مديرية جوازات السليمانية خلية نحل تعمل من دون كلل على انجاز معاملات المواطنين

حصلت على المرتبة الأولى في القضاء على الروتين والبيروقراطية

السليمانية ـ عباس كاريزي:

تمكنت دائرة جوازات محافظة السليمانية عبر عمل دؤوب مهني متواصل خلال سنوات عملها السابقة، من تغيير الانطباع السائد لدى المواطنين والمراجعين حول تجذر الروتين والفساد والبيروقراطية في دوائر ومؤسسات حكومة الاقليم، لتمنح بذلك املا بالقدرة على اجراء الاصلاحات والقضاء على الفساد في دوائر ومؤسسات البلاد، عبر الاخلاص والتواصل الحضاري مع المواطنين.
الزائر لدائرة جوازات محافظة السليمانية يتولد لديه انطباع اخر، بعد ان يرى وجود انسيابية عالية ومهنية وعدالة ومساواة في انجاز وتمشية معاملات المواطنين دون تمييز او تفرقة، تجد ان الدائرة اشبه بخلية نحل تنجز معاملات المواطنين، دون كلل او ملل تقوم حتى ساعات متأخرة، لما بعد الدوام الرسمي، بانجاز معاملات عدد كبير من المراجعين، الذين يزورون دائرة جوازات السليمانية لانجاز معاملاتهم، وخصوصا في مواسم اقبال المواطنين على السفر خارج البلاد للسياحة والاصطياف.
وجدنا خلال زيارتنا للدائرة مع ساعات الصباح الاولى وجود حشد هائل من المواطنين وقفوا في طابور طويل امام الدائرة، بانتظار بدء الدوام الرسمي لانجاز معاملاتهم، وبعد دقائق معدودات من بدء الدوام الرسمي اي في الساعة 8 والنصف، اختفى الزحام وتلاشت الجموع وتوزع الطابور الطويل الذي دخل الدائرة، بين القاعات والغرف المخصصة لتمشية معاملاتهم، وفقا لنظام التسلسل الالكتروني.
العميد الحقوقي سالار عبد الله محمد علي مدير عام دائرة جوازات السليمانية، الذي لا يجلس الا نادرا على مكتبه الكائن في الطابق الرابع من دائرة الجوازات، ويفضل ان يقف على طاولة وسط قاعة خارج مكتبه للاجابة على تساؤلات المراجعين وتمشية معاملاتهم، ويقف اربعة او اكثر من الضباط رفيعي المستوى الى جانبيه ليتلقوا توجيهات منه بانجاز معاملات المراجعين، منح الصباح الجديد جزءا كبيرا من وقته مجيباً على كثير من التساؤلات التي تولدت لدينا عن كيفية تمكنه من انجاز معاملات هذا الحشد الهائل من المراجعين يومياً، بعيدا عن الروتين والفساد والمحسوبية، وفقا للقوانين والتعليمات المرعية في العراق واقليم كردستان.
قال للصباح الجديد التي فضلت تأجيل اجراء الحوار معه الى الساعات الاخيرة من نهاية الدوام الرسمي، نظرا لانشغاله بتمشية معاملات المواطنين، وسألته بداية عن السر الذي يقف وراء نجاح الدائرة في انجاز معاملات المواطن في اليوم نفسه ، وعدم خروج اي مراجع دون الانتهاء من معاملته، اذا ما كانت مستوفية للتعليمات والاوراق الثبوتية المطلوبة.
يقول العميد الحقوقي سالار عبد الله «اننا يوميا نستقبل بين ستمئة الى سبعمئة مراجع يزورون الدائرة لانجاز معاملاتهم، بدورنا سخرنا جميع الامكانات لانجاز معاملات المواطنين الراغبين في الحصول على جواز سفر، لذا قمنا بتمديد ساعات العمل في دوائرنا الى الساعة السادسة مساء، لان الدوام الرسمي ينتهي في الساعة الثالثة من بعد الظهر، الا ان الدوام يستمر عبر موظفين يعملون مساءا لغاية الساعة السادسة، ولدينا فريق يستمر بانجاز مراجعات المواطنين، لان نهجنا وسياستنا تتمثل بانجاز معاملات المراجعين المتواجدين داخل الدائرة اياً كان عددهم، ولانسمح بان يعود اي مراجع دخل الدائرة دون ان نكمل معاملته.
