أعلنت مسابقة صور الصحافة العالمية المرموقة عن الصور الفائزة في النسخة الثانية والستين، ذلك بعد إيداع 78,801 صورة من 4,738 مصوراً صحفياً حول العالم.
البداية مع الصورة التي حصدت لقب هذا العام، والتي تعد واحدة من أقوى صور العام الماضي فقد قلبت الرأي العام في يونيو حزيران الماضي وتجاوز تأثيرها قضية الخلاف، ألا وهي صورة الفتاة الصغيرة التي بكت على الحدود ‘Crying Girl on the Border’.
التقط تلك الصورة مصور Getty الأميركي John Moore في الثاني عشر من يونيو حزيران في ماكالين تكساس على خلفية سياسة عدم التسامح التي فرضتها إدارة ترامب على المهاجرين والتي تقضي بمحاكمة المهاجرين جنائياً، وفي بعض الحالات فصلهم عن أبنائهم.
وتصور تلك الصورة توقيف امرأة على الحدود مع المكسيك، وتظهر طفلتها ذات العامين وهي تبكي إلى جانبها، واللتان كانتا تسافران لمدة شهر عبر أميركا الوسطى والمكسيك حتى وصولهم للولايات المتحدة، واسهمت هذه الصورة في تأجيج الغضب ما دفع الحكومة إلى عكس القرار نهاية يونيو حزيران.
يقول جون مور الذي وصف التجربة في مقابلة تلفزيونية: يمكنني أن أرى الخوف على وجوههم وفي عيونهم. وفي أثناء تفتيش ساندرا ويانيلا طلب الضباط من الأم وضع طفلتها على الأرض، وفي تلك اللحظة انفجرت الطفلة بالبكاء، وعندها انحنيت وبدأت بالتقاط الصور وتوثيق تلك اللحظة قبل أن تنتهي.
واضاف: سمع معظمنا هنا عن أنباء نوايا إدارة الرئيس (ترامب) التي تخطط لفصل العائلات. ولم يكن لهؤلاء الناس أدنى فكرة عن تلك السياسة. لقد كان أمر التقاط هذه الصور صعباً جدا، علما بما سيحل بالأشخاص فيها لاحقاً.
بينما احتدم الجدال بشأن موضوع الهجرة في الولايات المتحدة، وُضعت صورة الطفلة الصغيرة الباكية جنباً إلى جنب مع صورة الرئيس (ترامب) الذي بدا أكثر حزماً وصرامة على غلاف إصدار يوليو تموز عام 2018 من مجلة (تايم)، وكتب على تعليق الصورة «مرحبا بكم في أميركا».
في وقت لاحق، اكتُشف أن الأم وابنتها لم يتم الفصل بينهما كشأن بقية العائلات المهاجرة، مما قاد الكثيرين إلى اتهام الصورة بأنها تروج لسرد خاطئ.
وأكد (مور) لشبكة CBS الإخبارية أن الضباط الذين شاهدهم تلك الليلة تصرفوا باحتراف كامل، وأضاف بأنه مازال سعيداً بالاستجابة الواسعة التي حظيت بها صورته وكذا بواقع وضعها على غلاف مجلة (تايم).
يقول (مور): في معظم الأحيان، يجرِ التحدث بشأن الهجرة بالأرقام والإحصائيات، وعندما تضفي وجها بشريا على الموضوع وتجعله إنسانياً، فأنت تجعل الناس يشعرون الواقع. وأضاف: عندما تجعل الناس يشعرون، فهم يتعاطفون، وإذا كنتُ أنا شخصياً قد قمت بالبعض من ذلك، فأنا راضٍ تماماً.
على الرغم من الجدل المحيط بها، فإن الحكام في المسابقة شعروا بأن هذه الصورة كانت رمزية مرتبطة بمشكلة عميقة وهي الهجرة غير الشرعية واللجوء، وأنها استحقت الجائزة التي نالتها بجدارة.
عن فئة أخبار عامة: ألبوم قصص، الجائزة الأولى بعنوان «أزمة اليمن» لـ (لورينزو تونيولي).
بعد أربع سنوات تقريبا من نشوب الصراع في اليمن، يقبع الآن 8.4 ملايين من سكانها في الأقل في خطر المجاعة، بينما يتواجد 22 مليون مواطناً —75 في المائة من السكان—في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، وذلك وفقا لهيئة الأمم المتحدة.
في سنة 2014، استولى المتمردون الحوثيون على المناطق الشمالية من البلد، مما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الرحيل إلى المنفى. انتشرت الصراعات على السلطة، وتصاعدت اكثر عندما شكلت المملكة السعودية تحالفا مع ثمانية دول عربية سنية لتشن هجمات جوية ضد الحوثيين. بحلول سنة 2018، قادت هذه الحرب لما أطلقت عليه هيئة الأمم المتحدة اسم «أسوأ أزمة إنسانية من صنع الإنسان».
قالت العربية السعودية بأن إيران ذات الأغلبية الشيعية هي من يمول الحوثيين بالسلاح والعتاد الثقيل، غير أن إيران نفت هذه التهم تماماً. فرض التحالف الذي قادته السعودية حصارا على اليمن، فارضة قيوداً على استيراد الطعام والدواء والوقود. زاد هذا النقص الحاد في المؤن من تأزم الوضع الإنساني في اليمن.
في الكثير من الحالات، لم تتسبب عدم وفرة الطعام في وصول البلد إلى مشارف المجاعة، بل تسبب في ذلك غلاء الأسعار بنحو خيالي، حيث ارتفعت أسعار الطعام لتصبح بعيدة جدا عن متناول معظم اليمنيين، كما ارتفعت أسعار النقل بسبب ندرة الوقود، وانهارت العملة الوطنية، وغيرها الكثير من المشاكل العويصة.
عن فئة مشكلات عصرية: ألبوم قصص، الجائزة الأولى بعنوان «مباركة هي الثمار: معاناة إيرلندا لعكس قوانين الإجهاض»، لـ (أوليفيا هاريس).
ترسم فنانة الغرافيتي (شيراني بول) بورتريه عن (سافيتا هالابانافار)، وهي امرأة توفيت عام 2012 بعد أن رفضت المشافي إجراء عملية إجهاض لها في العاصمة (دبلن) في إيرلندا. في الخامس والعشرين من مايو 2018، صوتت إيرلندا بالأغلبية العظمى لعكس قوانين الإجهاض في البلد، التي تعد من بين أكثر القوانين تشددا في هذا الصدد في العالم.
أسفر عن استفتاء جرى في سنة 1983 صدور التعديل الثامن على الدستور الإيرلندي الذي يدعّم حظر الإجهاض، حتى عندما يتعلق الأمر بالحمل بعد اعتداء أو إبان سفاح القربى. قبل صدور هذا الاستفتاء؛ كان ما يقارب 3000 امرأة يسافرن سنويا إلى المملكة المتحدة من أجل الإجهاض.
في سنة 2012، بعد أن توفيت (سافيتا هالابانافار) بسبب تلوث الدم والإنتان إثر رفض الأطباء إجراء عملية إجهاض لها، شكل النبأ صدمة لكامل إيرلندا التي ظل المواطنون فيها يشنون حملات غاضبة تنادي بإنهاء هذا الحظر. أصبح اسم (سافيتا هالابانافار) قريناً بالحركة التي تنادي بإبطال التعديل الثامن.
توسعت بوتقة الحملات المناهضة مجادلة بأن الحد من حرية النساء في هذا الشأن يؤثر على الجميع في المجتمع، وأن دعما من الرجال أيضاً كان أكثر من ضروري من أجل إحداث التغييرات المطلوبة.
استعمل المناهضون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسالتهم، ثم نقلوا الاحتجاجات إلى الشوارع. تقريبا ظهر ثلثا الشعب الإيرلندي أمام مكاتب الاقتراع من أجل المشاركة في الاستفتاء، فصوتت نسبة 66.4 في المائة لصالح إلغاء الحظر على الإجهاض. بحلول نهاية تلك السنة، وقع الرئيس الإيرلندي على مشروع قانون جديد جاعلاً الإجهاض لكل حالة حمل لا تزيد على 12 أسبوعاً متاحاً بالمجان للجميع.
عن فئة أنباء مرصودة: ألبوم قصص، الجائزة الأولى بعنوان «قافلة المهاجر»، لـ (بيتر تن هوبين).
خلال شهري أكتوبر تشرين الاول ونوفمبر تشرين الثاني لعام 2018، انضم الآلاف من سكان أميركا الوسطى إلى قافلة مهاجرين متجهة نحو حدود الولايات المتحدة الأميركية. غادرت هذه القافلة التي تجمع أفرادها عبر إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، (سان بيدرو سولا) في الهندوراس في 12 أكتوبر تشرين الاول، وبينما شاع الحديث عنها انضم إليها المزيد من الأشخاص من نيكاراغوا، والسلفادور، وغواتيمالا.
لقد كان هؤلاء مزيجاً من أشخاص عانوا من القمع السياسي والاضطهاد، والذين فروا من الظروف الاقتصادية القاسية على أمل العثور على حياة أفضل.
