ويقتحم الأحراش ويسامر الوحوش، كما تعرفه بأساليب مبتكرة متعددة في التفكير والسلوك اضافة الى انها ،تقدم للطفل لغة عربية فصيحة ،مما ييسر له تصحيح النطق السليم، وتقويم اللسان ، وبما أن اللغة هي الأداة الأولى للنمو المعرفي فيمكن القول بأن الرسوم المتحركة من هذا الجانب، تسهم إسهاماً مباشراً في نمو الطفل المعرفي.
كما تلبي بعض احتياجات الطفل النفسية وتشبع فضوله المعرفي وحب الاستطلاع فتجعله يستكشف في كل يوم جديداً، وتنمي غريزة المنافسة فتجعله يطمح للنجاح و يسعى للفوز والتميز كما وتعمل على تنمية الحس الجمالي باستعمالها الالوان المشرقة والألوان الزاهية المنتقاة لملابس الشخصيات، محببة وقريبة لنفسه وتسهم ايضاً في صنع علاقة لطيفة بين الطفل والطبيعة من أشجار وزهور وحيوانات وتوضح له اهمية الاهتمام بالنظافة والتنسيق وتمييز الجمال وخلق نوع من العلاقة بينه وبين الشخصيات اللطيفة وتساعده على تعلم طريقة التحدث بلطف وتهذيب وتعطي نوعاً خاصاً من الحس الجمالي. وأهمية التنوع اللوني للطفل وما ينتج عنه ، من حاجة الطفل إلى إغناء حاسة البصر.
دورها في تعزيز القيم
أفلام الرسوم المتحركة لها الدور الإيجابي في ترسيخ القيم الصالحة، في مجتمعاتنا.
قيم يمكن للإنسان أن يرتقي من خلالها مثل التركيز على اهمية العلاقات والروابط الاجتماعية، والاحترام الكبير وتوضيح دور الوالدين في تنشئة وتربية الطفل ومقدار التضحيات التي يقدمونها من اجل صالحه ،والدعوة إلى حب الوطن، والحس الوطني ، واحترام الجار .
مراقبة الاطفال
من المفيد ان يقوم الوالدان بترشيد فترات مشاهدة الطفل للتلفاز ، حيث ان تقنين فترات الجلوس امام التلفاز ومساعدة الابناء على اختيار العروض التي تناسب اعمارهم وتنمي مواهبهم امر لابد للآباء الاهتمام به والتحكم بتأثيره على حياة ووقت الطفل ، والحرص على موازنة الوقت الذي يقضيه الطفل امام التلفزيون مع الاندماج في الحياة الطبيعية ومحاولة تطبيق المواعظ والدروس التي عرضتها هذه البرامج في الحياه اليومية وتوجيه الطفل على الاقتداء بها خاصة فيما يتعلق بحب الناس والبر بالوالدين وحق الجار وغيرها من القيم التي يفضل التركيز عليها وشرح اهميتها للطفل.
امور يجب مراعاتها
الدكتور عبد السلام الدباس اختصاصي علم نفس الطفل يقول :هنالك الكثير من الامور التي يقع على عاتق الاسرة مراعاتها ومراقبتها عند مشاهدة الطفل لبرامج التلفزيون وافلام الكرتون التي تؤثر في شخصيته بنحو مباشر ومنها :
العنف : العنف يعمل على اضعاف تطور الحس الجمالي لدى الانسان بشكل عام والطفل بشكل خاص فينبغي أن يُربَّى الطفل تربية صحيحة والاعتماد على الفطرة القريبة من مفاهيم الجمال بالخيْر و ربط القبح بالشر، فتأتي أفلام الكرتون العنيفة لتصور الأبطال الإيجابيين بصورة غير جميلة ، والأبطال السلبيين بصورة اكثر جاذبية .وتربط افعال الشر بالقوة والخير بالضعف .
الابتعاد عن المدرسة : تؤثر افلام الكرتون في نفسية الطفل وتجذبه نحوها حتى يحصل له نوع من الادمان الذي يجعله لصيق غرفته ولا يحبذ وقت الخروج خاصة وقت الذهاب الى المدرسة واداء واجباته المنزلية التي تؤخره عن مشاهدة برامجه التي تعود عليها .
الانعزال : يفضل الطفل المتعلق ببرامج الانعزال وعدم مزاولة النشاطات الجسدية وتفضيل الجلوس امام شاشات التلفزيون لأوقات طويلة ، هذا الامر له تأثيرات سلبية على صحة الطفل النفسية وتأخره عن الاندماج وتؤثر على نظر الطفل لتضعفه تدريجيا هذا ان لم تحرص العائلة على تنظيم وقت مشاهدتهِ لبرامجهِ المفضلة .