اثبتت فيها انها جبل من الصبر والقوة
ظفار أسماعيل :
في ظل الصراعات والحروب وانفجار المفخخات والام الفقدان ،شقت المرأة في العراق طريقها الصعب المرير بشجاعة لامثيل لها وقوة تضاهي الاساطير ،وبالرغم من الصعوبات المريرة التي مرت عليها عبر سنين طويلة من المشقة وتحمل مسؤولية تربية الابناء وحدها في اوقات الحروب التي خاضها الشعب العراقي ، والانتهاكات التي تعرضت لها من قبل الجماعات الارهابية والتي سببت لها الكثير من الصدمات والمطلوبة النفسية والجسدية ، في كل مرة تعود لتنهض من جديد وتقاوم وتساعد وتقف وقفة مشرفة لتثبت ان للعراقية معدناً خاص ببصمة خاصة تفردت بها .
حروب طويلة وفقدان للاحبة وغياب للمعيل ،واعتقالات جائرة وسجون وتعذيب عانت منها المرأة خلال فترات حكم النظام البعثي المباد والحروب التي تلتها ،حيث تعرضت لشتى انواع الظروف الحياتية الصعبة التي يحتم علينا واجبنا الاخلاقي والانساني على تخليدها وذكرها وتداولها كي لا ننسى يوماً الالام التي مرت عليها وتجاوزتها ، وحيدة ، فبين الاعتقالات ،والسجون ،والتعذيب لناشطات ينتمين لاحزاب مختلفة ،وبين غياب الزوج ،والابن والاخ ، المقاتل ضمن حملات التجنيد الالزامي، لسنين طويلة مارست فيها المرأة دور الاب والام ،وقعت على عاتقها مسؤولية اعالة الاسرة ، مادياً ومعنوياً ، في ظل الرواتب الزهيدة التي كانت تمنح للجنود في الجيش العراقي في ذلك الوقت ،مما دفعها للاعتماد على نفسها ،ومحاولة كسب قوتها وقوت اطفالها والخروج الى العمل ،فعملت ،في المزارع ،والمعامل ،والحقول ،خبازة، او خياطة ،واي عمل آخر تمكنت من القيام به ، وكثيراً من الاحيان عاد لها زوجها مبتور الساق ،او اليد ،اومقعداً ،او يعاني من مرض نفسي بسبب اهوال وبشاعة الحرب .
وعلى الرغم من كل ذلك ،حرصت في كثير من الاحيان على اكمال اولادها لدراستهم ، وضحت بنفسها كي تضمن لهم مستقبلاً افضل .
وبعد ان فقدت زوجها في الحرب العراقية الايرانية ، فقدت ابنها في حرب الكويت ،وفقدت دارها في تفجير ارهابي .
وبين آلام المقابر الجماعية ، واعادة نبش احزان اكلت من عمرها سنين طوالاً ،عادت الاوجاع التي لم تفارقها ،لتنشر ظلالها السود على سنين عمرها التي قضت ،وثوب فجيعتها الاسود الذي يرفض ان يفارقها ،ليباغتها الظلم من جديد ،في مجزرة جديدة، وقبور جماعية جديدة ،مجزرة سبايكر ، التي هزت العالم بوحشيتها وقساوتها .
لتفجع الاف النساء العراقيات بجريمة قتل جماعي ،بحق ابنائهن نفذته عصابات الارهاب المقيتة ومن ابشع جرائم داعش الارهابية هي ارغام الفتيات على الزواج في مناطق سيطرة داعش عليها في تلك الفترة .اذ قام عدد من افراد في عصابات داعش من غير العراقيين بهذا الزواج البشع والذي نتج عنه اطفال من دون اوراق ثبوتية وارامل صغيرات في العمر ،بعد قتل ازواجهن الارهابيين ، او هربهم وتركهم لزوجاتهم واطفالهن لمصيرهن المجهول .
اختطاف وبيع النساء في سوق النخاسه
مصير مؤلم لحق بمئات العراقيات نتيجة اغتصابهن او اسرهن كسبايا من قبل تنظيم داعش الارهابي منهن من دفن تحت التراب او قتل او اغتصب حتى الموت واقام تنظيم داعش الذي يعد من اكثر التنظيمات الارهابية قسوة وبشاعه وبطشاً بالانسانية اقام اسواقاً لبيع النساء المختطفات ،واستبدال بعضهن ببعض واجبارهن على ترك اسرهن ،وانتزاع اطفالهن من بين احضانهن ليبيع ويشتري باجسادهن ، وتجريدهن من حقوقهن كبشر .
