وسام علي
مدينةُ الكلاب, مدينة الرايات المرقطة بألذ العظام ,مدينة الحاويات المؤثثة بما لا يصلح أكله من الأجساد ,مدينة بلا أجساد ,مدينة الأجساد الراكعة بسيرها خلف ذيول تمضي وراء ذيول وراء ذيول وراء ذيول ,ذيول تنتهي عند رؤوس بأنوف تتبع الروائح التي تجعل هذه المدينة تعج بالكلاب .
أين مصدر هذه الروائح ؟
من يبعثها ؟
لا أحدَ يعوي ,لكن الجميع يدرّب فكّيه على المضغ اذا ما وقف احدٌ على ساقيه الخلفيتين .
أخذوا استراحة
لا شم
لا مضغ
لا لهاث
لا ذيول تتحرك
اذان مثلثة تطوى لتصبح اكثر إنسانية
رؤوس تستريح على العشب الناقع ببول الصباحات المقلقة
الجو هادئ ليس كجثة .
صباح مدينة الكلاب يبدأ بكسل الأنوف وهي تتفقّد ما يحيطها ,كلُّ شيءٍ على حاله ,الوقت صالح لقيلولة في ظل يابس ,قيلولة لا يُعكرها صوتُ سوطٍ او جعير أطفال مذعورين في تعلم السير على أربع .
سر وسيتدبر أمر الذيل عند بلوغك الحلم
حلم او كابوس ؟
تسير فيه في قرية نساء عراة برؤوس مكيسة بالأسود
قف ,ارفع رأسك وستذبح
أهرب وستلهثُ رئتاك على سيجارة
سجائر هي اصابع من لم ينجُ .
صباح آخر ينتهي في طابور ما ,كان أيقاظ مبكرا حيث وصلت الدفرات المطرزة بأجراس لتنبيه الهائمين بالركض وراء الرائحة التي تجعل منك كلبا فخورا في قطيع فخور بقطع مسافة تعادل نمو ذيل كبير القطيع .
أيتها الظهيرة الهادئة كسكين
أيتها الشمس المنتبهة لفراغات هاماتنا
أيتها الظلال الخائفة من أحلامنا المليئة بالضوء
أيتها الختلات الميتة في زوايا هذه المدينة
أيتها الاطعمة الفاسدة روائحها لا طعمها
أيتها الانحناءة التي تمحو ملامح وجوهنا
أيتها الفزاعات المصنوعة من الساقط وراء اللصوص
أيتها الامال التي تصيب مفاصلنا بالتيبس
أيتها الروائح التي شوهت انوفنا
أيتها السندويجات المليئة بالهامبوغر النباتي
أيتها العظام المغسولة بلعاب الجوعى
أيتها اللطافة المحفورة على وجوهنا بمشرط
أيتها اليقظة المؤلمة
أيتها المانيكانات الواقفة دون عظام
أيتها الايام التي نقلق من عدم انتهائك
أيتها الاهات الصاعدة بنزول الطعنات
أيتها الطعنات النازلة بصعود الضحكات
أيتها الضحكات المبررة
أيتها التبريرات التي تبقيك كلبا
تفوووووووووووووووووووو
أحرق اليباس اليقظ فوق جثة الغابة
أركض
أقفز
ألهث
تنفس بعمق
أنت في بلد العدائيين الخائبين العاجزين عن رؤية خط البياض الفاصل بين الحياة والموت