لبنان يشكل حكومة جديدة من 20 وزيرا ب”دعم” من حزب الله وحلفائه

عليها مواجهة ضغوط اقتصادية ومالية هائلة

الصباح الجديد ـ وكالات:
شكل لبنان حكومة جديدة برئاسة حسان دياب بعد توصل حزب االله وحلفائه السياسيين إلى اتفاق بشأن الحكومة التي يجب أن تعالج بشكل عاجل أزمة البلاد الاقتصادية.
ولبنان المثقل بديون ضخمة من دون حكومة فاعلة منذ استقالة سعد الحريري من منصب رئيس الوزراء في تشرين الأول تحت ضغط احتجاجات على الفساد الذي ينظر إليه كسبب أساسي للأزمة.
وقال وزير المالية الجديد غازي وزني إن لبنان يحتاج إلى دعم من الخارج لإنقاذه من أزمة غير مسبوقة جعلت ”الناس تقف على أبواب المصارف تشحذ الدولار.. الناس على أبواب المصارف خائفة على ودائعها.. اليوم صار في أزمات متعددة كبيرة جدا تتجاوز بكثير وبكثير وبكثير الأزمات السابقة“.
ورشح حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه، ومن بينهم الرئيس ميشال عون، دياب الشهر الماضي بعد فشل كل الجهود لإبرام اتفاق مع الزعيم السني سعد الحريري الحليف التقليدي للغرب ودول الخليج العربية.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات إن الجدل الذي استمر لأسابيع بشأن الحقائب بين حلفاء حزب الله عرقلت اتفاقا حتى يوم الثلاثاء عندما تم إعطاء مهلة للتوصل إلى اتفاق أو تحمل العواقب.
ويتكون مجلس الوزراء الجديد من 20 وزيرا متخصصا تدعمهم الأحزاب. وقد تم تعيين الخبير الاقتصادي غازي وزني لتولي مقعد وزارة المالية بدعم من رئيس البرلمان نبيه بري. كما سيتولى ناصيف حتّي مندوب لبنان السابق بجامعة الدول العربية منصب وزير الخارجية بدعم من التيار الوطني الحر الذي أسسه عون.
ووصف وزير الخارجية الحكومة الجديدة بأنها ”فريق إنقاذ“ تكنوقراطي سيعمل على تحقيق أهداف المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في 17 تشرين الأول وإن أول زيارة يقوم بها خارج البلاد بعد تولي منصبه ستكون للعالم العربي ولا سيما الخليج.
وقال إنها ستكون سريعة وليست متسرعة في التعامل مع الضغوط الاقتصاديـة والماليـة الهائلـة.
وتعهد رئيس الوزراء بمعالجة حكومته لمطالب المحتجين وانتشال البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها منذ عشرات السنين.
وقال في كلمة له بعد إعلان التشكيلة الحكومية ”يعيش الوطن مرحلة صعبة من تاريخه. لقد تكدست المشاكل حتى أصبحت تحجب بصيص الأمل. بعض المشاهد أيقظت في وعينا محرمات كنا قد اتفقنا على دفنها. بعض الصور أعادت إلى أذهاننا زمنا مضى من المآسي كنا نظن أننا نسيناها.“ في إشارة إلى الحرب الاهلية التي اندلعت على مدى 15 عاما وانتهت في عام 1990.

وقال إن ”هذه الحكومة هي حكومة مصغرة لا تتمدد للتسويات وتوزيع جوائز الترضية الوزارية. حكومة فصل النواب عن الوزارة فلا نواب فيها ولا مرشحين للنيابة في الانتخابات المقبلة. حكومة اختصاصيين لا يقيمون حسابا إلا للغة العلم والمنطق والخبرة ومصلحة الوطن. حكومة غير الحزبيين لا يتأثرون بالسياسة وصراعاتها… حكومة المرأة التي تشارك في السلطة التنفيذية قولا وفعلا وبقوة حضورها وفعاليتها وليس بمنة من أحد. حكومة تتولى المرأة فيها التمثيل الوزان. وحكومة تشغل فيها المرأة موقع نائب الرئيس لأول مرة أيضا وأيضا في تاريخ لبنان.“
وتضم الحكومة الجديدة ست نساء وذلك للمرة الأولى في تاريخ لبنان.
وقال إن ”كل وزير من الوزراء هو تكنوقراط بعيد عن السياسة“.
لكن محللين قالوا إن دور حزب الله في تشكيل الحكومة سوف يشكل عائقا أمام إقناع الدول الخارجية بمنحه الدعم المالي الذي يحتاج إليه بشدة.
وقوبل تشكيل الحكومة باحتجاجات في بعض مناطق بيروت حيث أشعلت النيران في الإطارات. وأطلقت قوى الأمن خراطيم المياه بوجه محتجين يرمون الحجارة ويحاولون تسلق الجدار الحديدي في وسط العاصمة بيروت. وقال متظاهر كان يحتج قرب البرلمان ”هذه الحكومة لا تمثلني“.
وترك الفشل في تشكيل الحكومة لبنان من دون أي قيادة أو خطة إنقاذ في الوقت الذي وجهت فيه الأزمة ضربة شديدة للبنانيين.
ودفعت أزمة السيولة البنوك إلى الحد من وصول المودعين إلى ودائعهم بالليرة اللبنانية والعملات الأجنبية لا سيما الدولار الأمريكي. كما فقد العديد من اللبنانيين وظائفهم وتضاعفت نسبة التضخم.
وتصنف الولايات المتحدة ودول الخليج العربية حزب الله على أنه جماعة إرهابية.
وقال نبيل بومنصف نائب رئيس تحرير صحيفة النهار ”حتما لن تكون مهمة سهلة أبدا على حكومة من هذا النوع أن تقنع العالم الخارجي أن يساعد لبنان“
وتفاقمت الأزمة الأسبوع الماضي إذ أصيب مئات الأشخاص في اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة