خلال مسيرة التصفيات الآسيوية.. مستوى منتخبنا بحاجة الى المراجعة

تعادل وصدارة ..

بغداد ـ سمير خليل:

لان مشاهدة منتخبنا الوطني يلعب تحت شمس نهائيات المونديال الكروي باتت في خانة الاحلام فان السعي للعب في هذه النهائيات اصبح الشغل الشاغل للجاهير الكروية في العراق التي مازال هذا الحلم يداعب مخيلتها فلابد ان نتابع مسيرة منتخبنا الوطني خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات المونديال المنشودة والتي ستحتضنها ملاعب قطر عام 2022، وهذه المسيرة مع الاسف مازالت تزرع المخاوف والقلق خاصة مع الصورة التي ظهر عليها منتخبنا خلال التصفيات الاولية للقارة الآسيوية، فاذا كان حال منتخبنا في هذه التصفيات لايلبي طموحاتنا فكيف اذا تاهل الى المرحلة الثانية والتي ستكون صعبة وحاسمة لذلك يحتاج منتخبنا والمستوى الذي يقدمه الى مراجعة متانية وسليمة اعتمادا على الامكانات البشرية المتيسرة من لاعبين ممكن ان يشكلو نواة لمنتخب قوي قادر ان يبدد المخاوف ويزرع الثقة والامان في نفوسنا وبإمكان الكادر التدريبي لمنتخبنا بمساعدة لجنة المنتخبات الوطنية في الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم اختبار عديد اللاعبين الذين يلعبون في فرقنا المحلية او يحترفون في فرق خارجية والاستعانة بامكاناتهم بجانب زملاؤهم الذين يشكلون كتيبة اسود الرافدين اليوم والذين يمتلكـون مهارات وإمكانات كبيرة ومع ذلـك فنحن نقف خلف منتخبنا ولاعبينـا الذيـن لن يبخلو بجهودهم ومواهبهـم وامكاناتهم فـي تحقيق الحلم المنشود ، مونديـال قطر 2022.
وبالعودة لتفيات المونديال فقد انتهت مباراة منتخبنا الوطني امام نظيره البحريني ضمن اطار الجولة الخامسة للمجموعة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر بالتعادل السلبي.
المباراة التي احتضنها ملعب عمان الدولي بالعاصمة الاردنية عمان وادارها الحكم السنغافوري محمد تقي بحضور جمهور غفير جله من العراقيين لم ترتقي للمستوى المطلوب وخاصة منتخبنا الذي لم يرتقي لمستوى لعبه امام نظيره الايراني يوم الخميس الماضي وفاز عليه بهدفين لهدف ،ورغم ان منتخبنا خاض مباراته امام البحرين بخطة لعبه المألوفة 1-5-4-1 وبتشكيلة لم تختلف عن مباراة ايران باستثناء مشاركة ضرغام اسماعيل بدلا عن علي عدنان المحروم فنيا وابراهيم بايش الذي حل محل صفاء هادي الذي عاد وحل محل بايش بداية الشوط الثاني ، تألفت هذه التشكيلة من محمد حميد الذي عاد لعرينه بعد خروجه مصابا في مباراة ايران وخماسي خط الدفاع الذي يقوده قائد المنتخب احمد ابراهيم بجانب ريبين سولاقا وسعد ناطق وجانبي الدفاع ضرغام اسماعيل وعلاء مهاوي ،خط الوسط تألف من همام طارق وابراهيم بايش (صفاء هادي) وبشار رسن وامجد عطوان ،وفي خط الهجوم كان مهند علي (ميمي) وحيدا.
ولان الرتابة كانت العنوان الابرز للمباراة فقد ظل مرمى الفريقين بعيدين عن الخطورة اغلب اوقات المباراة ولم يستطع لاعبونا فك شفرة الدفاع البحريني المتكتل والذي نجح بمنع وصول لاعبينا الى مرمى الحارس البحريني مما اضطر لاعبينا اعتماد الكرات الطويلة من جانبي الملعب عن طريق الدؤوب همام طارق من اليمين وابراهيم بايش وضرغام اسماعيل من اليسار ومن وسط الملعب عن طريق امجد عطوان وبشار رسن تحصل اثرها مهاجمنا ميمي على ضربتي راس امام المرمى البحريني ورأسية ثالثة عن طريق البديل علاء عباس ذهبت كلها خارج الخشبات الثلاث للمرمى البحريني فيما ارتكب سعد ناطق خطا عندما اشترك مع الحارس البحريني بكرة عالية وصلت من ركلة حرة في الوقت بدل الضائع للمباراة ،و انعدمت التسديدات من خارج منطقة الجزاء بسبب التكتل الدفاعي البحريني ايضا وكانت اخطر محاولاتنا كرة البديل علاء عباس التي ارتطمت بقائم المرمى البحريني عن الدقيقة 84، وكالعادة افتقد نجم هجومنا ميمي للاعب الذي يمده بالكرات كي يواجه مرمى الخصم ويشكل خطورة عليه ويعتبر ميمي هداف منتخبنا في هذه التصفيات بعد ان سجل 4 اهداف .
