كاظم مرشد السلوم
فلم المسرات والأوجاع للمخرج محمد شكري جميل، أحد الأفلام التي انتجت ضمن سلسلة أفلام بغداد عاصمة الثقافة، الفلم مأخوذ من رواية للروائي العراقي الكبير فؤاد التكرلي التي تحمل العنوان ذاته.
الفلم واجه صعوبات كبيرة منذ البدء بإنتاجه وتصويره، حيث سرقت الكاميرا الحديثة التي تم شراؤها خصيصا للفلم، الأمر الذي أدى الى تأخر تصويره لفترة ليست بالقصيرة، ولم يستأنف التصوير ألا بعد العثور على الكاميرا واستردادها، بعد كل ذلك وبعد الانتهاء من التصوير، ارسل الفلم الى أيران لوضع اللمسات الفنية الأخيرة عليه ضمن مرحلة ما بعد الإنتاج، لكي يكون جاهزا للعرض في العراق، لكن مشكلة جديدة واجهت الفلم، تتمثل بطلب الجانب الإيراني ما تبقى له من حقوق مادية ، لكي يسلم الفلم الى الجانب العراقي، وبعد ان استفسرت عن المبلغ المتبقي، لم أجده بذاك المبلغ الكبير الذي يمكن ان يؤخر تسلم الفلم ، قياسا على المبالغ الكبيرة التي صرفت على أفلام عديدة ضمن الفعالية نفسها ، وهي أفلام لم يشاهدها الكثيرون لضعف مستواها الفني والتقني، فمبلغ 79 مليون لا يقف عائقا امام استرداد فيلم يرى الكثيرون انه فلم جيد، كونه يستند الى واحدة من اهم روايات الراحل فؤاد التكرلي، إضافة الى ثقتهم بقدرات المخرج محمد شكري جميل، ومدير تصويره عمار جمال.
السؤال الذي يطرحه البعض، هل ان ميزانية الفلم قد نفدت بالكامل، بحيث لم يتبق منها ما يمكن ان يضمن تسديد مستحقات الجانب الإيراني، والم يكن من المفترض، ان تحسب جهة الإنتاج حساب ذلك قبل ان ترسله الى الجهة الإيرانية المعنية، لطبعه كونه صورا على شريط خام 35 ملم، حتى لا تقع في مثل هذا الإشكال، فالجانب الإيراني متمثل بشركة من حقها الطبيعي ان تطالب بأجورها، فهذه من شروط العمل التي يجب ان يتفق ويوقع عليها الجانبان قبل المباشرة به.
مباحثات عديدة جرت مع الجانب الإيراني، لم تفلح في استرداده لحد الان، الامر الذي يتطلب تدخلا فاعلا من قبل الجهات المعنية، بما يضمن إعادة الفلم، خصوصا وان المبلغ ليس بذاك المبلغ الكبير، لفلم تجاوزت ميزانيته المليار دينار، فقد تأخر كثيرا، ونحن أحوج ما نكون الى انتاج أفلام روائية طويلة يمكن لها ان تشارك في المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، حيث تخلو العديد من هذه المهرجانات من مشاركة سينمائية عراقية مهمة ، يمكن ان تحظى باهتمام الجمهور السينمائي والنقاد والتنافس على جوائز هذه المهرجانات.