لتجنب مواجهة مباشرة مع “داعش”
متابعة الصباح الجديد:
نقلت وسائل إعلام تركية، امس الثلاثاء، عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إن “الجيش التركي يعد خططاً لاحتمال إقامة منطقة عازلة على الحدود الجنوبية للبلاد في مواجهة تهديد متشددي تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا”.
وقال مسؤول في الرئاسة التركية في تصريح تابعته “الصباح الجديد”، أن “أردوغان أدلى بمثل هذه التصريحات لكنه لم يحدد أين يمكن أن تقام المنطقة على امتداد الحدود، ولم يكشف مزيداً من التفاصيل”.
ونقلت محطات التلفزيون التركية عن أردوغان قوله للصحفيين على متن طائرته لدى عودته من زيارة رسمية لقطر إن “الحكومة تدرس الخطط وستقرر ما إذا كانت مثل هذه الخطوة ضرورية”.
واوضحت تركيا وهي عضو في حلف شمال الاطلسي، انها لا تريد دورا على خط الجبهة في ائتلاف عسكري تحاول الولايات المتحدة تجميعه لقتال متشددي “داعش” في كل من العراق وسوريا.
وقال مسؤولون بالحكومة انه “مما يقيد حركة تركيا وجود 46 رهينة، من بينهم دبلوماسيون وجنود واطفال، لدى التنظيم، بعد خطفهم من القنصلية التركية في مدينة الموصل في حزيران الماضي”.
لكن انقرة تتعرض لضغوط لوقف تدفق المقاتلين الاجانب الذين يعبرون اراضيها للانضمام الي المتشددين؛ ومنع تنظيم “داعش” من الحصول على الاموال من جراء بيعه في النفط المهرب، الذي يقول محللون ان بعضه يمر في اراض تركية.
وفيما يتعلق بمواقف الاميركيين من التقاعس التركي عن الاشتراك في جهود مقاتلة “داعش”، انتقدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية سياسات تركيا تجاه التنظيم، ورفضها التوقيع على وثيقة التحالف الذي تقوده واشنطن بهدف القضاء عليه، التي وقعتها 10 دول عربية وأميركا في جدة بالسعودية مؤخرا.
وقال مسؤولون اميركيون ان بضع دول عربية عرضت الانضمام الي ضربات جوية الي تنظيم الدولة الاسلامية لكنهم امتنعوا عن الكشف عن اسماء تلك الدول.
وتعهدت عشر دول عربية اثناء اجتماع بمدينة جدة السعودية الاسبوع الماضي بالمشاركة في الائتلاف العسكري دون تحديد ما هي الاجراءات التي ستتخذها. ولم توقع تركيا البيان الختامي للاجتماع.
وقالت الصحيفة في موضوع تابعته “الصباح الجديد”، انه “وكما حصل في السابق واضطرت واشنطن للبحث عن طرق بديلة لتوجيه ضربات جوية ضد العراق؛ بهدف إسقاط نظام صدام عام 2003 بعد أن منعتها تركيا من استعمال أراضيها لهذا الهدف، فإن عليها الآن أيضًا أن تبحث عن بدائل وطرق أخرى لاستعمالها في القضاء على تنظيم داعش، ولأن تركيا تملك حدودا برية تصل إلى 1200 كم مع كلٍّ من العراق وسوريا؛ فبإمكانها تقديم دعم يفوق الدعم الرمزي، لكن تركيا ترفض استخدام أراضيها لشنّ هذه الحملة”.
وخلصت “وول ستريت جورنال”، الى ان “الخيار الأمثل في هذه المسألة هو الكرد، حيث إنهم أبدوا استعداداهم لتقديم الدعم وإرسال القوات خلافًا لكل الحلفاء المعهودين، فقد آن الأوان لنقل قاعدة انجرلك التي تستضيف الجنود الأميركيين منذ ستين سنة في تركيا إلى إحدى القواعد الجوية في أراضي الكرد بالعراق؛ لأن أنقرة لم تعد حليفا لواشنطن كما كانت، وهذا الأمر يعني أن الولايات المتحدة لم يبقَ أمامها خيار آخر في الشرق الأوسط” .
و انجرلك، هي أكثر القواعد العسكرية شهرة في تركيا مع دخول تركيا إلى حلف الناتو في إطار اتفاقية 1954 وتعد من أهم القواعد الأميركية في الشرق الأوسط؛ وقد استعملت بشكل واسع في الحرب على العراق، كما تعد من أضخم القواعد الجوية لحلف الأطلسي المقامة على الأراضي التركية.