مواطنون ردوا بمقاطعة شراء البضائع والسلع التركية
السليمانية – عباس كاريزي:
فيما وسعت تركيا حربها ضد حزب العمال الكردستاني باستهداف عنصرين من قيادات حزب العمال الكردستاني بطائرة مسيرة على جبل ازمر بمحافظة السليمانية، دشن مواطنون ونشطاء حملة موسعة لمقاطعة السلع والبضائع التركية.
ودخلت الحرب التي تشنها الحكومة التركية ضد حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من جبال قنديل مقرا له، ويمتلك العديد منها في مدن اخرى داخل الاقليم، مرحلة جديدة بعد ان قامت الاستخبارات التركية عبر طائرة مسيرة بقتل قياديين في العمال الكردستاني، كانا في زيارة ترفيهية على جبل ازمر المطل على محافظة السليمانية.
ونقلت تركيا حربها ضد العمال الكردستاني، الى داخل المدن في اقليم كردستان، بعد ان كانت تخوض حربا على الشريط الحدودي، وتمكنت خلال العام الحالي 2019 من قتل واغتيال خمسة من اعضاء الهيئة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني الجناح السياسي لل (PKK).
وكانت الاجهزة الامنية قد نقلت الاسبوع المنصرم خبرا عن حدوث انفجار على جبل ازمر تسبب بمقتل اثنين من المواطنين، من دون ان تفصح عن تفاصيل واسباب الانفجار، الذي تبين لاحقا انه ناجم عن صاروخ اطلقته طائرة تركية من دون طيار على عنصرين من حزب العمال الكردستاني.
واعلن جهاز الاسايش (الامن) في الاقليم خلال بيان، ان حادثة التفجير على جبل ازمر كانت ناتجة عن قصف تركي لعنصرين من حزب العمال الكردستاني، دخلا الاقليم من دون موافقة رسمية.
وافاد البيان الذي تلقت الصباح الجديد نسخة منه، أن طائرة مسيرة استهدفت اثنين من كوادر حزب العمال الكردستاني باسمي دمهات عكيد وجميل آمد، يوم 15 من تشرين الاول اكتوبر الجاري وقتلهما وسط المواطنين بصورة بشعة.
واشار البيان، الى ان التحقيق الدقيق وجمع المعلومات اكد، ان اثنين من كوادر حزب العمال الكردستاني دخلا الى اقليم كردستان من دون علم الجهات الرسمية، عادا هذه الحادثة سابقة خطيرة لا تخدم الامن المشترك والتعايش بأي شكل من الاشكال».
وتابع البيان «نحن في الوقت الذي ندين فيه اي خرق لأراضي وسيادة العراق نطالب جميع الاطراف بعدم استخدام اراضي العراق واقليم كردستان للهجوم على اية دولة مجاورة».
من جانبها اعلنت لجنة العلاقات الخارجية في منظومة المجتمع الكردستاني عن استشهاد عضوين لها بقصف جوي بمدينة السليمانية في اثناء قيامهما بمهام دبلوماسية في المدنية.
وطالبت المنظومة في بيان سلطات اقليم كردستان بالتحقيق في الجريمة، وتوضيح كيفية وصول الطائرات التركية الى هذه المستوى من الانتهاك للأجواء وكشف الجهات الضالعة فيه.
وكانت مجموعة مسلحة تابعة لحزب العمال الكردستاني قد اختطف في الثالث من اب عام 2017 في حدود قضاء دوكان التابع لمحافظة السليمانية ضابطين من الميت التركي (الاستخبارات)، وتمكنت من اقتيادهم الى جبال قنديل، بتهمة التخطيط لاغتيال الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني جميل بايك.
وادى اختطاف الضابطين التركيين من قبل ال (PKK) الى تدشين مرحلة جديدة من الصراع بين تركيا والعمال الكردستاني داخل اقليم كردستان، وخصوصا في مناطق نفوذ الاتحاد الوطني، الذي كان يدعم العمال الكردستاني، قبل ان تمارس تركيا ضغوطات قاهرة عليه، منها اغلاق اجوائها بوجه الطائرات المتوجه من محافظة السليمانية، واغلاق ممثلية الاتحاد الوطني في انقرة، واتهام الاتحاد بفتح مناطق نفوذه بوجه تحركات العمال الكردستاني، الامر الذي دفع بالاتحاد الى التضييق على تحركات العمال الكردستاني والحد من نشاطاته السياسية والاستخبارية.
تأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، واعلن عام 1984 عن بدء الكفاح المسلح، ضد الحكومة التركية، وهو يمتلك منذ تلك الفترة مقارا وثكنات عسكرية في اقليم كردستان، وفشلت اغلب الحروب والحملات التي شنتها الاحزاب الكردية، وحتى الجيش التركي من اخراج العمال الكردستاني من تلك المناطق.
ووفقا لبعض الاحصاءات شبه الرسمية فان 658 قرية في اقليم كردستان و34% من مجموع مساحة محافظة دهوك، تقع تحت سيطرة العمال الكردستاني، التي يحظى قضاء العمادية بحصة الاسد منها، اذ ان هذا الحزب يسيطر على نحو 250 قرية من هذا القضاء، الذي يضم ايضا اكبر عدد من المقار والمعسكرات التابعة للجيش التركي التي تتركز، في «بامرني وديرلوك وكان ماسي».
حملة لمقاطعة المنتجات والسلع والبضائع التركية بدأت في مناطق واسعة من اقليم كردستان ومدن عالمية مع بدء الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا، وتطورت هذا الحملة لتشمل قطاعات اخرى كالسياحة والمواد الثقافية كالأفلام والدراما التركية، واعلنت مصادر سياحية في الاقليم عن الغاء العديد من الرحلات الجوية بين الاقليم وتركيا جراء عزوف المواطنين في الاقليم من السفر الى تركيا.
وناشد ناشطون وصحفيون واكاديميون جميع فئات المجتمع الى الاستمرار بالحملة على وفق مبدأ ان «عدم شراء منتج تركي يعني حماية فرد كردي باعتبار ان قيمة شراء البضاعة التركية تتحول الى اسلحة تدك في صدور الشعب كما يحصل في غربي كردستان.»
وقال سامال احمد وهو صاحب محل بقالة، انه لاحظ بان الطلب قل بنحو لافت على المنتجات والفواكه التركية، وهو ما اثر ايجابياً على المنتجات الاخرى لاسيما الوطنية.
وبين، «ان البضائع التركية تحتل منذ سنوات اسواق اقليم كردستان، لكن تبين مؤخراً، ان علبة الزيت غير التركي و قيمتها الفي دينار تباع بكمية اكبر من علبة الزيت التركي وقيمتها 1500 دينار.
و اضاف «انه بلا شك ستكون لهذه الحلة تأثير على الاقتصاد التركي، لكنه اكد على ضرورة ان تكون الحملة شاملة وتؤثر على منابع الاستيراد من تركيا».