كان السفر ضمن قافلة يمنحهم نوعاً من الأمان على درب كان المهاجرون فيه سابقاً يختفون أو يجري اختطافهم، كما كان الأمر بديلاً لدفع مبالغ طائلة لمهربي البشر. تغادر قوافل المهاجرين باتجاه حدود الولايات المتحدة في أوقات مختلفة من السنة، غير أن هذه التي تظهرها الصور أعلاه تعتبر أكثرها من حيث التعداد في الوقت الحديث، حيث بلغ عدد أفرادها 7000 مهاجر بصحبتهم حوالي 2300 طفل، وذلك وفقاً لوكالات هيئة الأمم المتحدة.
الظروف على طول الدرب قاسية جداً، حيث يمشي المهاجرون على أقدامهم مسافة 30 كلم يومياً، وذلك غالبا تحت حرارة تتجاوز 30 درجة مئوية. تنطلق القوافل عادة حوالي الساعة الرابعة فجراً من أجل تفادي حرارة الشمس الحارقة.
عن فئة مشاريع على المدى الطويل: ألبوم قصص، نال الجائزة الأولى وحمل عنوان «أومئ لنا عن الوطن» لـ (ساره بليزنر).
يشكل التعليم الوطني القومي، الذي غالبا ما يتأسس فوق قاعدة ذات أهداف عسكرية، العمود الفقري للعديد من البرامج الموجهة للصغار في كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية. في أمريكا، بالإمكان اعتبار رسائل على شاكلة «أميركا أولاً» أنها لا تقتصر على مجرد كونها القوة الدافعة خلف الحركات السياسية للبالغين، بل أنها تصدح بها المخيمات والنوادي المنتشرة في مختلف أنحاء البلد التي تعنى بالأطفال والشباب الصغار من أجل تعليمهم معنى أن تكون أميركياً.
في روسيا، تشجع الحكومة على تأسيس النوادي والمخيمات القومية الوطنية، ففي سنة 2015، أمر الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) بإنشاء حركة طلابية روسية تهدف إلى تكوين شخصيات الشباب عبر تعليمات وبرامج تستهدف الأيديولوجية، والدين، والاستعداد للحرب. أُطلق على هذا البرنامج اسم «التعليم القومي للمواطنين الروس 2016-2020»، والذي كان الهدف منه رفع القومية الوطنية بين الشباب بنسبة ثمانية في المئة، وكذا رفع نسبة التجنيد والانخراط في صفوف القوات المسلحة بنسبة عشرة في المئة.
زارت المصورة هذه البرامج الموجهة للصغار في كل من الولايات المتحدة وكذا المدارس الصيفية والمخيمات الصيفية العسكرية في روسيا. تهدف سلسلة صورها هذه إلى استخدام هؤلاء الشباب الصغار وحياتهم على أنها نقطة محورية في حوار مفتوح حول أفكار سيتم غرسها في الأجيال القادمة، وكذا تفحّص الطريقة التي يستجيب وفقاً لها هؤلاء الشباب الصغار للمجتمع المعاصر.
عن فئة الطبيعة: ألبوم قصص، الجائزة الأولى بعنوان «الصقور والتأثير العربي»، لـ (برينت ستيرتون).
تعيش ممارسة الصيد باستخدام الصقور، التي يبلغ عمرها ألف سنة، عودة قوية في شتى أنحاء العالم، خاصة كنتيجة للمساعي الحثيثة في العالم العربي. تعترف هيئة اليونيسكو الآن بالصيد باستخدام الصقور على أنه إرث إنساني ثقافي، وهو لقب لم يتم منحه لأي رياضة صيد أخرى.
ساعد تناسل الصقور في الأسر على التقليل من المتاجرة بالصقور التي تؤسر في البرية، بما في ذلك بعض الأنواع المهددة بالانقراض. غير أنه مازالت بعض الصقور في البرية تواجه خطر الأسر وبعض عوامل التغير المناخي الأخرى، وكذا أخطار التعرض للصعق الكهربائي بسبب خطوط التيار الكهربائي سيئة التصميم، وكذا تقلص مساحة بيئتها الطبيعية، وتعرضها للمواد الكيميائية الزراعية.
عن فئة بورتريهات: ألبوم قصص، الجائزة الأولى بعنوان «أرض إيبيجي»، لـ (بينيديكت كورزن) و(سان دي ويلد).
يوجد في نيجيريا أعلى نسبة توائم في العالم، بشكل أخص بين شعب الـ(يوروبا) في الجنوب الغربي.
في بلدة (إيغبو-أورا) في الجنوب الغربي، التي يطلق عليها لقب «موطن التوائم الوطني»، يقال أنه يوجد في الأقل توأم واحد تقريباً في كل عائلة. في سنة 2018، استضافت البلدة مهرجاناً للتوائم، الذي حضره أكثر من 2000 زوج من التوائم.
يطلق على المولود الأول من التوائم عادة اسم (تايو)، الذي يعني «أن تتذوق طعم العالم أولاً»، بينما يطلق على التوأم الثاني من ناحية الترتيب اسم (كيهيندي)، التي تعني «الوصول بعد الأول».
طورت المجتمعات عدة ممارسات ثقافية مختلفة استجابة لنسبة مواليد التوائم المرتفعة، تنوعت هذه الممارسات بين التبجيل والشيطنة. في أزمنة سابقة، كان التوائم في بعض المناطق يعتبرون شراً ونذير شؤم، وكان يتم ذمهم أو قتلهم عند الولادة. في أيامنا هذا، يحتفى عادة بوصول التوائم، وأصبح الكثيرون يؤمنون بأنهم فأل خير وجالبون للحظ والوفرة.
عن فئة الطبيعة: الجائزة الأولى بعنوان «حصاد سيقان الضفادع»، لـ (بينس ماتي).
تظهر في الصورة أعلاه الضفادع مع سيقانها المتضررة جدا والمحاطة ببيض الضفادع بينما تكافح من أجل الوصول إلى سطح الماء، وذلك بعد أن تم رميها فيه مجددا في (كوفانسا) شرق (كارباثيانس) في رومانيا في شهر أبريل نيسان.
يجري حصاد سيقان الضفادع بشكل روتيني من أجل الغذاء في الربيع، وذلك عندما يتجمع الذكور والإناث من أجل التكاثر. تتعرض السيقان بعض الأحيان للضرر بينما ما يزال الحيوان على قيد الحياة. يتم بيع ما قيمته 40 مليون دولار من سيقان الضفادع سنوياً، مع مشاركة الكثير من البلدان حول العالم في هذه التجارة.
تجني نسبة قليلة من السكان في جبال (كارباثيان) في رومانيا قوتها من خلال جمع سيقان الضفادع في البرية وبيعها.
عن فئة بورتريهات: الجائزة الأولى بعنوان «موضة داكار»، لـ (فينبار أورايلي).
تظهر في الصورة أعلاه (ديارا ندياي)، و(نديي فاتو مبايي)، و(ماريزا ساكو) وهن يعرضن ثياباً مصصمة من طرف المصمم (أداما باريس)، في شارع «المدينة» في العاصمة السينغالية داكار، وذلك كله تحت أنظار المقيمين الفضوليين.
إن داكار هي مركز نامي للموضة الفرانكو-إفريقية، وهي موطن Fashion Africa TV، أول محطة تلفاز مخصصة للموضة في القارة كلها. يتضمن أسبوع الموضة السنوي في العاصمة داكار عرضا جميلاً في الشارع، وهو مفتوح على الجميع ويحضره الآلاف من جميع أنحاء المدينة.
عن فئة مشكلات معاصرة: الجائزة الأولى بعنوان «الكوبيات الصغيرات»، لـ (ديانا ماركوزيان).
تتجول (بورا) في حيّها الذي تقطن فيه على متن سيارة مكشوفة الغطاء، بينما يتجمع المجتمع المحلي من أجل الاحتفال بعيد ميلادها الخامس عشر، في (هافانا) بكوبا. يعتبر عيد ميلاد الفتاة الخامس عشر تقليداً محليا في كوبا يعبر عن انتقالها من الطفولة إلى كونها امرأة. إنه طقس عبوري جندري، تقليديا يستظهر نقاوة الفتاة واستعدادها للزواج.
أصبحت العائلات تنفق الكثير في مثل هذه الاحتفالات، غالبا ما تحتفي بها من خلال إقامة حفلات فاخرة. تتصنع الفتاة في ملابس أميرة تعيش حياة سعيدة وخيالية مثل القصص المصورة.
في كوبا، تحول هذا التقليد إلى أداء عروض تتضمن التقاط الصور وتصوير الفيديوهات، وغالبا ما يتم توثيقها في ألبوم للصور.
تتميز حفلة عيد ميلاد (بورا) الخامس عشر بنوع من التحدي، ذلك أنه منذ بضعة سنوات في الماضي، تم تشخيصها بورم سرطاني في الدماغ، وأُخبرت بأنها لن تتجاوز سن الثالثة عشر من عمرها.