وحول منح مواعيد اسبوعين او اكثر لتسلم المواطن جواز سفره بعد الانتهاء من معاملاته، يشير العميد الحقوقي سالار عبد الله، ان الدائرة تمنح بين 500 – 600 جواز سفر للمواطنين يومياً، وان اعطاء مواعيد متأخرة للمواطنين لتسلم جوازات سفرهم، مرده الى ان الحكومة الاتحادية، لغاية 31/12/2018 لم يكن لديها اي اشكال في منح جوازات السفر للمواطنين، فور انهاء معاملتهم، بعد ان كانت تنتج في المانياً، الا انها ابرمت مؤخرا عقدا مع الحكومة الالمانية، واشترت منها معملاً لإنتاج دفاتر جوازات السفر، وهو الان يعمل تحت التجربة، ولديه بعض المشكلات الفنية والميكانيكية، وان هذه المعمل ينتج اسبوعيا 50 الف دفتر جواز سفر، وهو ما لا يكفي لسد حاجة مديريات الجوزات في شتى المحافظات، اضافة الى السفارات والممثليات في دول العالم المختلفة.
واشار عبد الله، الى ان مديريته منحت خلال الاشهر الست الاولى من العام الحالي 2019، 13 الف و939 جوازا للمواطنين، وانشأت قسماً لمراجعة ملفات المراجعين والتأكد من استيفائها للاجراءات القانونية، منعا لحصول تلاعب او تجاوز من قبل المراجعين او الموظفين، لكي لا يقع المواطن تحت طائلة المحاسبة القانونية، او يخضع لأي ابتزار قد يحصل من قبل الموظفين.
واضاف مدير عام دائرة جوزات السليمانية، «دائرتنا انشأت قسما مختصاً بانجاز معاملات ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والمعوقين، لضمان منحهم جوازات السفر باسرع وقت ممكن»، واردف «كما قمنا بإنشاء فريق متجول تحت مسمى «موبايل تيم» يقوم بزيارة الراقدين في المستشفيات والمواطنين غير القادرين على مراجعة دائرة الجوازات، لانجاز معاملاتهم، دون الحاجة لكي يزور المواطن الضرير او المقعد او الراقد في المستشفى دائرة الجوزات».
واضاف، ان الدائرة لديها فروعا في ادارتي رانية وكرميان وحلبجة وهي تخطط لفتح فرع جديد في مدينة جمجمال قريباً.
وعبر عبد الله عن اسفه من ان جواز السفر العراقي بمراتب متدنية في ترتيب اقوى جوازات السفر عالمياً، عازياً ذلك الى سببين، الاول نوعية جواز السفر الحالي، التي قال انها غير جيدة وتفتقر الى بعض مواصفات الجودة عالميا، الامر الذي يجعل منه عرضة للتلاعب والتزوير، وهو ما دفع بالحكومة العراقية الى العمل على اعتماد جواز سفر الكتروني حديث، سيحتوي على رسوم تعريفية للمعالم الحضارية والتاريخية لكل محافظة من المحافظات العراقية، مضيفاً « السبب الثاني وراء ضعف الجواز العراقي يكمن في بروز المشكلات الامنية والسياسية والادارية التي يواجهها العراق».
مواطنون وبينما اشادوا بعمل الموظفين والمراتب وتعاملهم الانساني مع المراجعين في الدائرة، وعدم وجود لأية مظاهر للرشى والابتزار في دائرة جوازات السليمانية، عبروا عن استغرابهم من استحصال مبلغ 30 الف دينار من المراجع، وتسليمه صكاً ب 25 الف، مشيرين الى ان الـ 5 الاف التي يستوفيها البنك لقاء تمشية معاملات المواطنين كثيرة، اضافة الى 10 الاف اخرى يدفعها المراجع لكاتب العرائض امام الدائرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة