في لجة الأنتظار لم تعد جهة ما قادرة على اختيار رئيس وزراء جديد للعراق في هذه المرحلة العصيبة من دون المرور بساحات التظاهر ومن دون ان يرضى الشعب عن هذا الاختيار ولم يعد يكفي توافق الاحزاب السياسية على شخصية ما من دون التأكد بأن هذه الشخصية لاتنتمي إلى أي فصيل سياسي كان له دور أو مشاركة في حقبة الفشل ومهما كان عنوان الحكومة المقبلة سواء اكانت حكومة تصريف اعمال أو حكومة تكمل الفترة الدستورية للحكومة المستقيلة فان تسمية رئيس الوزراء الجديد يجب أن يحظى بقبول شعبي أولا ومن ثم تأتي المقبوليات الأخرى ولايختلف اثنان أن ظروف المرحلة الراهنة تستلزم توفر مجموعة معايير تختلف عن ما سبقها من مراحل ..لسنا بحاجة الى رئيس وزراء تكنوقراط ولسنا بحاجة إلى رئيس وزراء ليبرالي أو متشدد ..نريد رئيس وزراء قادر على ادارة دفة قارب العبور من هذه الحقبة باقل التضحيات ..بسيط ..يرفض الهيمنة الحزبية وينهي سطوتها
يبشرنا بعراق جديد لايخذل الشهداء .. يطفئ النار التي في الصدور ..ويجبر خواطر الاباء والامهات الذين فقدوا فلذات اكبادهم ويعيد الاعتبار لمن اهدرت كراماتهم ..
نريد رئيس وزراء يقول ويفعل ويشعرنا خلال شهر واحد بان هناك تغييرا حقيقيا في العراق ..
نريد رئيس وزراء يخرج إلى الشوارع يحتضن الشباب ويعلن ابوته لهم ورعايته لمطالبهم
نريد رئيس وزراء يشكر ملايين التلاميذ والطلبة الذين اضربوا واعتصموا ويخبرهم بأن رسالة الاحتجاج وصلت وحان وقت الاستجابة لسطورها وان عودتهم إلى مقاعد الدراسة هي دعم له في بناء عراق جديد
نريد رئيس وزراء يستبدل مشاعر الخذلان والاحباط التي رافقت هذا الجيل بمشاعر التفاؤل بما يجعل غدهم افضل من يومهم
نريد رئيس وزراء يقنعنا بأن هناك ضوء في نهاية النفق ويضمن لنا المساعدة بعدم عودة رهط الشياطين الذين رمونا في ذلك النفق..وانشغلوا باقتسام الغنائم ..
د. علي شمخي