ناقوس الخطر يدق من احترار الكوكب
متابعة الصباح الجديد :
في وقت تجتاح أوروبا موجة حرّ لا مثيل لها وتتزايد المؤشرات المقلقة إلى احترار الكوكب، اختتمت جولة جديدة من المفاوضات المناخية الاسبوع الماضي في بون (شرق ألمانيا) تخللها القليل من التوافق والكثير من التصادم.
وقد اجتمعت وفود من كلّ بلدان العالم في بون للتحضير للمؤتمر السنوي للأمم المتحدة بشآن المناخ الذي يعقد هذه السنة في تشيلي في كانون الأول/ديسمبر. وكان الهدف من هذا الاجتماع التقدّم في مسائل تقنية لتمهيد الطريق لقرارات سياسية.
وأقيمت هذه المفاوضات التي اتسمت بالكثير من البطء بعد ستة أشهر على المؤتمر المناخي الدولي الرابع والعشرين الذي نظّم في كاتوفيتسه في بولندا وسمح بوضع اللمسات النهائية على قواعد تطبيق اتفاق باريس من أجل المناخ المبرم سنة 2015.
وينصّ هذا الاتفاق على ضرورة حصر الاحترار بدرجتين مئويتين مقارنة بالعصر ما قبل الصناعي، وحتّى 1,5 درجة إن أمكن.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، دقّت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة ناقوس الخطر، محذّرة في تقرير من تداعيات احترار بدرجتين مئويتين ستكون أثقل وطأة بكثير من تلك التي يسببها احترار بواقع 1,5 درجة مئوية. وفي حال لم تعزّز الدول التزاماتها في هذا الشأن، فإنّ الحرارة سترتفع 3 درجات.
وفي بولندا، رفضت الولايات المتحدة والسعودية والكويت وروسيا فقرة في البيان النهائي ورد فيها أن المشاركين يتلقون «بإيجابية» خلاصات التقرير العلمي الذي ظلّ يثير الجدل في بون.
وأفاد احد المراقبين بأن الوفد السعودي لم يقبل بمسودّة نصّ تشيد بتقرير الهيئة الأممية ورفض ذكر أي أهداف محددة لتخفيض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة.
وقد ارتدى بعض المندوبين في الجلسة الختامية قمصاناً كتب عليها «العلم ليس قابلا للتفاوض».
وقال إيدي بيريز من شبكة «كلايمت أكشن نتوورك» التي تضمّ تحت رايتها منظمات غير حكومية عدّة معنية بهذا المجال خلال مؤتمر صحافي «لماذا ما نزال نناقش هذه المسائل؟ فالبيانات العلمية موجودة منذ البداية وينبغي لنا أن نسترشد بها».
ومن المرتقب أن تقدّم الهيئة الأممية تقارير عن المحيطات والغلاف الجليدي واستعمال الأراضي والتصحّر قبل نهاية السنة.
وقد أحيلت بعض المسائل التي بقيت عالقة في كاتوفيتسه إلى اجتماع بون.
وانصبّ اهتمام المندوبين خلال هذه المفاوضات التي ارتدت طابعاً تقنياً جداً، على قواعد آليات تبادل حصص انبعاثات الكربون المنصوص عليها في المادة السادسة من اتفاق باريس.
وتتيح هذه المادة للبلدان أن تبلغ أهدافها الخاصة بخفض الانبعاثات عبر آليات تبادل، ويقضي الأمر بتحديد تفاصيل هذه الآليات وتجنّب حساب التخفيضات مرتين.
ولا شكّ في ان هذه المادة ستكون محطّ مناقشات إضافية تكتسي طابعاً رسمياً إلى حدّ أكبر في غضون مؤتمر الأطراف الخامس والعشرين في تشيلي، بحسب المراقبين.
وقالت لوسيل دوفور من شبكة «ريزو أكسيون كليما»، «إذا أخفقنا في تحديد قواعد الآليات الواردة في اتفاق باريس، فإننا سنحدث فجوة كبيرة. ومصداقيتنا ستصبح على المحكّ».
وتمحورت المناقشات على «الخسائر والأضرار» التي تلحق بالمناطق التي تضربها كوارث على صلة بالتغير المناخي لمعرفة من المسؤول عن التعويض.
وقالت سادي دي كوست التي تمثّل منظمات شبابية «هل تعلمون من يبالي للأمر؟ شباب من أمثالي»، مذكرة بأن الطلاب ينزلون إلى الشوارع منذ أشهر للمطالبة بمزيد من التدابير لمكافحة التغير المناخي.
وقال فيليبي فونتيتشيلا الطالب التشيلي الذي يمثّل المجتمع المدني أمام الوفود «تحدث انتفاضات في أنحاء العالم أجمع لأن هذه الآلية تجعل من مسائل غير مقبولة بتاتاً بالنسبة لنا مقبولة».
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى قمة بشآن المناخ في أيلول/سبتمبر في نيويورك تمهيداً للمؤتمر المناخي الدولي الخامس والعشرين. وهو سأل الدول تقديم خطط ملموسة لتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45% في السنوات العشر المقبلة والقضاء عليها بالكامل بحلول 2050.
لكن، «للأسف لم تكن الطموحات كبيرة في بون»، على حدّ قول آلدن ميير الخبير في اتحاد «يونيون أوف كونسورتد ساينتستس».
وتأمل منظمات غير حكومية أن يكون هذا اللقاء فرصة للبلدان كي ترفع سقف طموحاتها والتزاماتها الوطنية قبل البدء بتطبيق الخطط في 2020.