وبعد التطور الانساني الذي وصلت له الشعوب عادت الوحشية وقوانين الغاب الى الظهور ثانية ،في ابشع اشكالها لتتمثل بنكبة السبي، والاسر ،والمتاجرة بالنساء ،تعامل بعض العائلات مع المختطفات بيد تنظيم “داعش” ، على أنهن “عار واجب طمره تحت التراب”، لتستعيد العائلة كرامتها مرة أخرى، فبعد مرور اوقات عصيبة من الاغتصاب والتعذيب ،عانت كثير من السبايا العراقيات من الام رفض الاهل لها ، قصص كثيرة لا تعد ولاتحصى ،عن ماس يصعب على العقل البشري استيعاب حدوثها
معاناة التهجير
عانت النساء في العراق من ويلات الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي ،الذي فرض عليهن التهجير للهرب من بطش المجرمين وترك منازلهن ،والعيش تحت ظروف حياتية صعبة ،في المخيمات ، برفقةاطفالهن .
وتمثلت في جرائم القتل بحجة الدفاع عن الشرف ، فقد بينت الاحصائيات التي قامت بها منظمات تعنى بحقوق المرأة ،عن ارتفاع هائل في نسبه القتل بدعوى الدفاع عن الشرف في اقليم كروردستان ،وكما ارتفعت نسبة النساء اللواتي قمن بحرق انفسهن كنوع من رفض الحياة المريرة التي يعانين من عيشها ،كما وتنتشر ظاهرة ختان الفتيات الى وقتنا الحالي ،ففي معظم القرى في مناطق كرودستان ،على الرغم من تعالي صيحات المنظمات الانسانية الرافضة لهذه الانتهاكات بحق الطفولة ، والمرأة.
انجبن رموزاً للبطولة والشرف
ابطال عراقيون استشهدوا بطرق استثنائية تحمل بين طياتها رسالة تحولت الى رمز من رموز الفخر وخلدت تضحياتهم على مر التاريخ حيث سيذكر العراق طويلًا ويتناقل ذكر اسماء لابطال لن تمحو السنين اسماءهم نذكر منهم قصة نحر البطل العراقي الملازم ابو بكر السامرائي ،والذي انتشرت صور نحره واستشهاده المشرف ،مرفوع الرأس شامخاً ،منتصراً ،على من اراد له الهزيمة ، وصور الشهيد مصطفى العذاري ، المصاب الذي طافت به المجاميع الارهابية على ظهر مركبه ،في شوارع مدينة الفلوجة ، ليتجمهر الناس حوله ،ويشهدوا عملية قتلة ،مشنوقاً على حافة جسر ،كل هذه الالام واكثر ،تكبدتها المرأة العراقية كام وكاخت وكزوجة ، ومازالت شامخة صابرة معطاءة تقدم التضحيات من دون كلل اوجزع ،شهدت نهايه فلذات اكبادها المؤلمة على يد تجار الموت، والقسوة ومازالت تقدم الشهداء والتضحيات ،حتى يومنا هذا ، فشوارع العراق امتلآت بدماء ابنائها الثائرين ضد منظومة الفساد التي احكمت عليهم الخناق ، وسرقت خيرات بلدهم ومستقبلهم ، وخرجت العراقية لتعلن رفضها واسنادها لصرخات التحرر، فقدمت الخدمات الطبية ،ورفعت شعارات الرفض، والاستنكار ،وحضرت الطعام للثوار، وتجولت بينهم لتقديم كل مايمكنها منحه ،وتعرضت للخطف، والترهيب ومازالت واقفة لايهزها الخوف ،ولاترعبها العصابات ،بالرغم من تعرض الكثير من الناشطات المدنيات الى الخطف، والتخويف والمطاردة ، فتحية اجلال واحترام لك ايتها العراقيه المشرفه ومسيرة صبرك وقوتك مستمرة وستبقى مضرباً للامثال التي تتداولها الشعوب.