الفنانة هناء محمد:
سمير خليل
منذ صغرها افصحت عن موهبة واعدة، دخلت الاذاعة وهي صبية صغيرة، وبدأت من قسم برامج الأطفال في اذاعة بغداد، لكنها فرضت نفسها وأصبحت نجمة تلفزيونية وسينمائية ومسرحية.
في السينما لها دور رئيس في فيلم (النهر) وكذلك فيلم (الرأس) وفي المسرح قدمت مسرحية (حرم صاحب المعالي) وفي التلفزيون قدمت (الاماني الضالة) وغيرها الكثير. لها تجارب مسرحية وتلفزيونية عربية في الاردن والكويت وقطر وسوريا، عملت في أكثر من (150) عملا».
اقتحمت عالم الانتاج الفني ونجحت فيه انها الفنانة هناء محمد التي تحدثت عن حال الدراما العراقية اليوم ووجدت انها في تراجع مستمر بسبب قلة الإنتاج، وقلة الانتاج مرتبطة بقلة التمويل، وتقول: هنا يجب ان تأخذ الفضائية العراقية دورها في دعم الدراما كونها تابعة للدولة لكنها لا تنتج اعمالا درامية بحجة عدم توفر الامكانية المالية، لماذا لا تتدخل الدولة وتضع موازنة خاصة بالدراما؟ وبالنسبة للقطاع الخاص، انا جربت ان اعمل بالقطاع الخاص، قدمت نصوصا جيدة لأكثر من فضائية عراقية كي ادخل كمنتج منفذ، لكنني جوبهت بالرفض وانا وحدي لا يمكنني تحمل تكاليف انتاج عمل درامي كبير، وإذا تتحدث عما يعرض اليوم فليست هناك مسلسلات درامية بل برامج تمثيلية والتبرير منطقي لإنتاج هذه البرامج، لأنها لا تكلف تكلفة انتاج مسلسل كبير يحتاج الى امكانيات انتاجية كبيرة، في فترات سابقة كنا نشهد ثلاثيات، او رباعيات تمثيلية، لكنها اليوم اختفت ايضا، مع الاسف أجهضوا الدراما تماما».
- وماذا عن المسرح؟
- الحال نفسه لكن هناك ومضات مسرحية تبعث الامل مثل التجارب الناجحة لبعض المخرجين مثل غانم حميد، وسنان العزاوي، وعزيز خيون، وعواطف نعيم، كما يوجد ممثلون كبار، لدينا اليوم مسرح تجريبي لكنه لا يغني ولا يسمن، كون مسرحياته تعرض فقط ليوم او يومين ثم تسافر لتمثل العراق في المهرجانات العربية والعالمية لأنها قليلة التكاليف».
- هل يمكن ان يكون الانتاج العربي المشترك أحد الحلول لإنعاش الدراما والمسرح؟
-يخدمنا كثيرا، لكن لا احد يستدعينا بحجة ان اسم الممثل العراقي لا يسوق، لذلك يستقدمون ممثلين من مصر وسوريا ولبنان، الحال نفسه بالنسبة للدراما الخليجية التي تعيش فترة زاهية، فقط الفنانة ميس كمر دخلت الدراما الخليجية وهي فنانة مبدعة وملتزمة وتستحق كل التقدير، لكن اقامتها في الكويت ساعدتها ان تعمل في التلفزيون الخليجي، ومع ذلك فهي تعمل في عمل واحد طوال الموسم، قبل ذلك كانت هناك تجربة مسرحية في الكويت لفنانينا الكبار، منهم الراحلة امل طه ومحمد حسين عبد الرحيم مع الفنان الكويتي داود حسين، وللأمانة اذكر سرا لأول مرة هو انني كنت المرشحة للعمل في تلك المسرحية، لكنني اعتذرت بسبب ارتباطاتي ورشحت بدلا عني الفنانة الراحلة امل طه». - أبرز المخرجين الذين تفضلين العمل معهم وأبرز اعمالك؟
-صحيح ان المخرج مهم في العمل، لكن قل اي النصوص تفضلين، النص الجيد اساس العمل، لو كان ورق النص مكتوبا بنظافة، بطريقة مثقفة، معالجة جيدة هذا هو النص الذي يغويني، مثل كتابات صباح عطوان، اما عن اعمالي فهي باقية في الذاكرة برغم ضياع الأرشيف، وانا اعتز بكل اعمالي لأنها لم تفرض علي، بل عملت فيها برغبتي وقناعتي، تحضرني سهرة تلفزيونية للمخرج الكبير الاستاذ صلاح كرم، وكانت من بطولة الفنانة الرائعة هند كامل التي جسدت دور دكتورة فيها، وانا احدى المريضات الريفيات واسمي (رهن)، مشهد واحد لكنه باق في ذاكرة المشاهد العراقي وذاكرة المخرج صلاح كرم وذاكرتي ايضا». - هل ما زلت بالحماسة نفسها؟ وما هو جديدك؟
الروح نفس الروح، وكذلك الحماسة لكن للعمر احكام، لدي تجارب مسرحية جادة مع الفنانين المخرجين سنان العزاوي، وكاظم نصار، وحاليا اتدرب في مسرحية كتبها الكاتب المسرحي المبدع علي عبد النبي الزيدي، ويخرجها المخرج غانم حميد واسم المسرحية «the home» برفقة ممثلين كبار محمد هاشم، والمخرج المسرحي سنان العزاوي، وكلوديا حنا، وهي لنقابة الفنانين، ومن المؤمل ان تعرض خلال مهرجان بغداد للمسرح العربي خلال شهر تشرين الثاني المقبل».