ويبدو ان مدرب منتخبنا كاتانيتش قد اقتنع بخطة لعبه التي تعتمد على مهاجم واحد هو ميمي ويبدو انه يصر على استمرار هذه الخطة التي سار عليها من سبقه واستمرت لاكثر من عقد من السنين بالاعتماد على النجم السابق يونس محمود وبالتالي فقد طبعت طريقة لعب منتخبنا بالميل الى الدفاع وهذا ماظهر جليا خلال مباريات التصفيات الحالية حيث خاض منتخبنا 5 مباريات سجل خلالها 9 اهداف وجوابا على من يقول انها حصيلة جيدة فعليه ان يأخذ بالاعتبار مستوى المنتخبات المنافسة وخاصة منتخبي هونغ كونغ وكمبوديا الذي تلقت شباكه 14 هدفا امام نظيره الايراني ،هذه الخطة ساهمت في عجز لاعبونا من الوصول للمرمى البحريني الذي تراجع كل لاعبيه للدفاع وترك لاعب واحد في الهجوم هو عبد الله يوسف وكان الاحرى بكاتانيتش ان يعزز الهجوم باكثر من لاعب عندما كشف المنتخب البحريني عن هوية لعبه وطابعها الدفاعي لكنه لم يبادر الى ذلك حتى الدقيقة 57 من عمر المباراة عندما قرر اشراك مهاجم ثاني هو علاء عباس بديلا للاعب الوسط بشار رسن .
مايخفف قلقنا وملاحظاتنا ان منتخبنا الوطني انهى جولة التصفيات في صدارة مجموعته برصيد 11 نقطة متفوقا على الوصيف البحريني بنقطتين ،ثم ايران بالمركز الثالث بست نقاط ومنتخب هونغ كونغ رابعا بخمسة نقاط ويتذيل المنتخب الكمبودي المجموعة برصيد خمسة نقاط .
لقاؤنا امام المنتخب البحريني حمل الرقم27 في تاريخ مواجهات المنتخبين وكان الفوز لمنتخبنا في عشرة لقاءات بدأت بالاول بين المنتخبين عام 1966 ضمن بطولة كاس العرب الثالثة والتي اقيمت في ملعب الكشافة ببغداد واكتسح منتخبنا نظيره البحريني آنذاك بعشرة اهداف ،فيما فاز المنتخب البحريني في خمسة لقاءات وحسم التعادل 12 مباراة بين المنتخبين.
ومن المؤمل ان يخوض منتخبنا الوطني مباراته المقبلة ضمن هذه التصفيات يوم الحادي والثلاثين من شهر آذار العام المقبل في ضيافة نظيره من هونغ كونغ يعود ويستضيف نظيره الكمبودي يوم الرابع من حزيران من العام المقبل ايضا، ويختتم مشوار التصفيات بزيارة نظيره الايراني في طهران في التاسع من نفس الشهروسيغيب لاعبنا همام طارق عن مباراة هونغ كونغ بسبب تراكم البطاقات الصفراء.
ولابد لقراءتنا حول الموضوع ان نلقي نظرة على المنتخبات التي ستتاهل من المجموعات السبعة الاخرى في هذه التصفيات والتي من المؤمل ان نكون ضمنها في المرحلة الثانية والحاسمة من هذه التصفيات ان شاء الله ،ففي المجموعة الاولى يبدو منتخبا سوريا والصين الاقرب الى التأهل فيما تتنافس ثلاثة منتخبات هي استراليا والكويت والاردن على صدارة المجموعة الثانية ونفس الحال بالنسبة للمجموعة الرابعة وصراع منتخبات اوزبكستان والسعودية وسنغافورة على الصدارة ،وقطر وعمان في المجموعة الخامسة واليابان وقيرغستان وطاجيكستان في المجموعة السادسة، وتتصارع منتخبات فيتنام وماليزيا وتايلند على زعامة المجموعة السابعة واخيرا تتنافس اربعة فرق في المجموعة الثامنة والاخيرة للظفر ببطاقتي التاهل وهي منتخبات تركمانستان ولبنان والكوريتين الشمالية والجنوبية .
ويتأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة من المجموعات الثمان وأفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثاني ليصبح المجموع 12 فريقا الى الدور الثاني والحاسم من تصفيات كأس العالم 2022 في قطر، تلعب هذه المنتخبات في مجموعتين تضم كل واحدة منها 6 منتخبات يتأهل الاول والثاني من كل مجموعة مباشرة الى نهائي المونديال فيما يخوض المنتخبان صاحبي المركز الثالث في المجموعتين مباراتين حاسمتين ليلعب الفائز منهما مع فريق قادم من امريكا اللاتينية او امريكا الوسطى وفي حالة الفوزتصبح حصة قارة آسيا 5 منتخبات في نهائي المونديال.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة